strong>حسن زين الدينجهاد هشام عبد الرازق قصة من فلسطين، من بين آلاف القصص المؤثرة التي تنسج كل يوم في الأرض المحتلة. جهاد فتى في التاسعة من عمره، فقد يده وقدمه حين كان يلعب الكرة هو وأصدقاؤه في بيت حانون، عندما أتاه صاروخ إسرائيلي حاقد ليسلبه فرحته، لكنه لم يستطع أن يسلبه تمسّكه بالحياة، إذ إن الفتى قام بعزيمته من سرير الألم ليلعب الكرة من جديد. نعم، وأكثر من ذلك، فقد انتسب إلى فريق مدرسة الكرة في الفوج الثامن لنادي الهلال الرياضي في غزة.
يقول جهاد في حديثه إلى وكالة «معاً» الإخبارية إنه لا يعرف الخوف أبداً، مضيفاً: «أريد أن أعيش وأتحدّى المستحيل. فمنذ صغري وأنا أحب كرة القدم وأشاهد زملائي وأصدقائي يلعبونها في كل مكان. فبعد الإعاقة الحالية، أردت أن أوصل رسالة مفادها أن الطفل الفلسطيني يولد ومعه صنع المستحيل، فهو يمتلك عزيمة حديدية».
لكن كيف هي أحوال الرياضة الفلسطينية يا جهاد؟
بالطبع فإن الأحوال ليست على خير ما يرام، إذ إن الحصار الإسرائيلي وصل ليطاول الرياضة من خلال التضييق على تنقلات اللاعبين للعب المباريات المحلية أو المنع من السفر للمشاركة في المباريات الدولية، ومنها أخيراً حرمان 6 لاعبين من الالتحاق بمنتخب بلادهم لكرة القدم الموجود في موريتانيا للعب مباراة دولية ودّية مع منتخبها.
أحوال الرياضة الفلسطينية لا تتوقف عند التضييق، بل تتخطى ذلك الى الاعتقال، كما حدث مع اللاعب الدولي محمود السرسك الذي مددت المحكمة الإسرائيلية العليا اعتقاله لستة أشهر إضافية، وسط دعوات من عائلته إلى تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من أجل إطلاق سراح اللاعب الذي اعتُقل قبل عام وشهر واحد، كما ينقل موقع «العربية. نت».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت السرسك أثناء توجهه من غزة إلى الضفة الغربية عن طريق معبر بيت حانون «إيرز»، حيث كان يعتزم الالتحاق على سبيل الإعارة بنادي مركز بلاطة في نابلس قادماً من فريقه الأصلي خدمات رفح.
كل ذلك يأتي في الوقت الذي وجّهت فيه إسرائيل إخطارات إلى سكان بلدة طولكرم في الضفة الغربية لنيّتها هدم 14 منزلاً... وملعباً لكرة القدم. نعم ملعب كرة قدم يحوي «مخرّبين»!