تصور لنا كرة القدم النجوم العالميين على أنهم ملوك يستريحون على آرائك من حرير، وكل شيء في خدمتهم. هم الذين لا يركبون إلا أفخم السيارات، ولا يسكنون إلا أوسع الفيلات، ولا يأكلون إلا أغلى الأكلات. هم الذين يبدون لنا أنهم لا يتعبون. يعيشون حياة رغيدة وسعيدة، وهم دائماً مبتسمون.
غير أن الواقع هو غير ذلك تماماً. ثمة الكثير من المتاعب في كرة القدم، أو بالأدق كل شيء يقاس بثمنه. فللشهرة والأضواء ثمن لا بد من أن يدفعه النجم، ولو على حساب حياته الشخصية.
تخيلوا أن الأرجنتيني ليونيل ميسي لن يحظى سوى بأسبوع واحد من العطلة الصيفية بدأ في السابع من الشهر الحالي وينتهي في الخامس عشر منه. صدّقوا أو لا تصدقوا أن «ليو» قطع مسافة 90 ألف كيلومتر في 40 يوماً. بين الارتباطات الإعلانية والخيرية تنقّل «البرغوث» بين الأرجنتين والإكوادور وغواتيمالا وإيطاليا والسنغال وكولومبيا والبيرو والولايات المتحدة!
ماذا يعني هذا؟ يعني أن أفضل لاعب في العالم يختصر ما وصلت إليه كرة القدم من مادية. يعني أن النجم بات حالياً عبارة عن آلة لا تهدأ. فبغض النظر عن المبادرة الشخصية من ميسي بلعب العديد من المباريات الخيرية والتنقل بين قارات العالم، علماً بأن هذا الأمر يندرج، بشكل أو بآخر، في إطار إظهار النجم بصورة مثالية، فإن «ليو» مرتبط بعقود إعلانية، وهذا ما يدفع ثمنه مجهوداً إضافياً في أوقات فراغه. النجم الأرجنتيني بدا مرهقاً في الموسم الماضي في أكثر من محطة، فببساطة كان «ليو» مجبراً على التنقل كثيراً بين برشلونة وقارة أميركا الجنوبية لخوض مباريات ودية أو رسمية في تصفيات كأس العالم 2014، فضلاً عن تنقلاته الإسبانية والأوروبية مع فريقه برشلونة.
صورة ميسي في العاصمة البوليفية، لاباز، على علوّ 3500 متر خلال مباراة الأرجنتين أمام أصحاب الأرض في تصفيات المونديال كانت تختصر المشهد، حين استلقى «البرغوت» على الأرض وهو يعاني من إعياء شديد بفعل نقص الأوكسيجين. بدا ميسي تعباً يومها الى أبعد الحدود.
كذلك الأمر في نهاية الموسم، وتحديداً خلال مباراة برشلونة أمام بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب «أليانز أرينا» بدا ميسي على غير عادته بفعل الإصابة، ولولا تحذير الأطباء بأن لا يشارك في مباراة الإياب لكان أول الموجودين على أرض ملعب «كامب نو»، فعندما يتعلق الأمر بنجوم من فئة ميسي، يصبح وجودهم في الملعب، حتى في المباريات الصغيرة، أمراً مفروغاً منه لدواع تسويقية وإعلانية. يكفي فقط للدلالة على المجهود الذي يبذله «ليو» والذي بات يؤثر على عطائه ويوقعه في الإصابات، وهذا ما يبدو غريباً عليه، المقارنة على سبيل المثال بين دقائق لعبه مع برشلونة في كل المسابقات في موسم 2011-2012 وفي موسم 2012-2013، إذ تظهر الإحصاءات أن «البرغوت» لعب في الموسم الأول 5041 دقيقة، فيما تراجع هذا الرقم الى 4370 دقيقة في الموسم الثاني.
ميسي، رغم كل الإنهاك الذي حل به في الموسم الماضي، مدعوّ الى موسم مقبل شاقّ وضاغط بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بدءاً من الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا مع فريقه برشلونة، وصولاً الى المباريات الودية مع الأرجنتين والحدث الأبرز مونديال البرازيل، حيث الآمال الكبيرة معقودة على «ليو» لقيادة منتخب بلاده الى اللقب العالمي، وبين هذا وذاك رحلات تسويقية وارتباطات إعلانية وغير ذلك. كان الله في عون ميسي ومثله من النجوم!



استقبال خاص

سيخص التايلانديون ميسي باستقبال خاص لدى قدومه مع برشلونة الى بلادهم في الجولة الآسيوية الصيفية تحضيراً للموسم المقبل. ولذلك، فقد عمد طلاب الى تأليف أغنية تستعرض مسيرة «ليو» الكروية منذ انطلاقتها في مدينته روزاريو وانتقاله الى برشلونة.