لم تقتصر الاستعدادات والحشد لانطلاق بطولة لبنان لكرة السلة في 26 الحالي على الشق الاداري، المتمثّل في الاتحاد، او ذاك الفني المرتبط بالأندية واللاعبين. ففي الاسابيع الاخيرة كان الكل ناشطاً على محور النقل التلفزيوني، حيث حاول البعض ابقاء محاولته سرية بسبب ضرورة مفاجأة الخصم، بينما لم يمانع البعض الآخر فتح اوراقه على الطاولة في محاولة منه للحصول على مبتغاه عبر استراتيجية اخرى.
Future ،LBC، وMTV، هي القنوات التلفزيونية الثلاث التي قدّمت نفسها جديّاً للحصول على حقوق النقل التلفزيوني لمباريات بطولة لبنان ارضياً، بينما استبعد تلفزيون «الجديد» نفسه تلقائياً على اعتبار انه في مكان آخر حالياً، حيث الانشغال كبير بنقل وقائع بطولة لبنان لكرة القدم، وكل ما يرتبط بهذه اللعبة. اما الشاشات المحلية الاخرى، فهي بعيدة كل البعد، ومنذ فترة طويلة، عن كل شيء يختص بالنقل المباشر للأنشطة الرياضية...
ومع تحديد موعد انطلاق البطولة، شرع جمهور كرة السلة في طرح سؤال مشترك حول اسم الشاشة التي سيتسمّر امامها طوال الموسم لمتابعة المباريات، وخصوصاً مع انتشار الكلام حول دخول تلفزيون المستقبل وMTV على الخط لمزاحمة LBC، التي كانت المساهم الاول في نشر اللعبة ورفعها وصناعة صيتها اعلامياً منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وفي موازاة هذه التساؤلات شهدت الايام القريبة الماضية وحتى مساء امس سلسلة اجتماعات ماراثونية، تنوّعت اطرافها بين الاتحاد اللبناني لكرة السلة ممثّلاً برئيسه المهندس وليد نصار، الذي يولي اهتماماً كبيراً لهذه المسألة، ويعمل عليها شخصياً. أضف طرفاً آخر واساسياً في اللعبة هو صاحب شركة «نيو لوك بروداكشن» بودي معلولي، الذي امتلكت شركته عقد بيع حقوق النقل التلفزيوني في الموسم الماضي. اما الطرف الاخير، فكان المؤسسات الراغبة في الحصول على هذه الحقوق.

أفضلية لـ LBC

وفي ظل التسابق الحاصل، تشير المعطيات الاخيرة الى ان LBC قريبة جداً من تجديد ارتباطها باللعبة لثلاث سنوات جديدة لاعتبارات عدة، تبدأ من المشكلة التي حصلت في العام الماضي عندما توقفت البطولة، ما دفع الادارة الى توجيه انذارٍ قضائي الى معلولي، الذي باعها الحقوق من دون ان تُستكمل البطولة. والاخير كان قد رفع دعوى قضائية على الاتحاد اللبناني مطالباً بعطل وضرر يقارب المليون دولار بسبب ما لحق به من خسائر على خلفية تجميد النشاط السلوي.
اذاً، هذا الاعتبار يأخذ الى دلالة واضحة هي انه لا بدّ للاتحاد اللبناني من تجديد التعاقد مع «نيو لوك بروداكشن»، وهو امر متوقع حصوله الاثنين المقبل، وسيصب في مصلحة الاتحاد حيث سيسقط معلولي دعواه، على ان تُمنح بعدها الحقوق الى LBC التي ستضع وراءها ما حصل في الموسم غير المنتهي، وخصوصاً ان المؤسسة تضررت كثيراً جراء خسارتها عقوداً اعلانية ترتبط بنقل المباريات.
الاعتبار الثاني الذي يعطي افضلية لـ LBC هو تقديمها كرة السلة على نحو يليق باللعبة في الاعوام السابقة، ان كان تقنياً او على صعيد الكادر العامل في هذا المجال، او حتى على صعيد الدعم المباشر لاتحاد كرة السلة، حيث زيّن شعار المؤسسة قميص المنتخب في مناسبات عدة.
ويشير مصدر متابع للمفاوضات الحاصلة إلى أنه لا جدال حول قدرات LBC على خدمة اللعبة، مقارنةً بتجربة غير مشجعة مع طرف ساعٍ الى الحصول على الحقوق، الذي فشل أخيراً في نقل لعبة جماعية اخرى الى مستوى اعلى على الصعيد الجماهيري والاعلامي، بسبب ضعف الكادر العامل لديه في التواصل مع الجمهور من خلال تقديمه المادة المطلوبة في التعليق على المباريات او بثّ التقارير الكفيلة بتحقيق الاهداف المطلوبة، وهذا ما ترك قلقاً واضحاً عند الممسكين بملف حقوق النقل السلوي.
وبانتظار العروض الرسمية المتوقّع ان تصل الى نصار، لتُنقل بعدها الى معلولي في فترة لاحقة، يُقدّر ثمن حقوق نقل المباريات، أرضياً فقط، بين 500 و600 الف دولار عن السنة الواحدة، على ان يجري في فترة لاحقة العمل على تسويق البطولة لبيعها الى احدى الفضائيات بمبلغٍ سيقارب 750 الف دولار، من دون اسقاط صعوبة هذه الخطوة بسبب فقدان الثقة باللعبة على الصعيد الفضائي بعد خضة الموسم الماضي.

المستقبل وMTV حاضرتان

وفي خضم كل هذا الكلام عن تفضيل LBC على غيرها، فان المستقبل
وMTV لا تقفان مكتوفَتي الأيدي برغم الكلام الكثير الذي حُكي عن مشكلات مادية تعانيها المؤسستان اللتان تُعدّان عرضين في كلّ منهما «طعمٌ» للحصول على الحقوق.
ويبدو تلفزيون المستقبل مهتماً على نحو كبير لرصد المبلغ المطلوب من اجل الحصول على حقوق النقل، وهو امر طبيعي لافتقاد «الشاشة الزرقاء» البرامج الدسمة، في الوقت الذي يمكن فيه ان تجذب كرة السلة عدداً مهماً من المشاهدين. ويُنتظر ان يقدّم المستقبل عرضه اليوم، مشدداً على امكان بثّه للمباريات خلال ساعات الذروة (Prime Time) وتحديداً بعد نشرة الاخبار المسائية، على غرار ما فعل عندما نقل نهائي دورة حسام الدين الحريري. وهذه النقطة لا يمكن ان تقدّمها LBC او MTV، اللتين يعجّ جدول البث لديهما بالبرامج المهمة في الفترة المسائية، اذ حدّدت LBC مثلاً جدول نقل المباريات أيام الجمعة بين السادسة والثامنة مساء، وايام السبت بين الخامسة والسابعة مساء، ولم يُحدَّد توقيت مباريات الاحد حتى الآن. علماً انها ستنقل مباراتين أخريين مباشرة عبر موقعها الالكتروني.
بدوره، فان عرض MTV (قيل انه يراوح بين 300 و400 الف دولار)، لا يتضمن مبلغاً مالياً فقط، بل انها تستعمل التسويق والترويج للعبة عبر شاشتها كأداة لكسب السباق، حيث قُدّرت قيمة المنتج الاعلاني الذي ستقدّمه بحوالى 300 الف دولار. وهذه النقطة يصعب ان تلقى تجاوباً من قبل معلولي او الاتحاد، وخصوصاً ان الاول لن يستفيد من الصفقة بالصورة الطبيعية، في الوقت الذي كما هو معلوم تروّج LBC للعبة بطريقة اوتوماتيكية عبر امرارها يومياً اعلانات تخصّ مواعيد نقلها للمباريات، اضافةً الى حملاتها المؤازرة للمنتخب ونشاطاته.
اما المردود المادي بالنسبة الى هذه المؤسسات، مقابل ما ستدفعه، فهو خجول جداً بحسب مصادرها، وخصوصاً ان سوق الاعلانات ادار ظهره للرياضة منذ زمن بعيد، ولكرة السلة منذ الضربة التي تلقتها في الموسم الماضي، حيث إن المشكلات التي عصفت بها دفعت الاستثمارات الى الهروب من ملاعبها وساحاتها الاعلامية.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الأندية تريد أموالها

بحسب النظام الجديد، تذهب 20% من عائدات حقوق النقل التلفزيوني الى الاتحاد اللبناني، بينما توزّع لجنة إدارة البطولة على الاندية بالتساوي 65% من المبلغ المقبوض من المؤسسة الحاصلة على الحقوق، وتبقي في حوزتها 15% من المبلغ حتى نهاية الموسم لسد أي عجز حاصل في دفع مستحقات الحكام أو أي شيء يرتبط بالبطولة، على أن يعاد توزيع هذا المبلغ على الاندية بالتساوي في حال عدم صرفه. وسبق ان تحفظت بعض الاندية على البيان المالي للاتحاد السابق، وعلى رأسها هوبس الذي أفاد رئيسه جاسم قانصوه (الصورة) بأن لديه في ذمة الاتحاد 40 مليون ليرة من عائدات النقل التلفزيوني، إذ لم يقبض ناديه وبعض الاندية الاخرى لأن الاموال استخدمت وقتذاك لأغراضٍ اخرى، من دون ان يسقط مسألة مطالبة الاندية بأموالها قريباً.





نصار زار كرامي

زار رئيس الاتحاد اللبناني وليد نصار، وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في مكتبه بالوزارة امس، حيث تباحثا في أمور اللعبة، وقد شدد كرامي على ضرورة العمل على رفع الحظر الدولي عن المشاركات الخارجية، واضعاً إمكاناته بتصرّف الاتحاد.