«اعتقد ان جاك ويلشير يملك الامكانات التي تخوّله ان يصبح افضل لاعبي العالم». هذا بكل بساطة ما قاله كابتن منتخب انكلترا ستيفن جيرارد في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة الاخيرة لبلاده مع البرازيل (2-1)، مشدداً على أنه لا يريد من خلال تصريحه هذا ان يضع نجم ارسنال تحت الضغوط، بل ان هذا القول جاء نتيجة ما رآه من ويلشير خلال مواجهته له في الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم، وخلال تدرّبه معه في المنتخب الوطني.
الشاب صاحب الشخصية القوية لم يقع تحت الضغوط ابداً بل كان احد افضل لاعبي انكلترا في اللقاء المذكور، منصّباً نفسه «أستاذاً» على البرازيليين الذين اعتادوا التفنّن في منطقة خط الوسط.

وبطبيعة الحال، لا يعرف ويلشير معنى كلمة الضغوط، فهو منذ صغره عرف عنه شخصيته القوية حيث قيل دائماً بأنه سيصبح لا محالة القائد الشرعي لأرسنال ومنتخب انكلترا على حدٍّ سواء. واضافة الى الشخصية هو يملك ميزات القائد من حسن ادارة على ارض الملعب ورؤية وشاملة ودافعاً لمساعدة زملائه من اجل ايصالهم الى المرمى. كذلك، لا يوفّر ويلشير جهداً للقيام بواجبٍ دفاعي بفدائية عالية رغم صغر جسمه وقصر قامته (1.70 م)، معرّضاً نفسه للاصابة في مناسباتٍ عدة. وبالطبع ومن خلال هاتين الميزتين الهجومية والدفاعية يمكن تفسير سبب قول مدربه الفرنسي أرسين فينغر بأن ويلشير يملك «التقنية الاسبانية والقلب الانكليزي».

وصفٌ كافٍ للدلالة على ان رهان فينغر على ويلشير سيكون دائماً ما دام اللاعب يتمتع بصحة جيّدة، فهو استعاد مركزه سريعاً في وسط ارسنال بعد عودته من اصابة بكسرٍ في الكاحل الموسم الماضي أجّلت اظهاره لتألقه على مسرح الاحداث. لذا، ليس مستغرباً ان يصبح ويلشير الحجر الاساس في خط الوسط الى جانب الاسباني سانتي كازورلا، وهما تركا لفينغر التفكير بشركائهم المناسبين في هذا الخط حيث تظهر اسماء مهمة كثيرة منها الويلزي أرون رامسي والفرنسي أبو ديابي والتشيكي توماس روزيسكي والفرنسي الواعد فرانسيس كوكلان.

واذا كان جمهور أرسنال لم يجد شيئاً جديداً في تألق ويلشير حيث اعتبره دائماً النجم الكبير الذي ينتظر ان يحمل الفريق الى المجد مجدداً، فان انكلترا كلها بدأت تنهال بالمديح على نجمها الجديد. فمنذ اعتزال بول سكولز بحث الانكليز عن «عبقري» في خط الوسط يمكنه القيام بواجبات هجومية فعالة ودفاعية حاسمة في آنٍ معاً، وهو امر كان يعوّل ان يفعله فرانك لامبارد، الذي رغم موهبته الكبيرة فانه لم يوفّق في مشواره الدولي.

ولا يثير صاحب الـ 21 عاماً اعجاب المتابعين فقط، اذ ان رفاقه في منتخب «الأسود الثلاثة» ظهروا سعداء بما قَدِم اليهم، فقال المهاجم الهداف واين روني بأن اداء ويلشير امام البرازيل اعاد اليه المشاهد الرائعة التي خطّها نجم الوسط السابق بول غاسكوين. والاخير لم تنجح انكلترا في ايجاد مثيلٍ له في العصر الحديث رغم مرور اكثر من 50 اسماً مهماً في خط الوسط. الا ان الرهان اليوم هو على المعادلة الجديدة التي تعتمد على ويلشير بالدرجة الاولى لرفع مستوى انكلترا بشكلٍ عام، وذلك من خلال شغله دور المساند لجيرارد الذي يبحث بدوره عن شريكٍ يفهمه ويحفظ تحركاته ويريحه من الحمل الثقيل في الوسط بعدما فشل في لعب هذا الدور سابقاً لامبارد وغاريث باري ومايكل كاريك وسكوت باركر وصولاً الى الوافد الجديد طوم كليفرلي.