خسر منتخب لبنان الكروي أمام الإيراني، وسط عاصفة الحزنين، فتعازينا أولاً. خسارة قاسية فتحت مزاريب النقد بألوان مختلفة، وخصوصاً على الجهاز الفني وقليلاً على اللاعبين والظروف.ولكن جميع المسؤولين واللاعبين صرّحوا قبلاً «نحن في جهوزية تامّة للفوز»!
ينظرون إلى الفوز أولاً والتأهل، حتى على حساب مَن استعدّ وتطوّر أكثر منّا: الكويت وإيران وربما تايلاند أيضاً (سبق أن ربحنا عليهم، لذلك يجب أن نربح مجدداً)!

تفكير بطموح فوضوي، ونحن في واقع اهتراء بيّن فورة المنتخب واحتضار اللعبة. تعلّقنا بالمنتخب الأول ونسينا سائر المنتخبات العمرية وواقع اللعبة والنوادي ككل وواقع البلد.
هل يعني إذا فاز المنتخب صارت اللعبة عندنا «تمام»؟
مشكلتنا أننا ننظر إلى الفوز أولاً، وننسى التخطيط والتطوير المنهجي وننسى واقع اللعبة ومستقبلها. تماماً كما ننظر إلى تشكيل وزارة وننسى الشعب والأمن وفوضى البلد والفساد!
الطموح الزائف هو أخو الفوز الزائف.
هؤلاء خططوا لسنوات، اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، فدخلوا العالمية، ونحن نريد أن نفوز الآن، وكأننا صدّقنا «بيكفي إنك لبناني».
لعبتنا الآن بلا جماهير ولا مداخيل ولا أمن كاف، ولا استقرار لمعظم النوادي، وسمعتنا في الخارج لمعت فترة بضوء «بوكير» ويخشى أن تنكشف.
هل نستأهل التأهل الآن؟ بكل وطنية: لا (رغم شبّاك أمل صغير في تايلند).
خسرنا سريعاً، لأننا أردنا الفوز السريع.
خسر المنتخب أكثر، والجهاز معه، والاتحاد يراجع حساباته.
ولكن الجهاز لا يستطيع أن يعاقب سريعاً وبالجملة كل مَن قصّر وخالف و«تولْدَنْ»، بل يمكنه أن يقدّم تقريراً ولكن... مَن سيحاسب؟
خسرنا رهان التصفيات المباشرة، فهل نعرف كيف نفوز برهان الانتقال من الفوضى إلى خطة نهوض اللعبة وتنظيمها وتطويرها لتولّد لنا منتخبات وطنية ونوادي مستقرّة.
سؤال عمره سنوات والجواب صعب، واللعبة تسأل: «هلّأ... لوين»!