نفّذت، أمس، شركة «PRIMESOUTH» المشغّلة لمعملَي دير عمار والزهراني، تحذيرها لـ«مؤسسة كهرباء لبنان»، بإيقاف العمل في المجموعتين ما لم تُسدّد مستحقاتها المترتّبة عليها بالعملة الأجنبية. هذه المستحقات متوافرة في حساب المؤسسة لدى مصرف لبنان بالليرة اللبنانية، وقيمتها توازي 7.5 ملايين دولار، إنما «مصرف لبنان» يرفض تحويلها إلى الدولار وفق الآلية التي وافق عليها الحاكم السابق رياض سلامة.الاتفاق بين وزير الطاقة وليد فياض وسلامة كان ينصّ على أن المركزي سيجري تحويلاً لمصلحة المؤسسة من حسابها بالليرة بقيمة إجمالية تبلغ 58 مليون دولار، على أن تقوم المؤسسة بجمع فواتير الكهرباء بسعر صرف يبلغ 103 آلاف ليرة، لكنّ المصرف لم يلتزم بكامل المبلغ المتفق عليه والذي ستدفعه المؤسسة لكل المورّدين. لذا، وجّهت المؤسسة أمس كتاباً إلى مصرف لبنان تذكّره بوجوب تحويل مبلغ 18 مليون دولار لتُسدِّد التزاماتها للمورِّدين، ومن بينهم «PRIMESOUTH». ووفق بيان للمؤسسة، يتوفّر حالياً مبلغ مالي من إيرادات المؤسسة بالليرة يفوق 2,517 مليار ليرة، قابلة لتحويلها من قبل المصرف إلى دولارات تفوق 37 مليون دولار وفقاً للآلية المتفق عليها.
وفيما كان سلامة يماطل قبل انتهاء ولايته في تحويل الليرات إلى دولارات، تبدو الإدارة الجديدة للمصرف حاسمة في عدم صرف أي دولار في حوزتها، من دون تشريع من المجلس النيابي. وبالنسبة إليها، هي غير ملزمة بتبديد دولاراتها على النفقات الحكومية. وتقول مصادر مطّلعة إن المفاوضات الجارية حالياً بين الإدارة الجديدة للمصرف والحكومة تدور حول تسديد النفقات بالليرة، على أن يضبط المصرف عمليات التسديد بما يحافظ على الاستقرار في سوق النقد. وبالتالي، يصبح على عاتق الشركات المُتعاقد معها والمورِّدين تحويل ليراتهم إلى دولارات عبر شرائها من الدولارات الموجودة في السوق ثمّ تحويلها في حال أرادوا ذلك إلى الخارج.
وكانت «مؤسسة كهرباء لبنان» قد أعلنت أمس أنها تبلّغت صباحاً من الشركة المشغّلة لمعملَي دير عمار والزهراني أنها ستقوم بتوقيفهما عن العمل ابتداءً من الساعة الخامسة عصراً، وهي «قد باشرت بالفعل بالإجراءات الآيلة إلى ذلك». ويأتي ذلك بعد إنذارين من الشركة إلى المؤسسة «بتوقيف هذَين المعملين وتسليمهما إلى المؤسسة»، الأول في 11 آب الجاري، قبل تمديدها أجل الإنذار إلى الأمس «بعد تلقّيها وعوداً من السلطات المختصة بمراجعة مصرف لبنان بغية تسديد جزء من هذه المستحقات، ولكن من دون جدوى».
مؤسسة كهرباء لبنان ذكّرت مصرف لبنان بوجوب تحويل 18 مليون دولار لتسدّد مستحقات المورّدين


وأوضحت المؤسسة أن «هذا الوضع، الخارج عن إرادتها، من شأنه أن يؤدي إلى توقّف القدرة الإنتاجية للمؤسسة، وبالتالي انفصال الشبكة الكهربائية كلّياً بنتيجة ذلك وانعدام التغذية بالتيار الكهربائي إلى المشتركين، وضمناً المرافق الأساسية في البلد». ولفتت المؤسسة إلى أنها جهدت «ولا سيما خلال الأسبوعين الماضيين، مع مختلف الجهات المعنية، للحؤول دون ذلك»، مشيرةً إلى أنها «سبق أن طلبت، بموجب كتابها الرقم 2695 تاريخ 5/7/2023 إلى مصرف لبنان، تحويل مبلغ وقدره 10 ملايين دولار (سدّد المصرف 2.5 مليون دولار منها) لحساب المُشغِّل المذكور بموجب عقد تشغيل وصيانة معملَي دير عمار والزهراني، وذلك وفقاً للآلية الموضوعة من جانب مصرف لبنان لتحويل إيرادات المؤسسة من جباية فواتير الكهرباء بالليرة اللبنانية (Fresh LBP) إلى دولارات أميركية (Fresh Dollars)، ووفق قرار مجلس الوزراء الرقم 15 تاريخ 26/5/2023».
ودير عمار والزهراني هما «المعملان الحراريان الوحيدان الموضوعان على الشبكة الكهربائية الوطنية حالياً، في ظل الظروف الاستثنائية السائدة في البلاد، حيث يُؤمّنان بحدود 550 ميغاواط عليها».