استفاق العالم على رحيل أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه. لفّ الحزن العالم وتحديداً في البرازيل حيث تحوّلت المستشفى التي يرقد فيها جثمانه إلى مركز استقطاب لعشاق «الجوهرة السوداء». بمجرّد تلقيهما الخبر، بدأ أنتونيو بيريرا وابنه في الجري لقد توفي بيليه، الرجل الذي يعتبر على نطاق واسع أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور، وأرادا التواجد هناك للحداد عليه.
لم يكن بيريرا ولويس إدواردو البالغ من العمر 12 عاماً الوحيدين اللذين تأثرا بالوفاة، فقد نزل طوفان من مشجعي رمز الرياضة البرازيلي إلى مستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو بعد أن أكدت أسرة بيليه والأطباء وفاته عن عمر يناهز 82 عاماً.
وقال أنتونيو لوكالة فرانس برس «إنه أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ»، بعد أن قطع مسافة 1.5 كيلومتر إلى المستشفى، حيث توفي بيليه بعد شهر من دخوله إليه بسبب ما اتضح أنها معركته النهائية مع سرطان القولون.
وأضاف رجل الأعمال البالغ من العمر 46 عاماً: «كنت أتمنى دائماً أن ألتقط صورة معه يوماً ما».
قال الشاب لويس إدواردو الذي كان يرتدي قميص كرة قدم، إنه حزين لأنه لم تُتح له الفرصة أبداً لرؤية موهبة بيليه الأسطورية. ولكن مثل كل البرازيليين تقريباً، نشأ وهو يسمع عن موهبته.
وأضاف «الاسم الأول الذي سمعته في كرة القدم كان بيليه أعظم لاعب في كل العصور».
كما توافد المشجعون لوضع الزهور خارج ملعب النادي حيث قضى بيليه معظم مسيرته الكروية، سانتوس، حيث أعلنت المدينة الجنوبية الشرقية الحداد سبعة أيام على بطلها.
وسرعان ما جاءت تحية أخرى على الصعيد الوطني حيث أعلنت البرازيل الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وتمت إضاءة تمثال المسيح الفادي الشهير في ريو دي جانيرو باللونين الأصفر والأخضر، وملعب ماراكانا الشهير باللون الذهبي تكريماً لـ»الأعظم في كل العصور».
في هذه الأثناء، سافر الصحافيون من جميع أنحاء العالم إلى مدينتَي ساو باولو وسانتوس وبلدة بيليه في الجنوب الشرقي، تريس كوراكويس، حيث قام التلفزيون البرازيلي بتقديم تغطية شاملة لوفاته مع شهادات مؤثرة على المستوى الوطني تخلّلها لقطات أرشيفية مبهرة من أيام لعبه.
كان بيليه الملقب بـ»الملك» من أكثر الرياضيين شهرة، حيث سجل أكثر من 1000 هدف خلال مسيرته الكروية المتألقة وفاز بكأس العالم ثلاث مرات وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حقق هذا الإنجاز.
وضع البرازيل على خريطة العالم على أنها «أرض اللعب الجميل» حيث سارع الرئيسان الغريمان المنتهية ولايته جاير بولسونارو والمرتقب خلافته في الأول من كانون الثاني/ يناير لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الإشادة به.
خارج المستشفى في حي مورومبي الراقي، بكى المشجعون ولوّحوا بأعلام سانتوس وعلقوا لافتة كُتب عليها «الملك الأبدي بيليه».
وقال جوزيه كارلوس سوزا سانتوس (43 عاماً) «جئنا لنقول وداعاً ونقدم له تكريماً بسيطاً لما فعله، كما أعتقد أنه ينبغي على الجميع أن يفعلوا ذلك».
وأضاف «يمثل بيليه شغفنا بكرة القدم. كل من أراد أن يلعب كرة القدم كان مصدر إلهام له».