تحدّث مراسلون أجانب زاروا مناطق سورية ساخنة أخيراً عن وقوع عشرات القتلى المسيحيين في الأحداث التي تشهدها سوريا، مشيرين الى أن أوضاعهم «باتت خطيرة»، وهم «مهددون اكثر من غيرهم باعتبارهم الحلقة الأضعف». وقالوا إن المناطق الساخنة باتت تمثل «بيئة حاضنة لمسلحين غير معروفين، لديهم أسلحة متطورة وذخيرة كبيرة جداً»، مشيرين الى «جثث مشوهة يرميها المسلحون في الطرقات».وعلى هامش مؤتمر المسيحيين المشرقيين الذي يعقد لمدة يومين في بيروت، عقد عدد من مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية من ايطاليا وبلجيكا وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة لقاءً في المركز الكاثوليكي للإعلام، تحدثوا خلاله عن نتائج الجولة التي قاموا بها الى مناطق في سوريا، شملت: دمشق، ريف دمشق، معرة النعمان، حمص، حماه، القصير وبانياس، للاطلاع على الأوضاع عموماً، وأوضاع المسيحيين على نحو خاص. وشارك في اللقاء رئيس المركز الكاثوليكي الأب ايلي ماضي، ومدير المركز الخوري عبده ابو كسم، والأم أغنس مريم الصليب، التي رافقت الوفد في جولته.
بداية، تحدث ماضي فأشار الى أن «مبادرة الصحافيين جاءت لتقصي الحقائق، وكي تطلع وسائل الإعلام العالمية على الحقيقة»، مشدداً على أن «الكنيسة تدعو الإعلام الى نقل الحقائق دون أي تشويه»، مؤكداً أن «هؤلاء الصحافيين زاروا المناطق الأشد سخونة في سوريا، واطلعوا بالتفاصيل على الوضع الميداني، وعلى انعكاسه على الوجود المسيحي في سوريا، ولكي يكون الإعلام موضوعياً أرادوا أن يعلنوا ما شاهدوه».
وأشارت أغنس مريم الصليب الى أن وسائل الإعلام «تنقل منذ ثمانية اشهر لأحداثاً عن سوريا، ونحن من يعيش فيها نشعر بأنها تدور حولنا لا عندنا، لأن هناك تشويهاً كبيراً لحقيقة ما يجري من مجازر وارتكابات بحق المواطنين. ولأننا كراهبات مطلعون على الوضع المسيحي من حولنا، فإننا نؤكد وقوع 164 قتيلاً من المسيحيين في حمص وحدها، في الأشهر الثلاثة الماضية فقط، مما يعني أن الأوضاع باتت خطيرة، ليس على المسيحيين فقط، بل على الجميع، لكن المسيحيين مهددون اكثر من غيرهم، باعتبارهم الحلقة الأضعف».
وأضافت: «لقد أصررنا، كأول وفد صحافي أجنبي يدخل المناطق الساخنة في سوريا، على نقل الحقائق والدخول في التفاصيل، حيث وقف المسلحون وجهاً لوجه ضد رجال الأمن والجيش لضرب هيبة الدولة في سوريا، وخلق حال من الفوضى والإرباك، التي أدت الى أذية المواطنين على نحو فاضح، لا يليق بأدنى الحقوق الإنسانية، ذلك أن الجثث تستباح وتشوه وترمى في الطرقات من دون أي رحمة». وتابعت: «تجولنا في حمص وفي بلدة قاره وصولاً الى القصير والنهداء وباب عمر، ورأينا جثثاً مشوهة تركها المسلحون يمنة ويسرى، وبات معها الشعب السوري قيد الرهن، وباتت هذه المناطق بيئة حاضنة لمسلحين غير معروفين، لديهم أسلحة متطورة وذخيرة كبيرة جداً».
وختمت: «إن الحصار ادى الى نقص في المواد الأولية، لذلك ندعو المنظمات الدولية الى أن تتطلع الى المدنيين الذين يدفعون يومياً فاتورة الخلاف السياسي القائم في سوريا».
في دردشة مع الصحافيين الأجانب عن أوضاع المسيحيين في سوريا اكدوا أن «حالتهم لا تفهم إلا في إطارها، وأنهم ليسوا وحدهم، بل ضمن الخطر العام الذي يتهدد سوريا»، لكنهم شددوا على أن «الموضوعية تقتضي القول إن مجموعات مسلحة تقف بوجه رجال الأمن في سوريا لإضعاف النظام، وإذا بقي الوضع على حاله من التدهور، فإن المسيحيين سيكونون الفريق الأضعف والضحية».