دمشق- مرّة جديدة طغى اللون البرتقالي على صالة الفيحاء الرئيسية في دمشق. بصوت واحد كانت الغلبة لجمهور الشام. فقرابة عشرة آلاف متفرّج كانوا على الموعد مع فوز فريقهم الوحدة على الكرامة الحمصي في المباراة الثانية من سلسلة نهائي الفاينال فور بنتيجة 84 مقابل 81. وفقاً لقواعد منع الترحال لجمهور الخصم تقييداً للإشكالات وحالات الشغب. بمعنى أن تكون اللعبة في أرض الفريق لمصلحة جمهوره فقط، على أن يلعب من دون أي مشجع في أرض الخصم!

هكذا، علت أصوات جمهور الوحدة بصيغة تعدّل المزاج وتُعيد التذكير بأساطير النادي وأيقونات الرياضة السورية...

لكن اللعبة هذه المرة ورغم رجاحة كفة الوحدة طوال فتراتها، إلا أنها كانت «كلوز غيم» بنتائج متقاربة حتى اللحظات الأخيرة، ورغم أن التوفيق كان حليف الفريق الدمشقي، إلا أن الخطة المحكمة بإغلاق الدفاع والاعتماد على دقة المحترفين بالتصويب والتعامل الذكي مع مفاصل المباراة جعل النصر حليفهم.

كابتن فريق الوحدة شريف العش في حديثه مع «الأخبار» عند نهاية اللعبة قال: «كانت مباراة صعبة جداً للأمانة، لأنها مغلقة ومع ذلك تمكّنا من انتزاع الفوز الثاني على التوالي مستغلين فرصة وجودنا بين جمهورنا وعلى أرضنا. ولاحظنا الفرق في أداء نادي الكرامة عن المباراة السابقة وهذا كان السبب في تعادل الكفة. فعلياً، يجب علينا أن نتحضر جيداً لمباريات حمص، لأن المنافس بهذا الأداء ربما يتمكّن من التفوق على أرضه وبين جمهوره، نحتاج التدريب جيداً، وسنبذل كل الجهد الممكن ولن نوفّر قطرة عرق واحدة في طريق حصد لقب الدوري السوري».

من ناحيته يقول لاعب نادي الكرامة عمر الشيخ علي لنا: «مباراة كانت صعبة على أرض وجمهور الخصم، كنا نستحق الفوز وأداؤنا كان متماسكاً، لكن تفاصيل صغيرة استطاعت أن تحسم اللعبة، لأننا لم نكن موفقين دفاعياً كالعادة لكن سنعمل على هذا الشيء أثناء التحضير في حمص، وسنتدرب بشكل مضاعف والأمل لم ينته بعد والمشوار لا زال في بدايته».

نستغل وجود أسطورة كرة السلة السوريّة ولاعب نادي الوحدة والمنتخب السوري سابقاً أنور عبد الحي لنسأله عن رأيه في المباراة فيقول: «المباراة جميلة على جميع الجهات، وكانت مغلقة من قبل الطرفين. لكنّ أداء الوحدة كان ممتازاً، لأنه فكّر في إغلاق الدفاع بشكل محكم، واستطاع امتصاص حماس الكرامة من دون أن يسمح لهذا الحماس بأن يطغى ويجعل أصحابه يعودون ويحققون تقدماً طوال مدة المباراة. لكن هذه حكاية الرياضة هناك خاسر في النهاية وعليه أن يتقبّل الأمر ويشتغل للمباراة القادمة. كرة السلة ممتعة وهذا العام نشهد حالة متّقدة ومهيبة ومفرحة على مستوى جماهيري كبير عبر الشعبية التي تنكّه المدرّجات».