علي صفااليوم، تفتح شبابيك العالم على أضخم مهرجان رياضي، في ضيافة الصين. عيون العالم تتابع وفودها وأبطالها وتهفو لأعلامها المرفوعة بين شعور الفخر أو الخجل من تواضع الحضور.
اليوم، يتجدد قسم افتتاح (... في الاشتراك بروح نبيلة من أجل شرف بلادنا ورفعة الرياضة). واليوم تلتقي الوفود العربية مع وفود العالم، وتتغامز أعلامها غزلاً وهزءاً من تنافر حكامها «تفرقهم السياسة... وتجمعنا الرياضة»، وبعضها يجاهر«يفشلون في النهوض والتحرر ويحاولون التعويض في الحضور الرياضي ليقال إنهم بخير في ظلال أنظمتهم وحكوماتهم الرشيدة».
علم فلسطين حاضر يجأر علم إسرائيل التي حاولت أن تمنعه من حضور العرض منذ دورة 2000، وفشلت.
وعلم العراق حاضر، عائد بعدما كاد يغيّبه تدخّل الحكومة خلافاً للعرف الأولمبي الذي انتصر.
وعلم لبنان استمر بحضوره الدائم، ولكنه يرفرف تائهاً ومتحسراً على أيام عزّه منذ دورة هلسنكي 1952، حيث تألّق أبطالنا زكريا شهاب وخليل طه المصارعان، ثم محمد طرابلسي1972 وحسن بشارة 1980، حيث توقفت بعدها الانتصارات عند حدود المشاركة للسفر. تقدم العالم وتجمّدنا، ومن لا يتقدم يتراجع.
اليوم تفتتح الألعاب العظيمة على أعظم مهارات الأبطال، حيث المجد يصنع بالأسرع والأعلى والأبعد، لتسجّل أسماؤهم في سجلات التاريخ الحضاري المضيء.
من لبنان، قلة تشارك (ستة)، وعلم حاضر، وجمهور يتابع، وشلّة تبحث عن سبل توصلها إلى مراكز إدارية عبر ألعاب محلية سياسية ـــ طائفية بات لبنان ورياضاته تخجل منها وترفضها.
لنعد جميعاً، إلى الألعاب العظيمة في ظلال سور الصين العظيم، في بلد المليار ونصف المليار الذي يستقبل وفود العالم لـ17 يوماً تحت ظلال السلام... الذي ينتصر بالعدالة.