هل كان مجرد شبح؟ هكذا تساءلت صحيفة «ذا دايلي مايل» الإنكليزية عن نجم أرسنال، الألماني مسعود أوزيل. في الآونة الأخيرة، ذاع صيت الصحف الإنكليزية في ترداد هذا المصطلح: «أوزيل مخيّب». خيب آمال الجماهير التي كانت تعوّل عليه الكثير خلال الشهر الماضي، لكن هذه المرة، تخطى الأمر النقد، وبات الحديث والتحليل وفرض الآراء مزعجاً جداً، للنادي ولأوزيل وللجماهير. بات النجم الألماني مادة ساخرة للصحافة الأوروبية.
يُخيّل لبعضها أن أرسنال ندم على دفع 42.5 مليون باوند في ضمه من ريال الموسم الماضي. وآخرون ينصحون المدرب الفرنسي أرسين فينغر بعرض خدمات اوزيل على النادي الملكي في الصيف المقبل، مقابل شراء خيسي رورديغيز أو الويلزي غاريث بايل. هؤلاء أنفسهم الذين رحبوا به أول وصوله الى ملعب «الإمارات»!
مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية ذكرت: «في المباريات الأخيرة، لم يكن موجوداً، ولا يزال فينغر ينتظر ظهوره بالشكل المعهود». أما صحيفة «إل كونفيدينشال» الإسبانية، فكانت لاذعة في سخريتها: «أرسنال لعب يوم الأربعاء بتسعة لاعبين بعد طرد الحارس فويتشيك تشيزني، لأن أوزيل لم يكن موجوداً أصلاً». ولمحت صحيفة «ليكيب» الفرنسية إلى أن أوزيل ربما رفع الراية البيضاء: «أوزيل استسلم، لا يستطيع الأداء على نحو جيد في المباريات الكبيرة».
واضح ان اللاعب يمر بأزمة من الانتقادات والضغوط، وأن قدراته البدنية، مذ كان لاعباً في ريال ضعيفة عن باقي زملائه. لا شك أنه بحاجة إلى تدريبات بدنية مكثفة للخروج من حالة البلادة التي تلازمه، لتطوير حالته البدنية ورفع لياقته.
في مبارياته الأخيرة، ضد ليفربول في الدوري، وضد بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، ركض بضعف وانتابه التردد كلما لامس الكرة.
وإذ كانت نية فينغر إعادة الثقة لأوزيل بإسناد ضربة الجزاء الأخيرة اليه، إلا أنه كان قراراً غير صحيح. أهدرها بكل رعونة. شيء ما أصاب أوزيل عقب إهداره الركلة. استمر في هز رأسه لما يقارب 10 دقائق. إنها الركلة الثالثة التي يهدرها أوزيل في مشواره مع أرسنال. لربما ظن أنه قضى على أحلام الـ «غانرز». الأحلام التي لم تتحقق مع أي نجم سابق منذ رحيل باتريك فييرا عن الفريق.
هكذا، وعلى نحو مفاجئ وجد أوزيل نفسه لا يحظى بمساندة باقي زملائه في الفريق. وهم المتوقع منهم عكس ذلك. يجب أن يكونوا ملزمين بالوقوف الى جانبه، في خسارته وفرحه طبعاً.
هذا ما لفت إليه قائد منتخب ألمانيا السابق، ميكايل بالاك، معرباً عن مخاوفه من وضع مواطنه في نادي أرسنال الذي بحُكم الموهبة والقدرات التي يمتلكها، كان من المفترض أن يكون محصناً من طرف اللاعبين جميعاً، إلا أن العكس هو الذي حدث. وهذا ما بدا في انفعال الفرنسي ماتيو فلاميني عليه في مباراة بايرن، ومواطنه بير ميرتساكر في لقاء مانشستر سيتي في الـ «بريمييرليغ». أما لاعب أرسنال السابق، ستيورات روبسون، فكان حاداً جداً في كلامه، مشيراً إلى أن أوزيل لا يستحق أن يرتدي قميص الفريق بسبب مستواه المتدني!
حقيقةً تبدو هذه الحملة غريبةً جداً على لاعب بحجم أوزيل، لكن لمَ أوزيل؟! اللاعب الذي وجد فيه فينغر ضالته لقيادة وسط «المدفعجية». لاعب ساحر قادر على الابتكار وايصال الكرات بالشكل المطلوب الى المهاجمين. هذا كان حديث الجميع سابقاً، من الصحافة والمحللين واللاعبين. إلا أنهم الآن تغيرت أراؤهم. عند عودة أوزيل الى مستواه الذي اعتاده محبوه، سيعود هؤلاء لكيل المديح من جديد، كما فعلوا سابقاً. فمذ وصوله إلى صفوف أرسنال، فرض نفسه كواحد من النجوم المثيرين للجدل في الوسط الكروي والإعلامي الإنكليزي. سيعاني أوزيل بشدة من أجل استعادة مستواه العالي، لكنه عندما يفعل ذلك، سيعيد التذكير بالفريق الأقوى على الساحة الانكليزية في الفترة التي حصد فيها «الغانرز» لقبيه الأخيرين في الـ «بريميير ليغ» (2002 و2004) بوجود نجوم كالهولندي دينيس بيركامب والفرنسيين تييري هنري وباتريك فيييرا وروبير بيريس. سيرمم شيئاً من ذاكرتهم. ذاكرة الجماهير التي وحدها تؤمن بأنه له يعود فضل النتائج الإيجابية التي تحققت بداية الموسم.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad