نشر موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تحقيقاً مطوّلاً عن منتخب لبنان لكرة القدم للصالات، محاكياً حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم – كولومبيا 2016، وذلك من بوابة كأس آسيا التي تستضيفها أوزبكستان ابتداءً من العاشر من الشهر المقبل، حيث ستحجز خمسة منتخبات من القارة الصفراء بطاقات التأهل إلى العرس العالمي.
التحقيق الذي تُرجم أيضاً إلى اللغات الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، والإنكليزية على موقع "الفيفا"، تطرّق إلى سوء الحظ الذي لازم لبنان غالباً في كأس آسيا، مستعيناً بالمثل الشهير "الثالثة دائماً ما تكون ثابتة"، للإشارة إلى ما يتمناه المدرب الإسباني فرانشيسكو "باكو" أراوجو في أن يتحقق عندما يقود "رجال الأرز" للمرة الثالثة على التوالي في كأس آسيا حيث سيكون الهدف تخطي مرحلة ربع النهائي للمرة الأولى في المشاركة العاشرة في البطولة، وبالتالي التأهل إلى المونديال.
وبعد مرور أربع سنوات وأربعة أشهر على تسلّمه تدريب المنتخب اللبناني، أثمر عمل أراوجو بزيادة الاهتمام بكرة الصالات، وهو ما لمسه بنفسه حيث قال لموقع FIFA.com: "تغيّر المنتخب جذرياً، لا على صعيد الأسماء ومعدل الأعمار فحسب، بل على صعيد العقلية الخاصة بكرة القدم للصالات، حيث أصبح لدينا مجموعة لاعبين تعتنق اللعبة دون سواها وتعلم الجوانب الأساسية الخاصة بالاستراتيجيات الحديثة المتبعة في اللعبة، وبالتالي تمكن المنتخب من الارتقاء بمستواه، وبات واحداً من أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية".
وذكر تقرير "الفيفا" أنه "على الرغم من الاهتمام المتزايد باللعبة في البلد المتوسطي بعد إنشاء الدوري اللبناني لكرة الصالات، بالإضافة إلى تنظيم العديد من البطولات كان آخرها تنظيم دوري خاص للسيدات، إلا أن المنتخب اللبناني لم يحقق حتى الآن التأهل إلى كأس العالم".
وعاد أراوجو بالذاكرة إلى نسخة 2012 من كأس آسيا التي شهدت خروجاً مؤلماً من ربع النهائي على يد تايلاند التي كانت قد تأهلت مسبقاً إلى العرس العالمي بصفتها البلد المضيف، وقال: "الشعور كان سيئاً، ليس بسبب خسارة تلك المباراة فقط، بل بعد ما حصل بعدها في مباراة الكويت وأوستراليا. واجهتنا صعوبات كثيرة في فترة قصيرة، خصوصاً بالنسبة إلى تلقين اللاعبين الأسس المرتبطة بالانضباط التكتيكي على أرض الملعب، ورغم ذلك لم نتأهل إلى كأس العالم بفارق هدفٍ وحيد".
وبعد عامين، فشل المنتخب اللبناني في الوصول إلى نصف النهائي مجدداً بعد خسارته أمام أوزبكستان في البطولة التي أقيمت في فيتنام. ولكن أراوجو اعتبر أن الخروج كان مبرراً حيث أضاف: "لا يجب أن ننسى أن لعبة كرة الصالات بمعناها الحقيقي حديثة في لبنان، إذ قبلها لم تعرف الفرق مدربين ولاعبين أجانب كما يحصل حالياً، وبالتالي إن تطور اللاعبين كان بطيئاً".
وتابع: "في البطولة الماضية واجهنا أيضاً مشكلة الإصابات، إذ لعبنا من دون الحارس الأساسي حسين همداني، كذلك افتقدنا قائد المنتخب قاسم قوصان. ووقتذاك كان لدينا مجموعة احتياطيين جدد لم يدخلوا في المنظومة التكتيكية، ورغم ذلك قدّمنا مباراة جيّدة، وبسبب بعض الأخطاء الفردية خرجنا خاسرين".
واذ ستتكرر المواجهة مع أوزبكستان بعد أسبوعين في كأس آسيا، يأمل أراوجو أن يحقق الفوز في المباراة التي ستكون قمة المجموعة الأولى في البطولة من أجل الحصول على مواجهة سهلة في ربع النهائي ومواصلة المشوار إلى المربع الذهبي وحجز مقعد في كأس العالم، لكنه يرى أن مواجهة أوزبكستان ستكون مهمة كما هي حال المباراة الأولى مع قيرغزستان ثم الثانية أمام المنتخب السعودي الذي سبق أن فاز عليه أبناء الأرز في التصفيات بنتيجة 5-2.
وقال أراوجو: "سنعتبر كل مبارياتنا في المجموعة الأولى بنفس الأهمية، إذ لا يمكن أن ننسى أن قيرغزستان من المنتخبات القوية أيضاً، وغالباً ما حضرت في الدور ربع النهائي، وعلينا تخطيها أولاً قبل التفكير بتصدر المجموعة الذي سيكون أمراً مفصلياً، لأن هذا الأمر سيبعدنا عن مواجهة العقبة الإيرانية التي كانت في مرات كثيرة صعبة على لبنان، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى فارق المستوى الكبير بين المنتخبين".
وفي وقت حققت فيه كرة القدم اللبنانية تطوراً لافتاً خلال السنوات القليلة الماضية بتأهل المنتخب الأول إلى الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم - البرازيل 2014، فإن آمال اللبنانيين ستكون معقودة على منتخب الصالات من أجل المشاركة في إحدى بطولات "الفيفا"، وهو ما يعتبره المدرب ذو الثانية والأربعين من العمر ممكناً، فـ"بصراحة ينقصنا القليل من الحظ، إذ دائماً ما افتقرنا إلى هذا الأمر، إن كان خلال المباريات أو بعيداً منها حيث تعرّض أفضل اللاعبين لإصابات عشية محطات مفصلية. كذلك فإن القرعة لم تخدمنا يوماً، لذا آمل أن نغيّر هذه المعادلة بأنفسنا ونحقق الحلم المنتظر".
وختم حديثه قائلاً: "منذ وصولي أواخر عام 2011، وأنا اقوم ببناء هذا المنتخب، حيث لدينا اليوم تشكيلة شابة، لكن لديها الخبرة الآسيوية، وبالتالي لا شيء مستبعد لتحقيق الإنجاز الذي تستحقه كرة الصالات اللبنانية، وهو الذي سيغيّر صورتها إلى الأبد".
وختم "الفيفا" تقريره بعبارة: "من يدري، فقد تكون فعلاً الثالثة ثابتة لأراوجو مع المنتخب اللبناني!".