لم يكن بالامكان اعتبار لقاء النجمة والأنصار في الجولة الثانية لمسابقة كأس النخبة في كرة القدم مباراة عادية بين فريقين يتنافسان على نقاط اللقاء، فهي جمعت الفريقين الأكثر جماهيرية في لبنان، اذ ناهز الحضور الجماهيري الستة آلاف مشجع. كما أن اللقاء أقيم على ملعب المدينة الرياضية بعد طول غياب فاستعاد الملعب روحه. لكن الأهم كان الحضور الأمني الكبير والاجراءات التي اتخذتها القوى الأمنية بقيادة آمر سرية الضاحية العقيد محمد ضامن، الذي نجح مع ضباطه وعناصره الذين تولوا تأمين المباراة في إخراجها من دون أي حادثة تذكر بين الجمهورين وبين الجمهور الواحد بغض النظر عن تفلت البعض سواء عبر الأعلام التي رُفعت أو بالهتافات المتبادلة.سابقاً كثيرة كانت الانتقادات التي توجّه للقوى الأمنية لعدم قيامها بواجبها، لكن منذ فترة بدأت الاجتماعات بين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والاتحاد اللبناني لكرة القدم، فأثمر هذا التعاون نجاحاً أمنياً كان واضحاً في لقاء النجمة والأنصار.
لكن كيف تقيّم القوى الأمنية المباراة؟
300 عنصر من قوى الأمن كانوا في "الدربي"

يرى مدير العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلّم في حديث مع "الأخبار" أن المباراة كانت ناجحة أمنياً بامتياز، مشدداً على أن استمرار هذا النجاح يرتكز على التنسيق بين قوى الأمن الداخلي واتحاد اللعبة وروابط الجمهور. مسلّم يرى أن الموضوع في يد الأندية وروابط جمهورها، فهي من تحدد استمرار الحضور الجماهيري من عدمه نتيجة الانضباط الذي تظهره على المدرجات. كما تحدث عن الإجراءات الأمنية التي اتخذت من تصوير للمدرجات ومتابعة من يثير الشغب أو يحرّض عليه حيث يجري اخراجه بالتنسيق مع عناصر التنظيم في روابط الجمهور. وكشف عن أن عديد القوى الأمنية كان 300 عنصر وضابط، آملاً تراجع عددهم مع مرور الوقت واعتياد الجماهير الانضباط والالتزام بالتعليمات. وطمأن مسلّم الى أن الحضور الجماهيري مستمر في الملاعب في ظل التنسيق الحاصل بين اللواء بصبوص واتحاد اللعبة.
لكن بعض الأحداث عكّرت صفو الأجواء الجماهيرية وخصوصاً من قبل بعض جمهور الأنصار الذي رفع أعلاماً لا تمت الى الرياضة بصلة، وهذا ما أدى الى رد من قبل جمهور النجمة بهتافات مرفوضة أيضاً. هذا الأمر نتج منه تغريم الناديين مبلغ 500 الف ليرة لكل منهما من قبل ااتحاد اللعبة، اضافة الى تشديد الاتحاد على كافة الأندية بضرورة الالتزام جماهيرها بالتشجيع الحضاري والابتعاد عن الهتافات الطائفية والمذهبية والامتناع عن رفع أية اعلام حزبية أو سياسية أو تابعة لدول اخرى تحت طائلة فرض العقوبات القصوى.
لكن من يتحمّل المسؤولية في ما حصل؟
رئيس رابطة جمهور الأنصار توفيق حمزة يرى أن ما حصل مرتبط بأحداث شهدتها مباراة النجمة وشباب الساحل والمشادات بين جمهور النجمة ولاعب الساحل وسيم عبد الهادي، الذي انسحب على مواقع التواصل الاجتماعي فكان هناك توعّد بالرد في لقاء النجمة والأنصار. فحضر عدد من الجمهور الفلسطيني ودخل ما يقارب الثلاثين شخصاً الى مدرجات الانصار. أما بالنسبة الى الأعلام، فشدد حمزة على أن العناصر المكلفين التنظيم في الرابطة والبالغ عددهم 41 عنصراً يقومون بجهود كبيرة لضبط الجمهور ومنع دخول الأعلام غير الرياضية ما خلا بعض تلك الأعلام التي يتم إدخالها خلسة. ورغم ذلك يُنزع العلم لدى ظهوره "لكن لا يمكن فعل هذا قبل أن يرفع أحدهم العلم الذي يحمله". ولفت الى أن هذا الموضوع أثير في الاجتماع الذي عقد قبل المباراة في المدينة الرياضية بحضور ممثل عن قوى الأمن الداخلي النقيب حسن بركات.
من جهته كان هناك موقف حازم لرئيس لجنة الملاعب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد موسى مكي ازاء ما حصل، منذراً الرابطتين بحرمانهم ادخال عناصر الانضباط مجاناً ما لم يقوموا بواجبهم. لكن بالمجمل فإن مكي يعبّر عن رضاه عن المباراة جماهيريا، مشيراً إلى أن الاحتياطات والإجراءات الأمنية ساعدت على ضبط الجمهور وخصوصاً في ظل وجود الجيش اللبناني خارج الملعب ووجود آليات كثيرة لديه. أما الضبط الأمني داخل الملعب فكان بإشراف قوى الأمن الداخلي.