حقيقة، الليلة، يفترض أن أكون وفي هذه اللحظات، منغمساً بالبروفا الموسيقيّة الأخيرة للحفلة الغنائيّة الموسيقيّة غداً في كنيسة مار الياس _ انطلياس والتي يعود ريعها لترميم الكنيسة ولبعض الجمعيات الخيريّة _ «المحتاجة» وما زالت! الصحافيّون لا يهتمّون بهذا الجزء من الواقع... الجمعيات الخيريّة؟ ما هذه الكلمة التي هي عكس الإثارة تماماً!
كلمة: «الخيريّة» تُخْجِل قلم الصحافي اللبناني الأبيّ، صاحب الموقف (المدفوع). والصحافيّون يتشابهون وكذلك الصحافيّات... وأحلى ما في الصحافيّات: الجرأة.. والماكياج... لذا، وكنتُ أتكلّم، ولا أنوي أن أفصِّل كما وعدتكم البارحة وأدخل في التتمّة لأنّ البروفا الليلة تبدو أعوَص ممّا كان متوقّعاً... فسأكتفي ببعض التعابير غير الخيريّة:
تذكّري يا سيّدتي الصحافيّة وقد ذكرتِ مما ذكرتِ في العنوان تحديداً: «اليساري المغامر»، وهي للتذكير: عبارة منقولة وقديمة العهد و«الأعداد»، لا بل إنّها مترجمة عن «الانكليزيّة _ الأميركيّة»، وهذا أسوأ تحالف عرفه التاريخ الذي تلى الحرب العالميّة الثانية حتّى الآن، والوحيد الذي استطاع أن يخلخله بعض الشيء هوَ الرئيس الداهية بوش! وذلك لكثرة ما أصاب من الجنود الانكليز في البصرة بالطيران مع أنها منطقتهم بحسب الخطّة!.. فاسمعي من اليساري المغامر، فهذا أفضل لكِ من اليميني المغامر أو من مغامرات رأس المال أو البورصة أو العملات... فمغامراتي، إنْ وُجدَتْ، محدودة يا عزيزة، وتذكّري أنّ النوتات الموسيقيّة عددها سبع = 7 وأيام الأسبوع أيضاً عددها سبع = 7 ورقم الحظّ الأكثر تداولاً = 7 وعجائب الكون، إذا استثنيناكِ = 7 وقدرة الإنسان على العمل الفعلي اليومي = 7 والمرأة إجمالاً إنْ نَحَتْ منحىً خارجاً عن الأخلاق العامّة تكون عاملةً في الـ7 وذمّتها! والكلام هنا ليس موجّهاً لكِ، أرجو ألّا تصغي إلى بعض مَن قد يكتب أو يعبِّر على موقع الجريدة مستخدماً المزح الثقيل «المستعمل» والمُعَدّ سلفاً أيضاً، للدفاع زوراً عنّي... نحن غداً سنحتفل بالموسيقى في كنيسة انطلياس حيث خَطَر لرجُلَيْ دين في عام 1975 أن يُدخلا الموسيقى الإيقاعيّة إلى الكنيسة كما يفعل الأفارقة السود في صلواتهم والتي تصل حدود الرقص فرحاً... وهل عرفتِ ما هي الموسيقى أساساً؟ هل أحد من العلماء عَرِفَ ماهيّتها؟ ليس الله وحده مجهولاً لدى الإنسان! الموسيقى ربّما أكثر غموضاً... وقد يكون الصوت أيّاً كان نوعه سيّد الغموض... إلى آخره... للبحث صلة أكيد... لو تخفّفي عن نفسك وتفعلي كما فعلتُ أنا مع مقالك... لا تقرأي!
(يتبع يوم السبت)