لم يخفِ البرتغالي جوزيه مورينيو، المدرب العائد الى تشلسي الانكليزي، رغبته في اعادة النجم العاجي ديدييه دروغبا إلى صفوف الفريق اللندني، أما المهمة الجديدة للأخير فهي لاعب ومساعد مدرب. دروغبا لم يعطِ بعد موافقته على هذه الفكرة التي لا شك استلهمها الـ«سبيشيل وان» من الاسكوتلندي ديفيد مويز، مدرب مانشستر يونايتد، الذي أوكل المهمة عينها للنجم الويلزي المخضرم، راين غيغز، وقد لقيت قبولاً من الأخير.
في حقيقة الأمر، إن تجربة المدرب واللاعب في الوقت عينه لقيت رواجاً في الآونة الأخيرة بعد حوالي 17 عاماً من رؤيتها للمرة الاخيرة على مستوى البطولات الكبرى في الدوري الانكليزي الممتاز وفي تشلسي تحديداً عندما أشرف كل من الهولندي رود غوليت وبعده الايطالي جيانلوكا فيالي على تدريب «البلوز» واللعب معه. ففي العام الماضي، تمّ تعيين الايطالي جينارو غاتوزو، نجم ميلان السابق، مدرباً لنادي سيون السويسري كما لعب في صفوفه في الوقت عينه. كذلك فعل الفرنسي نيكولا انيلكا مع شنغهاي شينوا الصيني والهولندي إدغارد دافيدز مع بارنيت في الدرجة الرابعة الانكليزية.
الا أن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الفائدة من التدريب واللعب في الوقت عينه وهل هي تجربة ناجحة؟
في الواقع، إن التجارب السابقة السالفة الذكر تفي بالاجابة عن هذا السؤال، اذ باستثناء فيالي الذي ادى اداء مميزاً كلاعب في الميدان وقاد تشلسي كمدرب في الوقت عينه الى لقب كأس انكلترا اضافة الى لقب كأس الكؤوس الأوروبية ولقب الكأس السوبر الأوروبية، فإن باقي المدربين ــ اللاعبين فشلوا في اصابة النجاح في المهمتين معاً، اذ ان غوليت تعرّض لانتقاد كبير على مستواه في الميدان والذي ظهر فيه شبحاً لذاك اللاعب الفذّ إن مع المنتخب الهولندي أو مع ميلان الايطالي رغم تحقيقه كمدرب لقب الكأس عام 1997 وقيادته الفريق اللندني الى المركز الرابع في الدوري الانكليزي الممتاز.
أما عند الحديث عن غاتوزو وانيلكا ودافيدز فتلك «المصيبة» بعينها، إذ إن الأول لم يحقق سوى 10 نقاط في 11 مباراة مع سيون ليقيله الأخير جراء سوء النتائج. اما أنيلكا فلم يصمد في هذه المهمة المزدوجة سوى شهرين حيث توقف بعدها عن التدريب وأكمل مسيرته كلاعب، في حين أن تدريب دافيدز ولعبه في الوقت عينه لبارنيت كانت نتيجته وخيمة على الأخير حيث هبط من الدرجة الرابعة الانكليزية الى الخامسة!
ويذهب محللون الى صعوبة اداء مهمة المدرب واللاعب في الوقت عينه حيث يؤدي هذا الامر الى حدوث خلل في التركيز من قبل الشخص المولج بالمهمتين من خلال خلطه بين الخصائص الفنية والتكتيكية، وبرأي هؤلاء فإن المدرب ــ اللاعب يصبح عرضة لانتقادات كثيرة من قبل اللاعبين في فريقه بخلاف لو كان يشغل منصب المدرب فقط.
باختصار، تبدو تجربة المدرب ــ اللاعب غير مشجعة وقد تؤدي الى نتائج وخيمة استناداً الى بعض التجارب السالفة. ويمكن القول هنا أن الفريق، بالدرجة الأولى، سيكون الخاسر في حال فشلها، أما الشخص الموكل بالمهمتين فهو على الأغلب يكون في آخر أيامه كلاعب أو عائد عن اعتزاله وبالتالي فإنه يبقى المستفيد الاكبر في حال النجاح او الفشل على السواء، وذلك من خلال صقل تجربته التدريبية لشغل منصب المدرب وحده مستقبلاً، وهذا ما ينطبق بالضبط على غيغز ودروغبا اذا حذا حذوه.



دالغليش إستثناء

قبل التعمق أكثر في الخطط التكتيكية، سُجّلت تجربة ناجحة جداً في الثمانينيات لـ«أسطورة» إسكوتلندا، كيني دالغليش، عندما لعب ودرّب ليفربول حيث كان نجماً لامعاً في صفوفه وقاده كمدرب للقب الدوري الانكليزي الممتاز، علماً أنه سجل الهدف الحاسم أمام تشلسي، اضافة الى احرازه لقب كأس رابطة الأندية المحترفة موسم 1985-1986.