أثبتت قمة الأسبوع الثاني من الدوري اللبناني لكرة القدم بين النجمة والعهد، أنه بالإمكان إقامة مباراة بين الفريقين من دون أن تنتهي إلى «كارثة» جماهيرية على صعيد الشغب. أثبتت المباراة أنه حين يكون هناك عقلاء من الطرفين يصغون إلى القيمين على اللعبة اتحادياً ويغلّبون لغة المنطق بعيداً من التحريض والشعبوية، فحينها يمكن للفريقين أن يلعبا مباراة في الدوري، وأمام مدرجات ممتلئة بالكامل سواء في منطقة البطاقات العادية أو في المنصة من دون أن يحصل شيء يُذكر. لا شك أن النتيجة أسهمت في تهدئة الأوضاع بعد تعادل الفريقين 1-1 حيث سجل للعهد صمود قادري في الدقيقة 26، وعادل حسن كوراني من كرة حرة جميلة في الدقيقة 30.
جاءت نتيجة التعادل 1-1 بين النجمة والعهد عادلة (طلال سلمان)

فانتهت المباراة لا غالب ولا مغلوب فلم يكن هناك خاسر ورابح، ما أسهم في أن تنتهي المباراة على خير. لكن النتيجة وحدها ليست السبب في أن تسير الأمور على ما يرام. فما حل قبل 24 ساعة من المباراة لعب دوراً رئيسياً في تهدئة الأجواء. اجتمعت إدارتا الناديين برعاية اتحادية مع وجود الأمين العام جهاد الشحف، فكان لقاء مصارحة أكثر منه مصالحة. تحدث كل طرف وخصوصاً الجانب العهداوي مطولاً حول ما رافق الفترة السابقة وما هو مطلوب للمرحلة المقبلة من جانب الطرفين. تطرق رئيسا النادي تميم سليمان ومازن زعني لكل ما يساعد على إبعاد التحريض وزرع الفتنة وتجييش الجمهور ومحاولة اكتساب رضاه. فأحد العناوين الرئيسية كما يكشف أحد الحاضرين في الغداء المشترك لـ«الأخبار»، تمحور حول التخلص من الشوائب والمحرضين والمسيئين. فجمهور النجمة هو الأكبر على صعيد لبنان، وإذا كان هناك قلّة قليلة منه تريد أن تأخذ الأكثرية إلى مكان خطير على اللعبة وعلى البيئة التي ينتمي إليها جمهور الناديين فهنا يجب التفكير ملياً بكل كلمة تصدر عن المسؤولين كما قيل خلال الاجتماع من قبل أكثر من طرف.
المهم أن مباراة النجمة والعهد مرت على خير، فكانت «بروفة» أولى ناجحة لعلاقة جديدة وصحية بين الناديين.
فنياً، جاءت المباراة جيدة نسبياً، في ظل وقوعها في بداية الدوري ولم يرتفع مستوى الفريقين فنياً. يمكن اعتبار أن التعادل كان عادلاً فمجريات اللقاء لم توحِ بأن أي طرف كان يستحق الخروج فائزاً بنقاط المباراة.
تعادل الفريقان في كل شيء تقريباً، بالهدفين، وبالفرص وبنجومية بعض اللاعبين وخصوصاً خليل بدر من النجمة، إضافة إلى عدم ظهور بعض اللاعبين بالصورة المطلوبة.
استعاد الأنصار عافيته بثلاثية نظيفة في شباك السلام زغرتا


أمرٌ مؤسف حصل في منتصف الشوط الثاني حين أصيب مهاجم النجمة حسن مهنا بكسر في قدمه نُقل على إثره إلى المستشفى حيث حضر الطبيب ألفرد خوري الذي عاين اللاعب بعد إجراء الصور الشعاعية ليتبين حاجته إلى عملية جراحية، ستغيّبه عن الملاعب لفترة ثلاثة أشهر على الأقل.
جماهيرياً، جاءت المباراة حاشدة، حضر جمهور النجمة بشكل كبير قبل ساعتين من بداية اللقاء. فعند الساعة الثانية ظهراً كان ربع مدرج النجمة ما زال خالياً، في حين تأخر وصول جمهور العهد الذي عاد وشغل المدرجات المخصصة له بالكامل.
لم تغب المناوشات والهتافات التي خرج بعضها عن الأصول بين الجمهورين، لكن بقيت الأمور ضمن الإطار المقبول ولم تلامس الخطوط الحمر.
في مكان بعيد من جونيه وتحديداً في زغرتا، كان الأنصار يستعيد عافيته على حساب السلام زغرتا وفاز عليه بثلاثية نظيفة. سجّل الأهداف ثلاثي الخبرة الحاج مالك وحسن معتوق ونادر مطر نجم المباراة، في الدقائق 42، 47، و59.
فوز أعاد الروح للأنصار ومنحته المركز الثاني خلف البرج الذي كان الفائز الأكبر مستفيداً من تعادل النجمة والعهد ليتصدر الترتيب برصيد ست نقاط متقدماً على الأنصار والصفاء والنجمة والعهد توالياً بنقطتين.
أول من أمس سجّل تعادلاً سلبياً بين شباب الساحل والحكمة على ملعب بحمدون. تعادلُ يعتبر بمثابة خسارة للساحل، وفوز للحكمة. فالساحليون القادمون من عرض كبير أمام الأنصار في الأسبوع الأول حين تعادلوا معه 2-2، لم ينجحوا في تحقيق أول فوز لهم بعد إهدارهم لركلة جزاء سددها فضل عنتر وأنقذها حارس الحكمة أحمد تكتوك.
انتهى الأسبوع الثاني من الدوري، ولن يتأخر الأسبوع الثالث بالوصول، فهو سينطلق الجمعة المقبل بلقاء الحكمة والسلام زغرتا في جونيه، ويستكمل السبت بلقاءي العهد مع شباب الساحل في جونيه، والشباب الغازية مع البرج على ملعب أنصار في الجنوب. ويختتم الأسبوع الثالث الأحد بثلاث مباريات تجمع الإخاء الأهلي عاليه مع النجمة في بحمدون، الصفاء مع التضامن صور على ملعب الصفاء وطرابلس مع ضيفه الأنصار في طرابلس.