بعد يوم ساخن بفعل الحرائق التي تسبّبت بها هجمات حزب الله في الشمال، كان الإسرائيليون أمس على موعد مع حملة من «التصعيد الكلامي»، فيما كشف الصندوق القومي اليهودي (كيرن كايمت) أن أضرار الحرائق في الشمال أكبر بضعفين من أضرار الحرائق في حرب لبنان الثانية (2006)، وأشار إلى أنه «حتى الآن احترق 14 ألف دونم... قبل أن تبدأ الحرب الكاملة مع حزب الله». وقال رئيس مجلس مستوطنة المطلة دافيد أزولاي إن «الجليل يشتعل. نحن في حرب، وهناك طرف واحد هو حزب الله يملي القواعد ويقرر متى يُطلق النار، ومتى يصعّد، ومتى يتوقف. هذه ليست إسرائيل التي أعرفها وولدت فيها، كل شيء يحترق هنا».وغداة الحرائق التي طاولت 13 مستوطنة، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي «أننا مستعدون للتحول إلى الهجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان ونقترب من اتخاذ قرار». ونقلت القناة 13 عن مسؤولين في مجلس الحرب دعوتهم إلى أن تنقل إسرائيل ثقلها إلى الشمال وأن «يتخذ نتنياهو قرارات صعبة»، إلا أنهم لفتوا في الوقت نفسه إلى أن «تنفيذ عملية كبيرة في الشمال ستكون له عواقب وخيمة على قدراتنا في غزة». فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية إن الإدارة الأميركية دعت حكومة نتنياهو إلى «عدم التصعيد ضد حزب الله قبل تنفيذ صفقة الرهائن المحتملة»، وهو ما يمكن اعتباره مدى زمنياً منظوراً لـ«التصعيد المضبوط». في المقابل، كان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واضحاً، أمس، عندما كرّر بأنه «إذا أرادت إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها»، وأن «أي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل».
وحذّرت صحيفة «ماكور ريشون» من أن «هناك الكثير مما يمكن خسارته في الحرب الدائرة في الشمال»، مؤكّدة أنه «منذ أن دخلت إسرائيل الحرب، تآكلت بقايا مفهوم الردع ضد حزب الله». وفي السياق نفسه، أتى كلام العميد احتياط في جيش العدو كوبي مبروك، الذي قال إن «حزب الله هاجم في الأسابيع الأخيرة بطريقة متطورة وممتازة. وعلينا أن نقول بصراحة، بعد 8 أشهر من القتال، نحن في مأزق استراتيجي، وفشلت نيران الجيش في تغيير الواقع». ورأى أن «هناك طريقاً مسدوداً تماماً في الشمال يسيء إلى الردع الإسرائيلي، فكلفة الحرب مع حزب الله صعبة للغاية، لذلك يتعيّن علينا خلق فرصة لجهد دبلوماسي».
أضرار الحرائق بلغت ضعفَي تلك التي تسبب بها حزب الله في عام 2006


وقدّمت صحيفة «كالكاليست» إحصائية مبنية على تقديرات أشارت إلى أنه منذ بداية الاشتباك في 8 تشرين الأول 2023 تمّ إطلاق أكثر من 1000 «جسم طائر» على إسرائيل من بينها «طائرات بدون طيار انتحارية، طائرات مُسيّرة ومحلّقات تُستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية وتحديد نقاط ضعف إسرائيلية». وبناءً على ذلك، رأت الصحيفة أن «حزب الله يزيد من محاولاته لاستخدام الطائرات المُسيّرة لضرب مكوّنات تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي في الشمال من أجل تعطيل نشاطها»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد نظام دفاع جوي حديث في العالم يعرف كيفية التعامل مع هذا التهديد».
ميدانياً، نفّذ حزب الله أمس، سلسلة عمليات نوعية استهدفت ثكنة راميم، وانتشارات لجنود العدو في حرج نطّوعة ومحيط مثلث الطيحات ومحيط موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وتجمعاً ‌‏لجنود العدو في حرج برعام، وموقعَي ‏الناقورة ‏البحري، و‏زبدين في مزارع شبعا.
وشنّ هجوماً جوياً بسرب من ‏المُسيّرات الانقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني في الجولان السوري المحتل، استهدف أماكن تموضع واستقرار ضبّاط وجنود العدو، كما استهدف مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث.
ونعى حزب الله الشهيد حيدر حسن مسلماني من مدينة صور.