أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة ألقاها خلال الاحتفال بـ«يوم القدس العالمي» الذي أقيم في بلدة مارون الراس الحدودية مع فلسطين المحتلة، أن الإدارة الأميركية تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى «صفقة القرن». وتحدّث السيد نصر الله عن «أهميّة ووجوب اعتناء الأمة بإحياء يوم القدس. أبرز ما قاله: يوماً بعد يوم، تتأكد أهمية هذا اليوم العالمي لأن القدس هي بحق حقيقة الصراع القائم وجوهره ورمزه منذ أكثر من 70 عاماً
الأخطر هذا العام هو ما يجري تداوله من حديث حول «صفقة القرن» التي ستؤدي وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطيبنية وتسليم القدس ومقدساتها للكيان الغاصب
اخترنا مارون الراس هذا العام لسببين: الأول أننا يمكننا من هنا أن نتنفس هواء فلسطين ونطل عليها وبقربها، والثاني ما تعنيه هذه البلدة من رمزية مقاومة وصمود وشجاعة عبّر عنها المجاهدون في الأيام الأولى لحرب تموز
3 تحديات رئيسية اليوم في مدينة القدس، الأول عدم الاعتراف العالمي بها عاصمة لإسرائيل، الثاني هو التحدي الديموغرافي في المدينة ومنع تغيير الهوية السكانية، والثالث مسألة المقدسات وبالأخص المسجد الأقصى
العبء الأكبر في معركة المقدسات والتغيير الديموغرافي اليوم هو على عاتق المقدسيّين أنفسهم الذين عليهم المواجهة، ولا يزال هناك مئات الآلاف من العرب يسكنون القدس وأعدادهم تتزايد
الواجب اليوم على جميع العرب والمسلمين حول العالم دعم المقدسيين في صمودهم وخاصة عبر التبرع بالمال لمساعدتهم على البقاء
هناك تحدٍ جديد في مواجهة القضية الفلسطينية لم نشهده من قبل، حيث لم يقدّم سابقاًَ أي تنظير ديني أو فلسفي أو تاريخي للهزيمة، وتتحمل مسؤوليته السعودية وبدأنا نجد له ألسنة وأقلاماً في العالم العربي
للأسف الشديد، اليوم جاء من يريد أن يحمي عرشه هنا أو هناك عبر استرضاء أميركا بتصفية القضية الفلسطينية
الذي يحدد فشل أو نجاح صفقة القرن هو بالدرجة الأولى الشعب الفلسطيني، فهو خط الدفاع الأول
ما دام الشعب الفلسطيني يزداد منذ 70 عاماً عنفواناً واندفاعاً ولا يجنح نحو الاستسلام والتسليم، فهذا الأمل الأول والأقوى للمقاومة
كل بلد عربي اليوم يقع تحت سياط أميركا والعدو الإسرائيلي، ممنوع عليه اليوم التضامن أو إظهار أي تعاطف مع القدس لأن هذه هي الإرادة الأميركية والإسرائيلية والسعودية
في محورنا أيضاً دولة وقيادة وشعب ومرجعيات دينية وقوة إقليمية كبرى تدعم القدس والمقاومة والقضية الفلسطينية وهي إيران المصرة على الصمود منذ ثورتها في موقفها من الصراع مع إسرائيل
الذين ألحقوا الهزيمة بداعش في العراق خلال السنوات الماضية، يتظاهرون اليوم ويقومون باستعراضات عسكرية في بغداد في يوم القدس العالمي، وهذا تحول كبير يخدم محور المقاومة
سوريا الدولة المركزية في محور المقاومة، رغم الحرب والتآمر، أصبحت بأكبر مساحاتها آمنة، والمحور المعادي يبحث عن تحقيق بعض المكاسب، والإسرائيلي بدل الاعتراف بهزيمته وفشله في سوريا، فإنه يحول المعركة إلى معركة إخراج إيران وحزب الله من سوريا
اعترفوا بهزيمتكم في سوريا وفشلكم في إسقاط عمود خيمة المقاومة في المنطقة، وبعدها ندخل في عناوين جديدة للمعركة
ذهبنا إلى سوريا لسبب بجزءين، الأول رؤيتنا وفهمنا وإيماننا بأن ما يجري مؤامرة كبرى تستهدف الدولة السورية وشعبها ومحور المقاومة، ومن بعدها لبنان وفلسطين، والثاني هو بطلب وموافقة الدولة السورية
أقول للعالم كله: نحن في سوريا حيث يجب أن نكون موجودين وبحجمنا ومساهمتنا بالانتصار السوري على الحرب الكونية، نعتبر أنفسنا أننا أنجزنا مهمتنا وحققنا الهدف
ليس لدينا معركة بقاء في سوريا، وما يبقينا هو الواجب والقيادة السورية. ولكن في الوقت نفسه، لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج من سوريا لا يستطيع أن يخرجنا إلا بطلب من القيادة السورية
لا أحد يريد أن يقتل 6 ملايين يهودي، إنما خطاب المقاومة والإسلام هو أن يعود المحتلون والغزاة بطائراتهم وسفنهم من حيث أتوا، أما يهود فلسطين فحقهم البقاء
يوم المعركة الكبرى في المنطقة قادم، وهو اليوم الذي سنصلي فيه في القدس