لقاءات الكرتين المصرية والجزائرية اتّخذت طابعاً حذراً تسعى مراجع الطرفين الى إطفائه، فيما تنفخ أطراف إعلامية وجماهيرية في أتون التحدّي والثأر...فماذا ينتظر لقاء الأهلي المصري وشبيبة القبائل الجزائري؟ وماذا يجهّز الطرفان؟
القاهرة ــ هاني العسال
وسط أجواء متوترة ومحاولات «رسمية» للتهدئة، قررت إدارة النادي الأهلي المصري طرح ألفي تذكرة لمشجعي فريق شبيبة القبائل الجزائري الضيف في مباراته ،الأحد في 29 الجاري، أمام الأهلي، في أولى مباريات الجولة الثانية بدور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا.
وقررت إدارة الأهلي الاكتفاء بطرح ألفي تذكرة فقط لجمهور الفريق الجزائري الضيف، رغم مطالبة الجانب الجزائري بحصة أكبر، وذلك بعد أن رأت إدارة الأهلي أن الجماهير الجزائرية القادمة لن تتخطى بأي حال من الأحوال نسبة خمسمئة مشجّع، والمطالبة بعدد أكبر لها يهدف فقط الى وجود مدرج محجوز بالكامل للجماهير الجزائرية.
وما شجع إدارة الأهلي الإقبال الرهيب من جماهير فريقها على حضور هذه المباراة، لدرجة أن حشوداً منها تهافتت قبل أيام من الموعد على تذاكر المباراة في مقرّي النادي في مدينة نصر والجزيرة، وخصوصاً أن هناك غموضاً ما زال يحيط بإمكان حضور مشجّعي «الألتراس» للمباراة، علماً بأن هذه الرابطة كانت قد قاطعت مباريات الفريق في الشهرين الأخيرين احتجاجاً على تضييق الأجهزة الأمنية المصرية عليهم في المدرجات واعتقال عدد كبير منهم قبل المباريات وأثناءها.
وهناك معلومات غير مؤكدة نشرتها صحف جزائرية عن اجتماعات «أمنية» جرت بين مسؤولي وزارة الداخلية المصرية وقيادات جماعة الألتراس للاتفاق على حل وسط يسمح لجماهير هذه الجماعة بحضور مباراة شبيبة القبائل المقبلة، وخاصة بعد أن وجّه حسن حمدي رئيس النادي وحسام البدري المدير الفني للفريق وغالبية لاعبي الفريق «الأحمر» نداءً إلى جماهير الألتراس المعروفة بولعها الشديد بفريقها، والذي يصل أحياناً إلى درجة التطرف، لحضور المباراة المهمة يوم الأحد لرسم مشهد شعوري ببثّ الرعب في نفوس الفريق الضيف، إلا أن إدارة الأهلي حثّت هذه المجموعات أيضاً على الالتزام بالتشجيع القوي ضمن أجواء الروح الرياضية، مع حسن استقبال الفريق الضيف مهما كان السبب.
هذا من ناحية تمنّي الحفاظ على العلاقات الحسنة بين الناديين العربيين وضبط جماهير البلدين، فماذا عن الجوانب الميدانية؟
رغم أن لغة الخطاب الرسمي والإعلامي في مصر تتجه إلى مطالبة الجماهير بحسن استقبال الفريق الجزائري وعدم التعرض له بأي شكل كان، فإن هناك حالة احتقان بين جماهير الكرة المصرية تجاه استمرار بعض وسائل الإعلام الجزائرية بحملات عنيفة ضد الأهلي وجماهيره، إلى درجة وصف جماهير الألتراس بالجماهير «المجرمة»، ووصف دعوة لاعب الاهلي محمد بركات لجماهير فريقه بالمؤازرة القوية الفاعلة بأنها «دعوة إلى الإرهاب»!
وعلى صعيد التنسيق الاعلامي أيضاً، هناك تعليمات مباشرة لدى معظم وسائل الإعلام المصرية بعدم التعرض للفريق الجزائري أو للجزائر بصفة عامة، غير أن أحداث مباراة الشبيبة والأهلي في لقاء الذهاب، الأسبوع الماضي في تيزي أوزو، أعادت إشارات من أجواء الاحتقان من جديد إلى جماهير البلدين.
وعلى الصعيد الفني، يبدو وضع فريق الأهلي محرجاً ودقيقاً (يحمل 4 نقاط)، وهو بات يحتاج إلى الفوز لا غير على ضيفه الجزائري متصدّر المجموعة في المباراة المرتقبة ليرفع رصيده إلى سبع نقاط، ويبقى ملاحقاً للشبيبة (تسع نقاط). وفي المجموعة ذاتها سيلعب الإسماعيلي المصري في اليوم ذاته مباراة مهمة أمام مضيفه هارتلاند النيجيري، ويحل الإسماعيلي ثالثاً بـ3 نقاط، ورابعاً هارتلاند بنقطة واحدة.


غدار يعود قريباً للمشاركة

توقع المهاجم اللبناني محمد غدار أن يحصل على فرصته قريباً مع الأهلي، بعد شفائه من إصابته الأخيرة بكدمة في الركبة منعته من المشاركة في مباراتي الأهلي الأخيرتين محلياً أمام طلائع الجيش والمصري، حيث فاز بصعوبة وتعادل، وسط انتقادات شديدة لضعف هجومه وغياب مهاجم يعوّض عن غياب الدولي عماد متعب المحترف في بلجيكا.