لم يكن تمرين الأمس عادياً في فريق الشباب الغازية. فهو شهد عودة ابن الفريق ونجمه السابق مالك حسون ليس كلاعب بل كمدير فني، بعد قرار تعيينه خلفاً للمدرب فؤاد ليلا، الذي استقال من منصبه بعد النتائج السيئة للفريق، حيث أصبح يحتل المركز العاشر في الترتيب، برصيد سبع نقاط وبفارق نقطيتين فقط عن الإخاء الأهلي عاليه والتضامن صور صاحبي المركزين 11 و 12.أمس قاد حسون التمرين الأول، الذي بدا مغايراً من ناحية الانضباط والنظام، فكانت المرة الأولى التي يمنع فيها دخول أي شخص لا علاقة له بالتمرين الى أرض الملعب منذ فترة طويلة جداً.
حسون حسم قراره واضعاً خبرته كلاعب ومدرب في الأنصار بتصرف فريق بلدته الغازية، برغم صعوبة المهمة المتمثلة في البقاء في الدرجة الأولى. «الكابتن مالك» اجتمع باللاعبين أمس حيث وضع الخطوط العريضة والعنوان الأبرز للمرحلة المقبلة وهو «القرار لي وأنا الآمر الناهي». أمر قد يبدو مستغرباً في نادٍ كالشباب الغازية، معروف لكثيرين مدى تأثير آل حسون فيه، لكن حين يكون الكلام أمام أمين السر والرجل الأقوى في النادي علي حسون، فحينها تبدو الأمور واضحة بأن الجميع وضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبار.

حسون يعترف بوجود نقاط ضعف كثيرة في الفريق. «فالروح والارادة لا تكفيان وحدهما، وهناك أمور أخرى بالغة الأهمية كالتنظيم والتكتيك على أرض الملعب، وفي التمرين،
سيكون على حسون مواجهة فريق الصفاء في الأسبوع التاسع من الدوري اللبناني

وكيفية تعامل اللاعبين خلال فترة استحواذهم على الكرة، أو عدمه. أضف الى ذلك ضرورة توحيد القرار الفني، بحيث يكون شخص واحد مسؤولا عنه، بعكس ما كان يحصل سابقاً مع وجود حسين حسون وفؤاد ليلا كمدربين».
وخلال محاضرة الأمس شدد حسون على أن الأفضل سيشارك في المباريات بعيداً عن الأسماء، مشيراً الى أن علاقة اللاعبين مع الادارة يجب أن تكون من خلاله، «وأي لاعب يتصل بإداري لطلب أمر ما، فهذا يعني أن طلبه مرفوض».
وسيكون الاستحقاق الأول لحسون مع فريقه الجديد أمام المضيف الصفاء في الأسبوع التاسع من الدوري اللبناني يوم الجمعة. ويدرك حسون صعوبة المهمة، وهو يرى وجوب احترام الصفاء وقدراته الفنية، وهو سيبذل جهده لتحقيق نتيجة إيجابية.
وتعد تجربة حسون مع الغازية كمدير فني الأولى له، وخصوصاً في الدرجة الأولى، لكن هل يعني هذا أنه قلب صفحة نادي الأنصار نهائياً؟
يجيب حسون بأن الأنصار بيته والشباب الغازية فريق غال على قلبه، «لكن البعض في الأنصار طعنوا شخصاً أعطاهم كل عمره، وأنا أسامح لكن من الصعب أن أعود في ظل العقلية السائدة. فنادي الأنصار ليس أشخاصاً بل تاريخ، وليس المطلوب تغيير بعض الأشخاص بل تغيير العقلية والنظرة الخاطئة الى الأمور».