احتاجت المرحلة السابعة عشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم إلى ثلاثة أسابيع لتنتهي. هكذا، أقيمت مباراة النبي شيت وضيفه الصفاء يوم السبت الماضي، بعد أن تم تأجيلها في 17 شباط الفائت، بسبب الثلوج. اللقاء الذي كان منتظراً على أكثر من صعيد انتهى لصالح الصفاء 3 - 0. انتظار المباراة من قبل كثيرين كان لعدة أسباب منها فنياً في ما يتعلّق بوضع الفريقين في ترتيب الدوري، وخصوصاً النبي شيت الذي يصارع للهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية، وهو يحتلّ المركز العاشر برصيد 14 نقطة. «النبي شيت» بعيد مسافة ثلاث نقاط عن الشباب العربي الحادي عشر، وهو المركز الذي يسقط صاحبه مع صاحب المركز الثاني عشر إلى الدرجة الثانية. ومن جانب الصفاء فهو ينافس على المركز الثالث الذي استعاده من السلام زغرتا بعد فوزه السبت رافعاً رصيده إلى 33 نقطة.العين على المباراة كانت أيضاً بعد الهمس الذي دار في الأسبوع الماضي حول احتمال «تقاعس» بعض لاعبي الصفاء أمام مضيفهم، كون المباراة لا تعنيهم، وهي «مصيرية» للفريق المضيف. أضف إلى ذلك أن أحد أهم لاعبي الصفاء أي محمد جعفر يعمل لدى شركة الموسوي التي يملكها رئيس نادي النبي شيت أحمد الموسوي. توجُّه الصفاء إلى البقاع، جاء أيضاً بعد أسبوع «صاخب» في كواليس اللعبة. قيل الكثير عن لقاء الفريق مع النجمة في الأسبوع التاسع عشر من الدوري، والذي خسر فيه الصفاء بثلاثية، دارت حولها الشكوك على خلفية أداء بعض اللاعبين إضافة إلى «شائعات» عن محاولة رشوة بعضهم. خلاصة الكلام حول الموضوع كان التقرير الذي قدمته إدارة الصفاء إلى اتحاد اللعبة حول التحقيقات التي أجرتها مع لاعبيها، والتي أسفرت عن اتصال قام به أحد الأشخاص المعروفين في الوسط الكروي (أ.د.)، بلاعب الصفاء عمر الكردي عارضاً عليه مبلغ 1500 دولار، «مقابل التقاعس في المباراة والطلب منه تجنيد لاعبين آخرين». أمرٌ أبلغ به الكردي المدير الفني محمد الدقة ليلة المباراة إضافة إلى أمين صندوق النادي وأمين عام الاتحاد جهاد الشحف صباح اللقاء.
يعمل محمد جعفر لاعب الصفاء في شركة الموسوي التي يملكها رئيس نادي النبي الشيت


الملف أصبح على طاولة الاتحاد حيث تمّت مناقشته يوم الخميس في اجتماع اللجنة التنفيذية، وجرى تشكيل لجنة تحقيق من عضوي الاتحاد مازن قبيسي، الذي لم يكن موجوداً في الجلسة وزميله واهرام برسوميان. ما هي إلا دقائق قليلة حتى أرسل قبيسي عبر «غروب الواتس أب» الخاص بأعضاء اللجنة التنفيذية اعتذاراً عند عدم المشاركة في لجنة التحقيق، ليبقى بارسوميان وحيداً وهو علّق على الموضوع على هامش المؤتمر الصحافي للاتفاقية اللبنانية القطرية بما معناه «لو بدهم ياها ما وصلتلي». مصدر اتحادي اطلع على التحقيق اعتبر أن «القضية ضعيفة فهي نقلاً عن شخص معروف لكن غير موثوق» وتتهم إدارياً في نادي النجمة «لا تحوم حوله مثل هذه الشبهات»، وتالياً، برأيه... «من الصعب الذهاب بعيداً في القضية». كلام اتحادي يتناقض مع معلومات أخرى عن تورّط عدد كبير من لاعبي الصفاء في المباراة، لكن تبقى التحقيقات الرسمية التي أرسلت إلى الاتحاد هي الأساس والتي لم يذكر فيها سوى اسم لاعب هو الكردي.
المهم أنه، وفي ظل جميع هذه المعطيات، كانت العين على لاعبي الصفاء، الذين ردّوا بقوة على الشائعات حين فازوا على النبي شيت، حتى أن جعفر نفسه سجّل الهدف الثالث وكان يريد تنفيذ ركلة الجزاء، التي تسبب بها، لكن الجهاز الفني بقيادة محمد الدقة، قرر أن إرنست هو من يسددها حيث سجّل اللاعب الكاميروني هدفه الثاني له ولفريقه في المباراة. خسارة النبي شيت فوتت عليه فرصة الابتعاد عن منافسه على الهروب من الهبوط فريق الشباب العربي. هذا الفريق الذي يبدو أن إدارته قد قررت الهبوط بنفسها مستسلمة إلى الواقع الصعب فأدارت ظهراً إلى لاعبيها بعد استقالة الجاهز الفني برئاسة مالك حسون ومساعده سامي الشوم. فاللاعبون في وضع نفسي صعب في ظل غياب الإدارة ووجود مستحقات مالية لهم. القصة تفاقمت، إلى درجة أن أحد اللاعبين وهو عماد الميري، كما ينقل متابعون، «حجز» بطاقات لاعبي الفريق الاتحادية، إضافة إلى مبلغ مالي، للضغط على الإدارة، لدفع مستحقاته ومنحه استغناءه. والميري ليس الوحيد الذي يعاني من اللاعبين. ذلك أن زملاءه يفكرون جدياً بعدم خوض المباراة مع الإصلاح البرج الشمالي، في الأسبوع العشرين من الدوري الأحد المقبل، في حال لم يتم دفع مستحقاتهم. فهؤلاء خائفون على مستقبلهم في ظل الأداء الإداري السيئ من جهة، والكلام عن إمكانية انتقال رئيس النادي غازي الشعار، إلى رئاسة الصفاء في الموسم المقبل، ما يترك اللاعبين في مهب الريح.