من المبكر طرح السؤال حول بدء مشوار هبوط فريقَي: الإخاء الأهلي عاليه وطرابلس إلى الدرجة الثانية. صحيح أن نتائج الفريقين توحي بذلك مع حلول طرابلس في المركز ما قبل الأخير برصيد نقطة وحيدة من أصل خمس ممكنة، متقدماً على الإخاء الخالي رصيده من النقاط في المركز الأخير. التوقيت المبكر لطرح السؤال يندرج تحت عنوانين أساسيين: مشوار الدوري ما زال طويلاً، ونظام البطولة يؤجّل الحديث عن أي هبوط إلى ما بعد انتهاء المرحلة المنتظمة. فالنظام الفني للبطولة ينص على اقتسام رصيد كل فريق من النقاط على اثنين قبل الدخول إلى المرحلة السداسية المؤلفة من مرحلتَي ذهاب وإياب. وهذا ما يجعل أي فارق من النقاط بين أي فريقين يتقلّص إلى النصف، ما يجعل أمل أي فريق مهدد بالهبوط قائماً حتى لو كان رصيده من النقاط متواضعاً.لكن ما يقلق في الناديين هو الصورة الفنية التي قدمها كل فريق في الأسابيع الخمسة الأولى. في طرابلس، يبدو التخبط الفني جلياً من خلال قيادة ثلاثة مدربين للفريق في ظرف أشهر. ثلاثة مدربين تمت إقالتهم أو استقالوا توالياً، بدءاً من عبد الرحمن بلّة، مروراً بمحمد دياب وانتهاءً بالتونسي مرسي قطاطة الذي أقيل قبل يومين، رغم أنه لم يكمل شهره الأول مع الفريق.
حالة طوارئ قائمة في سفير الشمال حيث اجتمعت الإدارة أمس وقررت تشكيل لجنة فنية برئاسة فادي عياد ومشاركة وليد الحسيني ورئيس النادي سليم ميقاتي للعمل على إنقاذ النادي من الهبوط. حتى الآن، سيقود المدرب فادي عياد الفريق أمام النجمة يوم السبت على ملعب جونية ضمن الأسبوع السادس من الدوري. «لكن إذا ما اختارت الإدارة مدرباً جديداً فهو سيكون حاضراً في المباراة، لكن مع وجود اللجنة الفنية التي ستكون حاضرة خلف الفريق في هذه المرحلة الصعبة» يقول عيّاد في اتصال مع «الأخبار».
يتحدث عياد بإيجابية عن أجواء الفريق، رغم صعوبة الوضع. وينطلق في إيجابيته من شعور لاعبي الفريق بالمسؤولية في «مشاهدتهم لما تقوم به الإدارة ضمن الإمكانات المتاحة. فهناك نوعية لاعبين تعلم أن مستواها هو في الدرجة الأولى، وبالتالي لا تقبل أن يهبط الفريق ويصبحوا من لاعبي الدرجة الثانية» يضيف عياد.
إذاً، تبدو الأجواء إيجابية وهناك إصرار لدى الطرابلسيين على عدم الهبوط، لكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر. وعليه، فإن المسؤولين يعلمون صعوبة المهمة، لكن لا شيء مستحيل. ما زال هناك الوقت الكافي لتغيير الصورة القائمة في الفريق.
هذا هو الوضع في عاصمة الشمال، فكيف هو حالياً في عاليه؟
يواجه طرابلس فريق النجمة في جونية، ويلعب الإخاء مع البرج على ملعب الصفاء يوم السبت


في الإخاء الأهلي عاليه، ما زالت الإدارة متمسكة بالمدير الفني حسين حمدان. فهي تعلم أن مشكلة النادي لا يتحملها حمدان. فهو قاد الفريق للفوز بأول كأس تحدٍ للنادي في تاريخه قبل انطلاق الدوري. لكن المعطيات أكّدت أن حساب «حقل النخبة» مختلف عن حساب «بيدر الدوري». صحيح أن هناك تمسّكاً بحمدان، لكن الأمور تسير من سيئ إلى أسواء مع مرور خمسة أسابيع من دون أي نقطة. وفي الأسبوع السادس، سيواجه الإخاء الأهلي عاليه فريق البرج المتصدر يوم السبت على ملعب الصفاء. وعليه، فإن مهمة حصد نقاط أو تسجيل أول فوز في الدوري سيكون صعباً جداً في ظل الفورة التي يعيشها البرج من جهة، والصورة الفنية المتواضعة التي يمرّ بها الإخاء الأهلي عاليه من جهة أخرى.
لكن رغم ذلك، ما زال هناك إيمان لدى القيّمين على النادي بأن الإخاء لن يسقط إلى الدرجة الثانية، لكن كما هي الحال في طرابلس فإن التمنيات شيء والواقع شيء أخر. وعدم الهبوط يحتاج إلى نتائج وهي الوحيدة التي تبعد شبح الهبوط عن الفريق الجبلي الذي نجا منه في الموسم الماضي في الأسبوع الأخير.