حُكي كثيراً عن استراتيجية جديدة اعتمدها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في مناسباتٍ حاسمة وضعته على منصة التتويج في دوري ابطال اوروبا. تلك الاستراتيجية المتمثلة في «ركن الباص» امام مرمى الفريق الذي اشرف عليه مورينيو بهدف حمايته من الفرق الاقوى منه، كانت محط انتقادات كثيرة لكونها قتلت روح الهجوم، وارست قواعد «الكاتيناتشو» القديمة، التي لطالما كانت عرضة للانتقادات، لكن الواقع هو ان الانتقاد الاكبر لمسيرة مورينيو في «التشامبيونز ليغ» لا يفترض ان يكون بسبب اعتماده خطةً دفاعية من حقه طبعاً، بل لفشله في صرف الملايين التي سكبتها بعض الاندية بايعازٍ منه وتماشياً مع مطالبه، لقباً اوروبياً غالياً.
اليوم ومع انطلاق دور الـ 16 لدوري الابطال، يقف مورينيو تماماً كما وقف في المرة الاولى التي دخل بها مع تشلسي الى الساحة الاوروبية، اي في ولايته الاولى مع «البلوز» حيث كان الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش جاهزاً لضخ الملايين من اجل ان يجلب له «مو» الكأس صاحبة الاذنين الطويلتين، لكن هذا الامر لم يحصل، فخرج البرتغالي من النادي اللندني من دون ان يصيب النجاح القاري.
هي القصة نفسها تكررت معه في ريال مدريد الاسباني، حيث كانت الاحلام يومية في العاصمة الاسبانية وتحكي دائماً عن مجدٍ اسمه «لا ديسيما» اي الكأس العاشرة التي لن يحملها الى ساحة سيبيليس سوى مورينيو، الآتي على حصان ابيض لانقاذ الفريق الملكي من مآسيه المتواصلة اوروبياً، لكن هذا الامر لم يحصل، وخرج مورينيو مجدداً من نادٍ كبير من دون اللقب الكبير.
والاسوأ في الحالتين ان تشلسي عاد وفاز باللقب الاوروبي مع مدربٍ لا يملك جزءاً بسيطاً من خبرة مورينيو، وهو روبرتو دي ماتيو. والاسوأ ايضاً ان ريال مدريد عاد وجلب العاشرة مع المدرب الذي خلف مورينيو في منصبه، وهو الايطالي كارلو أنشيلوتي.
فاز تشلسي
والريال باللقب بعد
رحيل مورينيو


الآن يعود التحدي الكبير الى مورينيو لانه بكل بساطة اذا ما كان هناك من فريقٍ انكليزي قادر على حُكم اوروبا هذا الموسم، فهو تشلسي، وذلك على اعتبار انه الافضل بالارقام حالياً، وهو يتصدر الدوري بفارق 7 نقاط عن مانشستر سيتي. أضف ان النادي اللندني استقدم كل ما طلبه «السبيشال وان» من لاعبين ظهروا مؤثرين على نحو كبير امثال الثنائي الاسباني دييغو كوستا وسيسك فابريغاس والبرازيلي فيليبي لويس والفرنسي لويك ريمي والعاجي ديدييه دروغبا والحارس البلجيكي ثيبو كورتوا. والاهم ان كل هؤلاء تأقلموا سريعاً مع المقاربة التكتيكية للمدرب الذي لا يملك حالياً اي ذريعة لعدم الذهاب بعيداً في المسابقة الاوروبية الام، ودائماً بأداء يليق بالفريق الازرق، وهذا انطلاقاً من اقصائه باريس سان جيرمان الفرنسي بطريقة تعكس فعلاً المستوى الحقيقي لتشلسي، لا كما حصل في ربع نهائي الموسم الماضي عندما عبر «البلوز» بفارق الهدف الذي سجلوه خارج ملعبهم (خسر تشلسي 1-3 ذهاباً وفاز 2-0 اياباً).
من هنا، يبرز رأي قائل بأنه اسهل بمكانٍ ما احراز اللقب مع فريقٍ غير مرشح، اذ هناك تبرير للمدرب من اجل استخدام خطط مفيدة كـ «ركن الباص» مثلاً، وهو امر معيب إذا استخدمه في فريقٍ يملك امكانات هائلة مثل تشلسي، لا بل ان خطة كهذه قد تضر بأداء الفريق، على اعتبار ان اللاعبين اصحاب النوعية لا يجيدون اخراج افضل ما عندهم في استراتيجيات مماثلة. وهنا بالتأكيد يمكن القول ان مورينيو لم يكن يملك في بورتو البرتغالي او في إنتر ميلانو الايطالي اولئك النجوم الذين يساوون ما وجد بين يديه في تشلسي سابقاً وحالياً، وفي ريال مدريد ايضاً، ما يترك قناعةً بأن احراز اللقب الاوروبي مع فريقٍ كبير قد يكون اصعب بكثير.
اذاً مورينيو امام التحدي الكبير لاثبات نفسه مع احد كبار اوروبا في مشاركته العاشرة مدرباً في «التشامبيونز ليغ»، والاكيد ان حمله الكأس الفضية مع فريقٍ مثل تشلسي سيكون له وقع اكبر بكثير في التاريخ، من ذاك الذي عرفه مع بورتو وإنتر.




بايرن في الثلج و«تحت النار»

يستضيف شاختار دونيتسك الأوكراني ضيفاً صعباً هو بايرن ميونيخ الألماني، للمرة الاولى في مباراة يسعى من خلالها الأخير الى تحقيق نتيجة ايجابية قبل العودة الى معقله «اليانز ارينا». ويخوض صاحب الأرض البطولة وهو بعيد نحو ألف كيلومتر عن قاعدته الجماهيرية وملعبه «دونباس ارينا» بسبب النزاع الدموي القائم في شرق أوكرانيا. وقال نجم بايرن الهولندي أريين روبن: «بالطبع نحن على علم بالوضع الأمني القائم، وهذا الأمر يوترنا جميعاً».