عشرة أيام مرّت على افتتاح المرحلة 18 من الدوري اللبناني لكرة القدم. مرحلة بدأت بمباراة العهد والإخاء الأهلي عاليه وشهدت خطأ تحكيمياً ضد فريق العهد الذي تعادل مع الإخاء، وانتهت بمباراة السلام زغرتا والنجمة وشهدت خطأين تحكيميين ضد النجمة الذي خسر من السلام. حالة من التوتر غلبت على مواقف أطراف عدة من العهد الى اتحاد اللعبة انتهاءً بالنجمة.
توترٌ لامس "البرتقالي" ما بين النجمة والعهد جاء على شكل بيانات ومواقف إعلامية في مقابلات لمسؤولين في الناديين من الرئيس تميم سليمان الى أمين السر سعد الدين عتياني. البداية كانت من العهد بحملة على التواصل الاجتماعي ضد اتحاد اللعبة وتحديداً الرئيس هاشم حيدر ولجنة الحكام طاولت الكرامات الشخصية قبل أن تتم معالجتها بزيارة «عهداوية» الى الرئيس والاعتذار منه.
ورغم التأكيدات «العهداوية» بأن الكلام الذي قيل هو كلام جمهور، فإن مضمونه يؤكّد أن الموضوع أبعد من مجرد جمهور متفلّت يعبر عن غضبه. فالكلام الذي قيل مصدره أشخاص متابعون جداً لأحداث تعود الى أكثر من عشر سنين، وكلام آخر الى عام 2012 وبالتالي لا يمكن الاقتناع بأنه "شغل فايسبوك وكلام ليس عليه جمرك" بل هو صنيعة ماكينات معروف من وراءها ومن يديرها. المهم أن العهد اعتذر وأصبحت المسألة عند المعنيين بقبول الاعتذار أو عدمه.
استكملت حالة التوتر ببيانين للعهد والنجمة جاءا بمثابة صب الزيت على النار فتوترت الأجواء أكثر. نقاطٌ عدة تستحق الوقوف عندها والبداية من بيان العهد.
البيان ارتكز الى الخطأ الذي وقع فيه الحكم المساعد سليم سراج انطلاقاً من سهولة الحالة ما يفقدها "مبرر يمكن أخذه على المحمل الحسن" كما جاء في البيان. تشكيك في الحكم بعد أقل من أسبوع على خطأ مماثل لحكم مساعد آخر هو ربيع عميرات وهذه المرة لصالح العهد أمام الراسينغ لم يتم التعامل معه بالطريقة عينها. وقد يقول عهداوي سواء مسؤول أو مشجع أن حالة سراج أسهل. المفارقة أن الحكم، هو نفسه، الذي منح ركلة جزاء للعهد أمام الشباب العربي هذ الموسم. وهو الحكم المساعد في لقاء العهد والأنصار في كأس السوبر الذي فاز فيه العهد وشهد حالة طرد لحارس العهد مهدي خليل لقطعه الكرة بيده خارج منطقة جزاء لكن الحكم الرئيسي لم يطرده. حينها لم يتدخل سراج ويشير للحكم الرئيسي بالحالة كون الأخير أقرب إليها.
العهد لم يكتفِ بالبيان بل واصل ممارسة ضغوطه على الحكام والاتحاد ببيان آخر بعد إيقاف سراج شهراً مطالبين الاتحاد بمساواة عقوبته بالحكم سامر قاسم الذي أخطأ لصالح العهد أمام طرابلس وأوقف شهرين. فالعهد لا ينظر الى حجم الخطأ والحكم الذي ارتكبه وسجله الفني في الموسم. فقط يريد إيقاف الحكم شهرين ومساواته بقاسم.
النجمة من جهته، كان له بيان أكبر أول من أمس تحدث فيه أيضاً عن مجموعة أمور تستحق الوقوف عندها، والبداية من الكلام عن مباراة الراسينغ والعهد وإقامتها على ملعب المدينة الرياضية بعكس رغبة الراسينغ صاحب الأرض. صحيح أن الاتحاد فرض إقامة المباراة على المدينة لكن ليس بطلب العهد بل بطلب من التلفزيون الناقل الذي يحرص على نقل مباريات للراسينغ لخصوصيته وخصوصية جمهوره ولا يستطيع النقل من ملعب بحمدون.
النقطة الثانية تلميح النجمة "لاعتماد حكم معيّن لإدارة مباريات فريق محدد وكأنه حكم معتمد ويكون بنتيجتها أداء تحكيمي مشبوه" كما جاء في بيانهم. النجمة لم يحدد الحكم والفريق لكن الهمس وراء الكواليس يشير الى الحكم حسين أبو يحي والعهد.
في نظرة سريعة تجد أن أبو يحي قاد أربع مباريات للعهد هذا الموسم فقط. وأبو يحي هو الذي قاد افتتاح الدوري بين النجمة والعهد والتي انتهت بالتعادل 2 - 2 وشهدت احتساب ركلة جزاء من أبو يحي تحديداً لصالح لاعب النجمة حسن معتوق تبيّن لاحقاً أنها غير صحيحة بقرار من لجنة الحكام ومن المحاضر الدنماركي حينها يورن ويست لارسن.
وأبو يحي عينه هو الذي لم يحتسب ركلة جزاء صحيحة للعهد في ذهاب الموسم الماضي أمام النبي شيت والتي انتهت بالتعادل السلبي. وهو أبو يحي عينه أفضل حكام الدوري والأول على اللائحة الدولية الآسيوية ومن حكام النخبة. فهل يعقل أن يكون أداؤه مشبوهاً بعد كل هذه المعطيات؟
تحكيمياً أيضاً وفي البيان ذاته لكن هذه المرة في ما يتعلّق بالحكم العراقي زيد محمد اذلي قاد مباراة النجمة والسلام والكلام الكثير حول طريقة الاستعانة به دون حتى معرفة كيفية مجيئه الى لبنان.
فطلب الحكام يكون عبر الاتحادات، وتحديداً في ما يتعلّق بالحكم العراقي ونظراً لكونها المرة الأولى التي تتم الاستعانة فيها بحكام عراقيين فقد كان التواصل على أعلى المستويات بين الاتحادين حيث كان المطلوب تسمية حكام قبل 48 ساعة نتيجة لتمنٍّ وإلحاح من إدارة النجمة عبر رئيسها أسعد صقال. فالحكام العراقيون جرت تسميتهم مساء الجمعة بعد اعتذار اتحادات قبرص والأردن عُمان، وبعد تسمية طاقم حكام لبناني. لكن بعد الطلب النجماوي الملح كان الاتصال عبر أعلى المرجعيات الاتحادية بين البلدين لتأمين الحكام. فهل يعقل أن تكون نتيجة التواصل بين تلك المرجعيات حكماً مشبوهاً؟!
ما هي الفكرة من إصدار بيانات من هذا النوع من جانب الطرفين قبل أسابيع على اللقاء المرتقب بينهما؟ يجب أن يتحلى الفريقان بالمسؤولية الأخلاقية، وأن يلعبوا دوراً في تهدئة الجماهير، بدلاً من شحنهم. يجب أن يتعاملوا كفرق كرة قدم، لا كطرفي نزاع.
هي أسئلة بسيطة برسم القيمين على الناديين قبل لقاء القمة بينهما في 14 نيسان كي تكون المباراة عرساً كروياً لا نسخة لبنانية لمباراة الأهلي وبور سعيد المشؤومة.