تعدّ الرياضة لدى بعض رؤساء العالم أكثر من مجرد احتفالات يحضرونها تلبية لدعوات رسمية، إذ بالنسبة إلى باراك أوباما ونيكولا ساركوزي وفلاديمير بوتين مثلاً، فإنها تأخذ حيّزاً هاماً من حياتهم
حسن زين الدين
أضحى طبيعياً أن نرى شخصيةً كرئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلوسكوني على رأس نادٍ رياضي (ميلان)، إذ إن كرة القدم بشعبيتها الجارفة، تحوّلت تذكرة مرور إلى المناصب السياسية. كذلك لا يمكن استغراب مواكبة السياسيين للمباريات على غرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أو المشاركة فيها مثل الرئيس البوليفي إيفو موراليس.
الأمثلة كثيرة، وتُظهر زعماء العالم في مناسبات ومواقف رياضية الطابع، قد يكون بعضهم لا يفقه «ألفها من بائها». أما بالنسبة إلى أوباما، وساركوزي، وبوتين، فإن لعلاقتهم بالرياضة قصة أخرى.

أوباما «الطائر»

كما الكثير من أبناء جلدته، تمثّل كرة السلة عشق الرئيس الأميركي المُنتخب باراك أوباما، وهو يمارسها بإتقان مذ كان يافعاً عام 1979، حيث لعب في فريق مدرسته محرزاً الألقاب: «في ملعب كرة السلة استطعت أن أكتشف جماعة متنوّعة، لكل واحدٍ منهم روحية عيش مختلفة»، جملة خطها أوباما في مذكراته، وهو يضيف:«هنا لم يعد الأسود يمثّل عائقاً، إذ من خلال رياضةٍ، استطعنا (السود) أن نكسب. كل هذه الأشياء تؤدي إلى فكرة أن ثمة أمراً مميّزاً في كرة السلة».
ولع أوباما باللعبة، يجعل ممارسته كرة السلة مع أصدقائه في مدينة شيكاغو، من أجل تمضية الوقت قبل صدور نتائج الانتخابات، في صباح يوم وصوله التاريخي إلى البيت الأبيض، أمراً طبيعياً. وولعه هذا أيضاً، لن يجعلنا نُفاجأ إذا ما فكّر ببناء ملعب كرة سلة في محيط البيت الأبيض!

رشاقة باريسية

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يبدو أكثر اهتماماً برشاقته ووسامته، اللتين اعتاد العناية بهما، أقله لكي يبقى عند حسن ظن «مدام ساركوزي» الشابة كارلا بروني. لذا، فهو يمارس رياضة المشي السريع إلى جانب ركوب الدراجات الهوائية، فغالباً ما يستمتع «حاكم الإليزيه» بالركض، وقد رافقته هذه العادة منذ كان وزيراً للداخلية.

فنون «بوتينية»

بين مشاعر أوباما ورشاقة ساركوزي، تقف علاقة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على النقيض تماماً، إذ إن «الرجل الحديدي» في النظام الروسي يعشق الفنون القتالية، وتحديداً لعبة الجودو التي يتقنها ببراعة.
قصة بوتين مع رياضة الفنون القتالية بدأت أولاً مع لعبة «السامبو»، وهي من الفنون العسكرية التي اشتهرت في الاتحاد السوفياتي سابقاً، ثم انتقل في سن الـ 14 إلى الجودو التي لا يزال يمارسها، وقد حقق فيها ألقاباً عدة، وحاز أعلى مرتبة في اللعبة في مدينته الأم، لينينغراد (سان بطرسبورغ حالياً).
علاقة بوتين بالجودو لم تتوقف عند هذه المرحلة، بل حرص على الوصول إلى أعلى المستويات من خلال حصوله على الحزام الأحمر فيها، وحقق عام 1975 لقب «ماسترز في الجودو». كذلك، فإن المهمات السياسية لبلادٍ بحجم روسيا، لم تُنسِ بوتين يوماً لعبته المفضلة حتى في أسفاره الخارجية، فهو في إحدى زياراته الرسمية لليابان، حرص على زيارة أكاديمية « كودوكان» لفنون اللعبة. وأكثر من ذلك، فإن بوتين أصدر كتاباً باللغة الروسية عن لعبته المفضلة يحمل عنوان: «الجودو مع فلاديمير بوتين».


برلوسكوني وميلان قصة حب إيطالية

يُعَدّ رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني أشهر الزعماء المنغمسين بالشأن الرياضي. فهو ترأس ميلان العريق لفترةٍ طويلة، وأحرز النادي تحت رعايته ألقاباً محلية وقارية. ولشدة تعلّق برلوسكوني، ثالث أغنى رجلٍ في إيطاليا (تقدّر ثروته بـ 9.4 مليارات دولار) بلاعبي «روسونيري»، أصبح عرّاب طفل الهداف الأوكراني أندري شفتشنكو