لم يعهد تاريخ كرة القدم قصصاً كثيرة عن فرقٍ لامست المجد ثم تقهقرت الى الحضيض واختفت عن الساحة العالمية بالشكل الذي حصل مع موناكو. قبل 9 اعوام كان فريق الامارة الفرنسية قريباً من لقبٍ تاريخي عندما بلغ المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بقيادة المدرب ديدييه ديشان، الا انه سقط امام بورتو البرتغالي لتنطلق في تلك الليلة قصة شهرة المدرب جوزيه مورينيو مع الاضواء.
وقبل عامين هبط موناكو الى مصاف اندية دوري الدرجة الثانية في فرنسا، فكان المشهد غير اعتيادي في «ليغ 1» في غياب الفريق الاحمر والابيض الذي اصبح رمزاً في الكرة الفرنسية وحاضراً اوروبياً عبر ملعبه «لويس الثاني» الذي اعتاد احتضان مباراة الكأس السوبر الاوروبية كل سنة. وبالطبع، كان الهدف هو العودة سريعاً الى الاضواء، لكن موناكو خاب مجدداً وأنهى الموسم في المركز الثامن.
ومع وصول الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف ليستحوذ على 66% من اسهم ملكية النادي فور هبوطه الى الثانية، كان الهدف واضحاً، هو الانتقال بالفريق الى مستوى آخر، وهذا الأمر بدأت اولى خطواته مع استقدام المدرب الايطالي كلاوديو رانييري الذي اعتاد الاشراف على فرقٍ اصحاب اسماء اكبر، امثال إنتر ميلانو وروما في بلاده، وفالنسيا في اسبانيا، وتشلسي في انكلترا.
والهدف من استقدام رانييري كان نقل رؤية ريبولوفليف الى ارض الملعب، وهو الطموح على صورة مواطنه رومان أبراموفيتش وكل اولئك المستثمرين الاجانب الذين وصلوا الى الفرق الاوروبية، حيث الهدف هو العودة الى الدرجة الاولى والمنافسة على اللقب، لا بل مزاحمة باريس سان جيرمان، وهو الامر الذي رحب به محازبو نادي العاصمة، واصاب بالذعر الفرق الاخرى التي بدأت تشعر بالقلق، وخصوصاً مع الحديث عن ان فريق الامارة يريد جذب افضل لاعبي الدوري الفرنسي الى صفوفه، رغم قانون الضرائب الذي سيفرض عليه تكبّد الملايين عن رواتب لاعبيه.
وبالفعل، وفي فترة قصيرة مع رانييري، بدا موناكو الفريق الاقوى في الدرجة الثانية، وهو رغم خروجه المخيّب من مسابقتي كأس فرنسا وكأس رابطة الاندية الفرنسية المحترفة فإنه حقق الهدف الأسمى بالعودة الى مكانه بين الكبار، وذلك بعدما استثمر بمبالغ مقبولة في لاعبين واعدين سيُحكى عنهم الكثير في الموسم المقبل، وهم لوكاس أوكامبوس ونبيل درار ودلفين ندينغا. الا ان هذه الاسماء المغمورة التي قدّمت مستوى طيّباً هذا الموسم، ليست هي من سيسمع صوت موناكو بقوة في المرحلة المقبلة، فالحديث واسع عن ان البحث جارٍ عن نجمٍ دولي كبير يمثّل الشق المحلي للفريق، فبرز اسم سمير نصري لاعب مرسيليا السابق ومانشستر سيتي الإنكليزي حالياً، وهو اسم يختصر مدى الطموح الموجود عند ريبولوفليف.
عودة موناكو الى الاضواء هي مكسب لدوري الدرجة الاولى في فرنسا، ففي نهاية الامر هذا الفريق يُعدّ من طينة الكبار بألقابه السبعة في «ليغ 1»، آخرها كان في 2000 مع مدرب نيس الحالي كلود بوييل. لكنّ المتابعين عن كثب يشعرون بأن اللقب المقبل قد لا يكون بعيداً بقدر المدة الزمنية التي فصلت بين اللقب الأخير وعودة فريق الامارة الى الاضواء؛ اذ عند فتح باب سوق الانتقالات الصيفية سيطرق اسم موناكو كثيراً ابواب اكبر الاندية في اوروبا.



فالكاو الهدف الأول

ضجّت وسائل الإعلام الفرنسية، أمس، بخبر يفيد بأن الكولومبي راداميل فالكاو هداف أتلتيكو مدريد الإسباني هو الهدف الأول لموناكو في الصيف المقبل. وأشارت تقارير الى أن نادي الإمارة سيضع 50 مليون يورو من أجل استقطاب «النمر» وخطفه من أمام الساعين الى خدماته.