شحيم | على وقع الانتظار، يعيش أهالي المجنّد وائل سعيد درويش (٢٢ عاماً)، الذي خطفته الجماعات الإرهابية في عرسال خلال المعارك التي حصلت مع الجيش اللبناني.في منزل العائلة في شحيم، تجلس والدته محاطةً بأخواتها وأولادهن، حاملةً السبحة في يدها تتضرّع إلى الله ليعيد إليها ابنها البكر. أما والده، فيكرّر السؤال: «أيمتى راجع وائل؟ جايي وائل اليوم؟» بكلماتٍ بالكاد تكون مفهومة بسبب المرض الذي أثقل لسانه وجسده وجعله حبيس الكرسي.

وائل، الشاب «الآدمي» كما يصفه رفاقه، هو المعيل الوحيد لوالده وأمّه وأخيه الصغير. «انبسطنا إنه توظّف وأمنّاه بوظيفة بالدولة ووزّعنا الحلوانة» تتمتم أم وائل بحسرة. شهرٌ مرّ على تشكيل وائل إلى عرسال ضمن الكتيبة ٨٣ من اللواء الثامن، بعد انتهاء الدورة التدريبيّة التي خضع لها في عرمان لمدّة ٣ أشهر. أمضى العيد مع أهله وعاد إلى خدمته فجر الخميس، قبل يومين من الهجوم الإرهابي على عرسال. انقطع الاتصال به بُعيد بدء المعارك، ولم يتواصل مع أهله منذ ذلك الحين. حتى إن أحداً من المسؤولين أو الرسميين لم يتصّل بعائلة درويش لإبلاغهم عن وضعه. عرفوا أنه مخطوف من خلال الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام، وظهر فيه بين العناصر المخطوفة. هكذا راحوا يتسقّطون أخباره. سمعوا بأنه قد يُفرج عنه إثر الهدنة. اتصلوا بقيادة اللواء الثامن، فطلبت منهم معاودة الاتصال بعد نصف ساعة، ففعلوا ليكون الرد بأن وائل لا يزال مخطوفاً.
«الله يفرجها عليك يا وائل وعلى كل رفقاتك ويفك أسركم ويرجعكم بخير» دعوة تلازم لسان أم وائل منذ اختطاف ابنها. وتضامناً مع العائلة المفجوعة، ومع المؤسسة العسكريّة، نظّم أهالي إقليم الخروب أمس مسيرة دعماً للجيش انطلقت من ساحة شحيم إلى أمام مخفر الدرك في البلدة.