ليست لعبة كرة القدم في أوغندا مجرّد تسلية، ففي قرية بايتشو التي ابتُليت بالتمرد، ووسط مجتمع ذكوري، يأمل فريق أوكوت الرياضي تغيير السلوك حيال النساء وتعزيز موقفهن... من خلال مزاولتهن هذه اللعبة. نانسي لاكوت، قائدة فريق القرية، هي إحدى هؤلاء. هجرت منزلها مع عائلتها قبل 12 عاماً، بعدما اختُطف شقيقها وقُتل على يد متمردين. وتعيش منذ ذلك الوقت في معسكر للاجئين مكتظ في بايتشو، مثل كثير من لاعبات الفريق، وتقول لاكوت: «قبل أن يبدأ عمل هذا المشروع، كان الأمر بالغ الصعوبة، لم يكن هناك احترام من الأولاد، قالوا كيف يمكن فتاةً ركل كرة. الأولاد الآن متأكدون من أن أي شيء يقوم به الصبي تملك الفتاة القدرة على القيام به أيضاً».أما اللاعبة أوما أوكوت، فقد هربت بدورها من صفوف أسوأ جماعة تمرد في أوغندا سمعة، قبل خمس سنوات، وتزوجت قبل أن تنضم إلى الفريق. وفي ملعب ذي عشب مرتفع تُطل عليه كنيسة زرقاء متداعية، ويحيط به جمهور متلهّف، أحرزت أوكوت هدف الفوز من ركلة جزاء لفريق القرية، في دورة أقيمت أخيراً، فما كان من زوجها إلا أن حملها فوق كتفيه، صارخاً: «هذه زوجتي».
وأسست آنا فيليبس، وهي باحثة أميركية، فريق بايتشو قبل أربع سنوات، وقالت موضحة الأمر، وهي تقف في ظل شجرة مانجو بجوار الملعب: «نعلمهن المهارات القيادية»، مضيفة أن النساء يحملن عبء التمزق المدني في مناطق النزاع، لكنهن استُبعدن مراراً من برامج إعادة التأهيل لأنهن غير مصنفات مقاتلات.
وأشارت فيليبس إلى أن معظم اللاعبات فقدن الزوج أو الأبناء، أو أجبرن على العمل لدى المتمردين، وحين فررن كانت معظمهن مصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة (أتش.آي.في)، أو حملن أو عانين من مشاكل ذهنية أو بدنية.
ورأت فيليبس أنّ بالإمكان استخدام الرياضة أساساً لإعادة التأهيل والتغيير، مضيفة: «تزداد ثقتهن بالنفس لعلمهن بأنهن إن نجحن في إحداث تغيير في ملعب كرة قدم، فسيذهبن إلى المجالس المحلية ويعززن مكانتهن. بإمكانهن الحديث عمّا بداخلهن، وبوسعهن إحداث تغيير فعّال».
(رويترز)