دخل فريق الأنصار مرحلة جديدة مع المدير الفني الويلزي روي توماس، الذي تسلم مهامه قبل أقل من ثلاثة أسابيع ليبدأ مشواره في قيادة الفريق وفق أسس تدربية جديدة. فما هي النظرة الأولى التي كوّنها؟
عبد القادر سعد
مثّلت مسابقة كأس النخبة لكرة القدم الاستحقاق الأول الذي واجه المدرب توماس مع فريقه الجديد الأنصار، فتأهل «الأخضر» إلى نصف النهائي ليواجه النجمة. وقد تُفاجأ حين تكتشف أن توماس وجد مستوى كرة القدم في لبنان جيداً، وهذا طبعاً من خلال المباريات القليلة التي شاهدها (مباراة العهد والنجمة 2 ـــــ 2)، وهي فترة يراها غير كافية، لكنها أعطته فكرة، ولو بسيطة. ويؤكد توماس وجود لاعبين جيدين فنياً وبدنياً، مشدداً على المستوى الجيد لحراس المرمى، إضافة إلى حسن الإدارة والتنظيم لدى الفرق، وخصوصاً في الأنصار، وهو أمر فاجأه وأراحه في الوقت نفسه.
ويعتقد المدرب الويلزي أن من الممكن أن يتطور المستوى أكثر من خلال الاهتمام بالقاعدة الكروية، مع تطوير المدربين وفلسفة التمارين، إضافة إلى الإدارة الكروية في اتحاد اللعبة، الذي من المفروض أن يركز جهوده على الناشئة.
وفي ظل الجدل القائم على عدم السماح للجمهور بالحضور، يرى توماس أن هذا يؤثر على أداء اللاعبين، رغم وجود ملاعب جيدة في بيروت وصيدا.
أما على صعيد الأنصار، فقد كانت الأيام الماضية فرصة له لتعلّم العديد من الأمور «اللبنانية»، من ناحية العادات والتقاليد وما يمكن قوله وما لا يجب قوله، إضافة إلى التعرف إلى اللاعبين الذين وجدهم ممتازين، إلى جانب الإدارة المحترفة التي يتعامل معها. فنياً، سيكون العمل على رفع مستوى اللياقة البدنية، لكن هذا صعب
في شهر رمضان.
وعن الفكرة التي كوّنها عن نادي الأنصار قبل مجيئه ومقارنتها مع ما وجده على أرض الواقع، أكد توماس وجود تطابق، نظراً لكونه سأل صديقه المدرب غراهام ويليامس الذي درب الأنصار سابقاً ونقل إليه الصورة. وبالنسبة إلى توماس، فهو حضر إلى لبنان بعقلية منفتحة على جميع الظروف «ويمكن القول إن جميع الأمور كانت إيجابية حتى الآن، وأنا أسعى إلى الاستفادة من تجربة الأشخاص حولي لفهمٍ أفضل للأمور».
وعن اللاعبين الأجانب (دفاع، وسط، هجوم)، لفت توماس إلى أنه لم يقتنع بأي من مستوى أولئك الذين خضعوا للتجربة، وهو لن يتسرّع في ضم أي لاعب لا يتلاءم مستواه مع ما يطمح إليه الويلزي، وهو لن يتعاقد مع لاعب أجنبي يتقارب مستواه مع اللاعب اللبناني.
أما بالنسبة إلى اللاعبين اللبنانيين، فهناك مجموعة جيدة جداً، كالحارسين لاري مهنا وحسن مغنية، والمدافعين معتز الجنيدي وأحمد الشوم ومحمد باقر يونس، ومالك حسون ونبيل بعلبكي ونصرات الجمل الذي أوجد له مركزاً جديداً على الجهة اليمنى.
وفي سؤال عن الأسباب التي أدت إلى عدم إحراز الأنصار أي لقب الموسم الماضي، رغم الإمكانات الكبيرة التي رصدت، قال توماس إنه شاهد بعض المباريات من الموسم الماضي، ويعتقد أن بعض القرارات التحكيمية أثرت، رغم أن الحكام اللبنانيين جيدون، إلى جانب الأداء السيئ في بعض المباريات، فضلاً عن أن المال لا يجلب دائماً النجاح. ما يوصل إلى الألقاب هو العمل الجاد، مع بعض التغيير في أساليب التدريب، إضافة إلى القليل من الحظ.
ويعترف مدرب الأنصار بصعوبة التوفيق بين العقلية الاحترافية الآتي منها وعقلية الهواة في لبنان، لكن هذا يكون في البداية، ومع إضفاء روح الجماعة والعمل الجماعي، إضافة إلى التنويع في التمرين لكسر الروتين وتحويله إلى متعة للاعبين. وحين يعتاد اللاعبون هذا النمط من التدريب والمحافظة عليه، مع مساعدة اللاعبين على الإبداع في الملعب، وأخذ المبادرة في إطار منظم، تصبح الأمور أسهل.


كأس النخبة

مواجهة الأنصار والنجمة

في أولى مباريات الدور نصف النهائي لكأس النخبة، يلتقي غداً على ملعب صيدا البلدي (9,30 مساءً) فريقا النجمة والأنصار. وتشير المعطيات إلى تراجع حساسية لقاءاتهما التي كانت تمثل قمماً كروية جماهيرية، وخصوصاً أن مدربَي الفريقين صرّحا قبل انطلاق المسابقة بأن المشاركة في هذه النخبة فرصة لاختبار المحليين أكثر مما هي سعي إلى أحراز اللقب. ويتطلع الأنصار المكتمل صفوفاً، من دون أجانب، إلى الوصول إلى نهائي المسابقة مع اندفاعة لاعبيه الواعدين لإثبات أنفسهم في التشكيلة الأساسية مستقبلاً.
ويدرك مدرّب النجمة، إميل رستم، أنه سيواجه فريقاً قوياً، رافعاً الضغوط عن لاعبيه، وهو سيتواجه للمرة الأولى في حياته الكروية مع ابنه بول (مهاجم الأنصار).
وفي المعلومات، أن رستم قد اقتنع بضم المهاجم البرازيلي طومي جياكومالي (لاعب الحكمة سابقاً)، على أن تستكمل عملية تجربة اللاعبين في مباراة ودية اليوم.
وسينضم لاعب غاني جديد لخوض الاختبارات، يتبعه لاعب عراقي مميز.