مرة جديدة يصطدم طموح منتخب لبنان والقيّمين عليه بالواقع الأمني المرير. فللمرة الثانية على التوالي، يستفيق اللبنانيون على خبر حصول تفجير انتحاري قبل ساعات على مباراة منتخب لبنان. المرة الأولى، كانت قبل لقاء إيران ضمن التصفيات، حيث وقع حينها تفجيرا السفارة الإيرانية، ويوم أمس وفي المنطقة الجغرافية عينها، حصل انفجاران قرب المستشارية الإيرانية قبل ساعات على لقاء لبنان وباكستان الودي. قيادة الجيش رفضت إقامة اللقاء على ملعب المدينة الرياضية القريب جداً من موقع التفجير، فقرر الاتحاد اللبناني لكرة القدم نقل المباراة الى صيدا، حيث أقيمت المباراة وانتهت بفوز لبنان 3 - 1 أمام مدرجات خالية.

فتأثير الانفجار انعكس على الحضور الجماهيري الذي اقتصر على العشرات، لكن هذا لم يمنع لاعبي منتخب لبنان من تقديم أداء جيد، بغض النظر عن ضعف مستوى الخصم.
مباراة أمس شهدت عودة عدة لاعبين الى منتخب لبنان، وعلى رأسهم القائد يوسف محمد الذي عاد الى مركزه بعد طول غياب نتيجة إصابته بانقطاع في الرباط الصليبي. كما شهد اللقاء عودة هيثم فاعور وحسن المحمد وسيرج سعيد، إضافة الى مشاركة لاعب الإخاء الأهلي عاليه أحمد عطوي للمرة الأولى في تاريخه، حيث كانت مباراة باكستان الأولى له دولياً مع المنتخب الأول.
الدقائق الـ 17 الأولى جاءت نارية، حيث شهدت تسجيل ثلاثة أهداف، مع افتتاح التسجيل للبنانيين عبر وليد اسماعيل من تسديدة جميلة في الدقيقة الثالثة، أتبعها حسين عواضة بهدف ثان في الدقيقة 15 من كرة ركنية. دقيقتان وجاء الرد الباكستاني عبر كليم الله من تسديدة بعيدة استقرت في الزاوية العليا لمرمى الحارس لاري مهنا، وهو هدف شكل صفعة للبنانيين بضرورة عدم الاستهتار بالخصم.
تدريجاً، ارتفع مستوى اللبنانيين وخصوصاً حسن سعد «سوني» الذي قدم أداءً جيداً قبل أن يخرج في الشوط الثاني. هذا الشوط شهد فرصاً لبنانية عديدة تصدى لها الحارس إحسان الله، وخصوصاً رأسية سعد، قبل أن ينهي محمد زين طحان التسجيل في الدقيقة 86 حين ترجم كرة قوية لعباس عطوي «أونيكا» ارتدت من عارضة الحارس الباكستاني ووجدت طحان ليضعها في الشباك. وكاد اللبنانيون أن يرفعوا النتيجة الى أربعة أهداف، لكن اختراق حسن المحمد وكرته الخلفية لم تجد من يترجمها، علماً بأن المحمد كان قادراً على تسجيلها بنفسه.
عودة المحمد الى المنتخب أثارت استغراب البعض، وخصوصاً أن المدرب جيانيني سبق أن استبعده نتيجة تراجع مستواه، ثم عاد واستدعاه من دون أن يشاهده في لقاءي التضامن صور والمبرة.
لكن جيانيني أوضح لـ«الأخبار» أن استدعاءه للمحمد أمر طبيعي، فهو يعرف اللاعب تماماً وكان حاضراً في معسكر إيطاليا، لكنه استبعد سابقاً بعد تراجعه مستواه. وفي الأسبوعين الأخيرين، كان أداء المحمد في تحسّن حيث سجل خمسة أهداف في المباراة الأخيرة، وكان من الطبيعي استدعاؤه الى المنتخب، وخصوصاً مع إصابة هداف الدوري عدنان ملحم الى جانب أن اللاعبين الذين يخلفونه في جدول الهدافين هم إما من الأجانب كلاسينا سورو وإبراهيم توريه، أو لاعب النجمة عباس عطوي الموجود في المنتخب أصلاً.