كرّس النجمة أفضليته التاريخية على العهد في كأس لبنان بعدما حقق فوزه السابع عليه في تسع مواجهات جمعتهما ضمن المسابقة، ليقصيه من الدور ربع النهائي بتغلبه عليه (4-2) بركلات الترجيح إثر تعادلهما (1-1) في الوقت الأصلي.نتيجةٌ مهمة جداً للنجماويين الذين وجدوا أنفسهم على بُعد 4 نقاط من العهداويين على لائحة الترتيب العام للدوري اللبناني، وهي مهمة أيضاً قبل متابعة مشوار البطولة الأسبوع المقبل حيث اللقاء الكبير مع الأنصار يوم الاثنين، والذي سيحدد بشكلٍ كبير موقف «النبيذي» من المنافسة على اللقب حتى الأمتار الأخيرة.
هي رسالة طبعاً وجّهها النجمة لخصمه بأنه سيقاتل حتى اللحظات الأخيرة من أجل استعادة لقب الدوري، تماماً كما فعل أمس على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية عندما قاتل حتى الرمق الأخير لكي لا يخسر بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي حيث ستكون بانتظاره مباراة كلاسيكية أخرى مع فريقٍ عريق نافسه في الماضي، وهو الحكمة الذي تخطى شباب البرج بفوزه عليه (2-1)، على ملعب العهد، سجلها للفائز حسن حمود وأندرو القزي، وللخاسر محمد الحسيني.

حقق النجمة الفوز السابع على العهد في تسع مواجهات (طلال سلمان)

النجمة استحق البطاقة المؤهلة بنظر الكثيرين لأنه آمن بحظوظه في إسقاط خصمه المتفوّق على الورق، والذي دخل إلى اللقاء بثقةٍ عالية استمدها من عودة نجومه إلى تشكيلته، أمثال المدافع خليل خميس الذي لعب أساسياً، والثنائي محمد حيدر ومحمد قدوح اللذين دخلا في الشوط الثاني.
تكتيكياً تفوّق النجمة في الشوط الأول بحكم الانتشار الجيّد للاعبيه على أرض الملعب وكيفية ضغطهم على حامل الكرة بشكلٍ أفضل من العهد الذي استحوذ وصنع الخطورة، لكنه تفاجأ بهدفٍ سجله المدافع الدولي ماهر صبرا بكرةٍ رأسية في مرمى زميله في المنتخب مصطفى مطر إثر ركلة حرّة نفذها خالد تكه جي، ليوقّع على تمريرته الحاسمة الثانية في المسابقة.
لكن ما عاب النجمة هو غياب الفعالية الحقيقية انطلاقاً من خط الوسط، ووصولاً إلى خط الهجوم على رغم النشاط الكبير على طرفي الملعب وفي العمق، وذلك في وقتٍ حاول العهد فرض رقابة على المفاتيح النجماوية التي عرفت إنهاء الدقائق الـ45 الأولى وهي متقدّمة.
هدفٌ فتح المجال أمام النجمة لكسب الثقة ومحاولة مهاجمة خصمه مطلع الشوط الثاني، لكن نقطة التحوّل كانت من خلال ردّ فعل سريع لمدرب العهد باسم مرمر الذي دفع بنجمه محمد حيدر سريعاً إلى أرض الملعب، فبات محور اللعب واستحوذ الفريق الأصفر بشكلٍ أكبر، حتى وصلت كرة من حيدر إلى محمد ناصر الذي قابلها بتسديدةٍ قوية من مسافةٍ قريبة في مرمى علي السبع.
لكن ما عاب النجمة كان نفس المشكلة عند العهد، إذ على رغم أن الأخير فرض سيطرته على النصف الثاني من اللقاء وحرم لاعبي «النبيذي» من إيصال الكرة إلى نجم الوسط مهدي الزين الذي اختفى تماماً من المعادلة بعد شوطٍ أول جيّد. بدا الربط بين الوسط والهجوم غائباً عند العهداويين، ولو أن الشاب حسن سرور سجّل نسبةً عالية من التمريرات الصحيحة التي سرّعت من إيقاع اللعب العهداوي.
كرّس النجمة أفضليته التاريخية على العهد في كأس لبنان


المشكلة كانت هنا في عدم إيجاد الطريقة الفضلى لإيصال الكرات إلى هلال الحلوة الذي اضطر مراراً إلى العودة للخلف من أجل استلامها، ما قضى على الخطورة في المنطقة النجماوية على رغم مضايقاته من خلال مشاكساته المستمرّة لقلبي الدفاعي قاسم الزين وعلي حمام. أما النقطة الثانية في هذا الإطار فهو اضطرار محمد قدوح للعب دورٍ على الجهة اليسرى فكان بعيداً من منطقة الجزاء حيث تكمن خطورته وحساسيته التهديفية، فخرج كما دخل من دون أي نتيجة إيجابية لتنتهي المباراة بالتعادل وتذهب إلى ركلات الترجيح التي كانت عنوان غالبية المباريات في دور الـ16، ومن خلالها تأهل النجمة على حساب التضامن صور.
هنا كانت المواجهة بين اثنين من أفضل الحراس في لبنان على صعيد التصدّي للركلات من نقطة الجزاء، فكان السبع اسماً على مسمّى بتصديه لركلتَي حسين دقيق وقدوح مقابل تصدّي مطر لركلةٍ واحدة سدّدها قاسم الزين، وهي الوحيدة التي أهدرها النجماويون ليخرجوا فائزين من هذه المواجهة القوية.
ويختتم الدور ربع النهائي اليوم الساعة 13.30 بمباراتين، الأولى تجمع بين الأنصار حامل اللقب والسلام زغرتا متصدر دوري الدرجة الثانية، والثاني ستضع البرج في مواجهة فريقٍ آخر من الثانية هو الراسينغ.