قبل انطلاق بطولة أمم أوروبا 2024، كان المنتخبان الفرنسي والإنكليزي أبرز المرشحين للظفر باللقب. تشكيلتان «كاملتان» في مختلف الصفوف، أساسيين وبدلاء، جعلتا اللقب محصوراً نظرياً بين «الديوك» و «الأسود الثلاثة» استباقاً لقص شريط «اليورو» حتى، لكن نتيجة المباراة الافتتاحية لكلا المنتخبين شكّكت في صحة الترجيحات.
تميّز المنتخب الفرنسي خلال السنوات الأخيرة على الساحة القارية، وتحديداً في كأس العالم، بتتويجه بطلاً لمونديال 2018 ووصافته النسخة الماضية في قطر. أسماء لامعة ضمّها الفريق، قدّمت أداءً جماعياً مميزاً دفاعياً وهجومياً، ما جعل «الديوك» قوة قارية مهيمنة.

هذه المعطيات وضعت لاعبي المدرب ديدييه ديشامب على رأس المرشحين للظفر ببطولة أمم أوروبا المقامة حالياً في ألمانيا، غير أن البداية المتذبذبة زرعت شكوكاً في الوسط الكروي.

فازت فرنسا بشق الأنفس في مباراتها الافتتاحية أمام النمسا 1-0، في لقاءٍ كاد أن يشهد تعثراً صادماً لولا الجهود الفردية لبعض اللاعبين، على رأسهم رجل المباراة أنغولو كانتي. وتفاقمت الصعوبات بإصابة نقطة قوة الفريق في الصف الأمامي، المهاجم كيليان مبابي، بكسرٍ في الأنف، لن يستدعي جراحة بحسب القيّمين على المنتخب، غير أن وقت التعافي وتجهيز قناع مناسب قد يغيّبان مبابي عن مباراتي الفريق المقبلتين أمام هولندا وبولندا، ما قد يؤجّل عودته إلى الملاعب للدور الـ16 «إذا» تأهّلت فرنسا.
حقّق منتخبا فرنسا وإنكلترا أدنى نتيجتين في «يورو 2024» (في المباريات السابقة لليلة الإثنين) إلى جانب سلوفاكيا بمواجهة بلجيكا (1-0)


وفي سياقٍ متصل، فاز المنتخب الإنكليزي على نظيره الصربي 1-0 بصعوبةٍ بالغة، ما شكّك في حظوظ «الأسود الثلاثة» للذهاب بعيداً في البطولة.
سيطر الصرب على دقائق كثيرة من المباراة في محاولةٍ لتعويض الهدف الإنكليزي المبكر عن طريق متوسط الميدان جود بلنغهام (الدقيقة 13).

سوء إدارة اللقاء، بدءاً من الخطة الرئيسية التي شهدت توظيفات لبعض اللاعبين بغير مراكزهم، كما الحال بالنسبة إلى أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز فيل فودين الذي بدأ المباراة على الجهة اليسرى، والظهير الأيمن كيليان تريبير الذي بدأ على اليسار أيضاً، كل ذلك فتح نيران الصحافة على مدرب المنتخب غاريث ساوثغيت.

وزادت حدّة الأقلام الإنكليزية على خلفية سوء التبديلات، خاصةً بعدم إشراك أفضل لاعب شاب في «بريميرليغ»، كول بالمر.

تجدر الإشارة إلى تحقيق منتخبَي فرنسا وإنكلترا أدنى نتيجتين في «يورو 2024» (في المباريات السابقة لليلة الإثنين) إلى جانب سلوفاكيا بمواجهة بلجيكا (1-0)، وهو ما أعطى مؤشرات سلبية. بالطبع، يبقى فوز الديوك والأسود الثلاثة مهماً، وهما قادران على الذهاب بعيداً في البطولة، وربما التتويج بها، لكن لتحقيق ذلك يتعيّن على المدربين ديشامب وساوثغيت إجراء تغييرات جوهرية في المباريات المقبلة، وإلا قد تكون العواقب وخيمة في بطولةٍ «لا كبير فيها» حتى اللحظة.