أندري أرشافين، هو الاسم الأكثر تداولاً في سوق الانتقالات الشتوية والصحف على امتداد القارة الأوروبية. ويقف أرسنال الإنكليزي الآن في مقدمة الفرق القريبة من الحصول على توقيعه، وهي صفقة تطرح علامة استفهام
شربل كريّم
تشير كل التوقعات وتصريحات مدير أعمال اللاعب إلى أن أرشافين في طريقه إلى ارتداء ألوان «المدفعجية»، رغم ما قيل عن دخول النادي اللندني الآخر توتنهام هوتسبر وريال مدريد بطل إسبانيا طابور المهتمين بضمّ صانع ألعاب المنتخب الروسي ونادي زينيت سان بطرسبورغ بطل مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في الموسم الماضي.
إلا أن سؤالاً يطرح بقوة، ويتمحور حول مدى إمكان نجاح أرشافين في الدوري الإنكليزي الممتاز في حال انتقاله إلى أرسنال، وخصوصاً أن اللاعب الذي أبدى مدرب أرسنال الفرنسي آرسين فينغر إعجابه به، أظهر نقطة ضعف وحيدة رغم تألقه في كأس أوروبا 2008، وهي عدم تمكنه من التصدي لمنافسيه في المواجهات البدنية المباشرة.
الأمر الملموس أن أرشافين قد يكون البديل المثالي للمصابَين، التشيكي توماس روزيتسكي والإسباني سيسك فابريغاس، لكن مسألة القوة البدنية قد تكون عائقاً له، وخصوصاً أن الأول مثلاً ابتعد مصاباً أكثر مما لعب، والسبب أنه لم يصمد كثيراً أمام تدخلات لاعبي الوسط الشرسين والمدافعين العمالقة. والدليل على قساوتهم، ما صرّح به لاعب مانشستر سيتي البرازيلي روبينيو الذي قال إنهم يعاملونه من دون رحمة وبأسلوب أشبه بالـ«حيوان» على أرض الملعب.
فعلاً تظهر المعارك طاحنة عادةً في مباريات البطولة الإنكليزية، ولا يخرج منها سالماً إلا أولئك الذين بإمكانهم تحمّل قساوة الضربات. لذا في حال وصول أرشافين إلى «استاد الإمارات» فهو سيكون أمام مهمة مزدوجة أي محاولة الهروب من الجلادين، والاضطلاع بدور اللاعب الخلاق الذي يمكنه منح إضافة على تشكيلة فينغر، على غرار ما كان عليه الأمر مع البيلاروسي ألكسندر هليب لاعب برشلونة الإسباني حالياً وقبله الفرنسي روبير بيريس جناح فياريال الإسباني والهولندي دينيس بيرغكامب.
وطبعاً لا يمكن المزايدة في مسائل مماثلة على فينغر، فهو أكثر المدربين نجاحاً في التعاقدات التي يجريها، إذ نادراً ما وجد لاعب في صفوفه الفشل، وهو إذا استقطب أرشافين فسيعرف كيفية توظيفه على أرض الملعب، لكن المشكلة تبقى في المبلغ الذي سيطلبه زينيت سان بطرسبورغ لقاء التخلي عن نجمه الأول، وهو إذا كان باهظاً، فسيسبب مشكلة لأرسنال الذي قيل إنه يعاني أزمة مالية.
ويبقى الأمر الأهم أن الرقم 10 المميّز أبدى نيّته في الرحيل عن فريقه في الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يجعل الأخير المقتنع باستحالة الاحتفاظ به، يسهّل من مهمة الشاري، بينما سيكون الوقت هو الحَكَم في قضية نجاح اللاعب من عدمه في الكرة الإنكليزية، هذا إذا لم يخالف التوقعات ويحطّ في بطولةٍ كبرى أخرى هرباً من بطش الجلادين.


خيارات محدودة أمام فينغر

تبدو الحلول محدودة أمام مدرب أرسنال ارسين فينغر، إذ لا يتوافر له في سوق الانتقالات صانع ألعاب من حجم الألماني ميكايل بالاك مثلاً، فالخيارات تبدو محدودة بلاعبين أصحاب بنية جسدية متوسّطة أو أقل، أمثال الإسباني دافيد سيلفا لاعب فالنسيا والإيطالي الشاب سيباستيان جوفينكو لاعب يوفنتوس (الصورة)، الذي يملك أفضلية على الأول عند الفرنسي