كان حفل إفطار مكتب الشباب والرياضة المركزي لحركة أمل استثنائياً هذا العام. فغروب أول من أمس شهد اجتماع الأخصام والأضداد والمختلفين في وجهات النظر على طاولة واحدة. مشهد بدا غريباً في ظل الانقسام الرياضي الحاد على أكثر من صعيد وخصوصاً في عائلة كرة السلة. ففي الإفطار أول من أمس كان لافتاً حضور رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة روبير أبو عبد الله الى مكان الحفل وهو مطعم «الدروندي» الذي يملكه بودي معلولي. فهما كانا من أصدقاء الأمس وأخصام اليوم مع وصول الأمور بينهما الى مرحلة الدعاوي القضائية على خلفية المبالغ المدفوعة من معلولي الى اتحاد السلة مقابل النقل التلفزيوني مع غياب تلك الأموال لفترة قبل أن تظهر، ما اعتبره معلولي أنه يمس بسمعة شركته «نيو لوك». وجود أبو عبد الله كان على بعد أمتار قليلة من وجود رئيس الاتحاد الأسبق بيار كاخيا المنافس الأول لأبو عبد الله على مقعد الرئاسة والمطروح بقوة ليخلفه. مسافة قصيرة وتشاهد رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي يتناول إفطاره تحت أعين مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة، الذي حضر الى إفطار من هم من المفترض أنهم «حلفاء» إلا أن المعطيات على أرض الواقع لا توحي بذلك على خلفية ما حصل ويحصل في أكثر من مكان رياضي كاللجنة الأولمبية واتحادات السلة والسباحة وكرة القدم. وإذا كان الصفدي يجلس في مواجهة سلامة، فإن «خصماً» آخر كان يجلس خلف الأخير وهو رئيس الاتحاد اللبناني للجمباز محمد مكي حيث يتواجه الطرفان في المحاكم المدنية على خلفية اجراء انتخابات اتحاد الجمباز قبل تعديل النظام وهو أمر اعتبره سلامة مخالفاً للقانون. ولا ينحصر تلاقي الأضداد بما ذكر فأعضاء اتحاد السلة كان حاضراً منهم المستقيل والمعتكف والمستمر في منصبه على طاولة واحدة وحتى أن رامي فواز عاد والتقى مع أبو عبد الله في مكان واحد.
الطاولة الرئيسية التي يجلس إليها وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي راعي الحفل ضمت رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر والمدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي جالسين «كتفا بكتف». وهما من أبناء البيت الواحد لكن قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بينهما خصوصاً في ملف انتخابات اللجنة الأولمبية.
وهو إفطار «حركيّ» تحوّل الى لم شمل أهل الرياضة في بادرة تثبت أنه مهما وصل الخلاف بين الأطراف فهم قادرون في النهاية على الجلوس الى طاولة واحدة لحل خلافاتهم التي هي أقصر الطرق نحو الخروج من الأزمات. لكن الحفل، الذي نظمه مكتب الشباب والرياضة بجهود رئيسه يوسف جابر و«الجندي المجهول» مازن قبيسي كما وصفه عريف الحفل حسان محيي الدين، لم يقتصر على جمع الأخصام، فهو كان مناسبة لتكريم ثلاث شخصيات رياضية هم عضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري، قائد منتخب لبنان الأسبق في كرة السلة ياسر الحاج وعميد الصحافيين اللبنانيين يوسف برجاوي.