إبراهيم وزنة
منذ فاز لبنان باستضافة بطولة كأس آسيا عام 2000، انطلقت مسيرة إعمار الملاعب وترميمها وتأهيلها، لتكون بحجم الحدث الكبير، ومن ثم عملت بعض الأندية القادرة مادياً على تأهيل ملاعبها من خلال تعشيب «أرضياتها» صناعياً، أملاً بالاستفادة منها طوال أيام السنة.
لكن المشهد الإيجابي لم ينعكس ايجاباً على صعيد التطوير والأداء الفنيين، ومرد ذلك إلى الخلافات المتكررة التي تحكّمت في مسار العلاقة القائمة بين اتحاد اللعبة والقيّمين على إدارة بعض الملاعب، وأكثر ما برزت هذه المسألة في موضوع «ملعب المدينة الرياضية» الذي أسقطه الاتحاد من قائمة ملاعبه المعتمدة منذ 6 أشهر.
■ خلاف الشيخة وعلامة.. على ماذا؟
يرى الأمين العام لاتحاد الكرة، رهيف علامة، أن رئيس مجلس إدارة المدينة الرياضية رياض الشيخة يتجاوز صلاحياته عند إقامة المباريات على أرض«المدينة»، فانفجر الخلاف بينهما عبر بيانات متبادلة، وذلك إثر اتخاذ الشيخة إجراءات أمنية قبيل انطلاق مباراة (نجمة ـــــ حكمة) في آذار 2009، وبعد تنسيقه مباشرة مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي (بحسب الشيخة)، وهذا ما لم يرُق لعلامة الذي سارع إلى التهجّم على الشيخة، ليتدخّل وسطاء ويوقفوا السجال الذي خرج عن النص.
وعند استفسارنا من الشيخة، أشار إلى أنه «سيبقى الملعب بعيداً عن استقبال المباريات لحين الانتهاء من استضافة الألعاب الفرنكوفونية»، ثم أوضح قائلاً: «عندما يراسلنا الاتحاد طالباً إجراء مباريات على أرض الملعب سنتفق على التفاصيل، وهذه المرة سنعتمد العقد المنصوص خطّياً ليحكم وينظّم علاقتنا»، مشيراً إلى أنه اجتمع مع الحاج موسى مكي (رئيس لجنة الملاعب) إثر مبادرة لأمين سر نادي العهد محمد عاصي، وتباحثا في أمر عودة المباريات إلى ملعب المدينة، مستذكراً: «لقد اعتذر رهيف علامة عن عدم الحضور إلى الاجتماع الثاني».
وختم حديثه: «لا أقبل بأن ينعكس أي خلاف شخصي بيني وبين علامة على طبيعة العلاقة التي تربطني مع رئيس الاتحاد وأعضائه».
يذكر أن إدارة المدينة الرياضية قدّمت ملعبها مجاناً خلال الموسم الماضي (بحسب الشيخة)، واليوم يجري التباحث لتحديد رسم المباراة النهارية (يضاف إلى أي مباراة ليلية مبلغ 500
دولار).
■ ... وماذا عند مكي؟
بالنسبة إلى آلية عقد الاتفاقات مع الجهات المسؤولة عن الملاعب اللبنانية في المحافظات، ما عدا البقاع (الموعود بمدينة رياضية قريباً).
قال رئيس لجنة الملاعب موسى مكي: «نستأجر الملاعب من البلديات أو الإدارات المسؤولة عنها، على أن نكون مسؤولين عنها في المباريات تنظيماً وأمناً»، وأضاف: «تختلف إيجارات الملاعب، والاتحاد يتكفّل بدفع بدلات الإيجار عن الأندية طوال الموسم، على أن تُحسم المبالغ من مستحقاتها وعائداتها من عقود النقل
انفجر الخلاف عبر بيانات متبادلة قبيل انطلاق مباراة النجمة مع الحكمة في آذار الماضي
وأشار مكي قائلاً: «بصراحة التقينا أخيراً مع رئيس مجلس إدارة المدينة رياض الشيخة، وهناك حلحلة ولقاء مرتقب لوضع صيغة سنعتمدها بشأن إقامة المباريات»، ثم صارحَنا مكي: «هناك اختلاف في وجهات النظر بين الاتحاد والشيخة الحريص على أن يكون له دور في الأمور التنظيمية للمباريات، فيما الاتحاد يصر على التفرّد بكل الأمور التنظيمية لمبارياته».
ولفت مكي إلى غياب ملاعب طرابلس عن روزنامة الموسم المرتقب لعدم وجود فرق شمالية ضمن دوري الدرجة الأولى، مستدركاً إلا في حال اعتمادها من أحد الفرق.
واشار مكي إلى أن رسم المباراة النهارية 500 ألف ليرة والمسائية مليون و250 ألف ليرة، كذلك إن أجرة الحكام للمباراة الواحدة تصل إلى 850 ألفاً، يضاف إليها 170 ألفاً (أجرة مراقبين)، وطبعاً تقسم كلفة المباراة على الفريقين. وفي المعلومات أن النية تتجه، إذا عادت الجماهير للمواكبة، لاعتماد مبدأ توزيع العائدات وفق النسب التي كانت معتمدة في السابق (20 بالمئة من المداخيل للاتحاد و15 بالمئة لإدارة الملعب والباقي يوزّع على الفريقين بالتساوي)، من دون المساس بأجور الحكام والمراقبين.
وهكذا، سينطلق الدوري في 10 تشرين الأول على ملاعب برج حمود وبيروت البلدي وجونيه وصور وصيدا وربما معروب.
وفي المعلومات أن الاتحاد سيعتمد ذهاب الدوري حسب جدوله الموزع، ما يعني أن ملعب المدينة قد يعتمد في مرحلة الإياب.
جلسة هادئة وقرارات روتينية
انعقد أمس الاجتماع الثاني للجنة العليا لاتحاد كرة القدم، بعد غياب، برئاسة النائب الأول للرئيس ريمون سمعان (الصورة) حيث ساد الوئام الجلسة. وقد اتخذت فيها قرارات روتينية وتم تثبيت نتائج الدور الأول لكأس النخبة وكذلك مواعيد وملاعب الدور نصف النهائي والنهائي، إضافة إلى تشكيل بعثات خارجية لمنتخب الشباب وفرق الصالات المشاركة في بطولة الأندية الآسيوية.
