زين وصوايا، ليسا أول لاعبين يستهلان مسيرتهما في الدرجة الأولى تحت قيادة بوكير. فزميلهما في الفريق، ماهر صبرا، هو أيضاً لعب مباراته الأولى مع النجمة بإشراف الألماني، عام 2014. كحال محمود السبليني، لاعب التضامن صور حالياً، ومحمد فواز، الذي انتقل إلى شباب الساحل، وجوزيف لحود، لاعب السلام زغرتا، وكلاوديو معلوف، لاعب طرابلس. كلهم من اللاعبين الشباب، الذين فتح بوكير الباب لهم، لينطلقوا بمسيرتهم.
دافع بوكير عن نادر مطر الذي جاء من أوروبا ووصفه بـ«رضا عنتر الجديد»
لكن بوكير ليس مقامراً. صاحب النظرة البعيدة، تولى تدريب منتخب لبنان في 2011، خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014. حينها حقق إنجازاً تاريخياً بالوصول إلى الدور النهائي، بعدما تغلّب على كوريا الجنوبية، الكويت، والإمارات. في ذلك الوقت، على الرغم من صعوبة المباريات، إلا أن لاعبين عدة بدؤوا مسيرتهم الدولية تحت قيادة «الثعلب الألماني». في مباراة لبنان وكوريا الجنوبية الشهيرة على ملعب مدينة كميل شمعون، غاب النجم حسن معتوق. حينها، أشرك بوكير حسن شعيتو «موني»، الشاب القادم من دوري كرة الصالات، في التشكيلة الأساسية. كانت مباراته الدولية الأولى. وهي مباراة ستبقى في ذاكرة كل لبناني.
قبل شعيتو، نَجّم كابتن فريق العهد، هيثم فاعور، شارك في التشكيلة الأساسية للمرة الأولى في الساحة الدولية. كان ذلك خلال مباراة لبنان وسوريا الودية، قبل أن يلعب برفقة رضا عنتر وعباس عطوي بمواجهة الإمارات، في اللقاء الذي سقط فيه الإماراتيون في بيروت. لقد آمن بوكير باللاعبين اللبنانيين، ربما أكثر مما يؤمنون بأنفسهم. وأعطى فرصة المشاركة الدولية الأولى للعديد منهم. فيليب باولي لعب مع منتخب لبنان بعمر الـ17، وأليكسي خزاقة بعمر الـ18، وفايز شمسين في العشرين من عمره. عدنان حيدر والحارس مهدي خليل أيضاً. أما أهم اكتشافاته، نادر مطر، الذي جاء به من أوروبا، وأشركه مع المنتخب الوطني، وهو في الـ19 من العمر. يومها تلقى الشاب انتقادات كثيرة. دافع عنه مدربه واصفاً إياه بـ«رضا عنتر الجديد».
هذا الموسم، شارك العديد من اللاعبين الشباب للمرة الأولى مع فرقهم، فيما «حُبس» غيرهم على مقاعد الاحتياط، أو خارج الملعب. هي رسالة مفتوحةٌ للمدربين اللبنانيين، يقدمها عن قصد، أو من غير قصد، صاحب «العقلية الألمانية»، رغم طول إقامته في لبنان. يتوجب على المدربين الإيمان باللاعبين الناشئين والشباب ومنحهم الفرصة. الفرصة تمنح في كثيرٍ من الأحيان لأجانبٍ لم يقدّموا شيئاً يُذكر للفرق التي لعبوا معها، ومَضوا. هناك من ينتظر من يُؤمن به وبموهبته، وكم من موهبة فقدناها من دون أن نشعر.