عبدو سعد*مثّل الاستقبال، الجامع لكل الشخصيات الرسمية والقيادات السياسية والدينية، غير المسبوق ـــــ منذ الانقسام السياسي الذي عاشه اللبنانيون خلال الفترة الماضية، احتفاءً بعودة الأسرى المحررين، وعلى رأسهم سمير القنطار ـــــ فرصة لإعادة الروح إلى الوحدة الوطنية. فالتصريحات ومواقف الأطراف المختلفة أوحت بفتح صفحة جديدة وبتأكيد التلاحم الداخلي في تحقيق انتصار كل لبنان على إسرائيل. هذه المواقف انعكست إيجاباً على آراء المستطلعين الذين غيروا كثيراً من المواقف والأحكام المسبقة التي تحدد أراءهم رغم أحداث أيار التي ولّدت مواقف سلبية من المقاومة عند شرائح واسعة من السنة والدروز.
السؤال الأول: أجاب نحو 77% من اللبنانين بأنه لولا عملية الأسر التي قام بها حزب الله لما أُفرج عن سمير القنطار ورفاقه، تستبطن هذه الإجابات حسماً متاخراً للجدل بشأن أحقية المقاومة بأسر الجنديين الإسرائيليين في تموز عام 2006، التي أدّت في النتيجة إلى تحرير الأسرى، وعلى رأسهم سمير القنطار، الذي رفضت إسرائيل إطلاق سراحه في صفقة التبادل في عام 2004، بحجة أن القانون الإسرائيلي يمنع إطلاق من كانت يداه ملطختين بدماء يهود، ما يعني أن اللبنانيين كانوا مع خيار الأسر، ولكن كانوا في خلاف بينهم على التكلفة التي يمكنهم تحملها، والتي سببتها الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل. الجدير ذكره أن 71% من اللبنانيين أيّدوا أسر المقاومة لجنود إسرائيليين في استطلاع أجراه مركز بيروت ونُشر في جريدة السفير بتاريخ 2/3/2006.
السؤال الثاني: رأى نحو 62% من اللبنانيين، أن الحكومة لم تكن لتتمكن من تحصيل النتائج التي حققتها المقاومة، من تحرير جميع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، ومن البديهي أن يتكون هكذا رأي بسبب عدم مبالاة الحكومات اللبنانية المتعاقبة بالأسرى، وخصوصاً عندما تفاوضت الحكومة اللبنانية مع إسرائيل ووقّعت اتفاقًا للسلام معها في عام 1983، من دون أن تطرح قضية الأسير سمير القنطار.
السؤال الثالث: 59% من المستطلعين رأوا أن إنجاز حزب الله بتحرير أسرى وجثامين لغير شيعة، يبرهن أن هذا الحزب غير طائفي، إلاّ أن أقلية وازنة (نحو 41%) أجابت بأن هذا العمل من قبل الحزب لا يُلغي طائفيته، وقد يكون مردّ هذا إلى كون أعضاء الحزب ينتمون إلى الطائفة الشيعية. وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن زهاء 55% من السنة و52% من الدروز رأوا أن حزب الله حزب طائفي.
السؤال الرابع: يُعتقد أن النجاحات المتكررة لحزب الله في مواجهة إسرائيل منذ عام 2000، مروراً بعام 2006 وانتهاءً بإنجاز تموز 2008، جعل ثلثي اللبنانيين يعتقدون أن انتزاع الحقوق من إسرائيل من خلال العمل الدبلوماسي، بدون قوة ردع عسكرية، لن يجدي نفعاً، وخصوصاً بعد رفض إسرائيل تطبيق القرار 425 لفترة نحو ربع قرن، إلى أن اضطرت إسرائيل للانسحاب في عام 2000.
السؤال الخامس: وهذه النجاحات أقنعت حوالى 70% من المستطلعين بأن سلاح المقاومة هو ضمانة لحماية لبنان من إسرائيل، وخاصة في ظل تبني معظم القيادات اللبنانية منطق قيام استراتجية دفاعية للبنان.
السؤال السادس: يبدو أن الاحتفالات الرسمية والشعبية والتغطية الإعلامية لكل الوسائل الإعلامية بإنجاز عملية تحرير الأسرى واستعادة جثامين كل الشهداء اللبنانيين وبعض العرب ساعدت على تأكيد صورة حزب الله المقاومة لدى أكثر من ثلاثة أرباع المستطلعين، فيما رأى 21% منهم خلاف ذلك.
السؤال السابع: كشف الاستطلاع أن ثلاثة أرباع اللبنانيين يعتقدون بوجوب وجود حالة مقاومة مستمرة لمواجهة المشروع الصهيوني، الذي يرون فيه خطراً دائماً على سيادة لبنان وأمنه. هذه النتيجة هي قريبة جداً للنتيجة التي أظهرها استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيروت ونشر في جريدة الأخبار بتاريخ 26/2/2008 والذي كشف أن نحو 85% من اللبنانيين يؤيدون العمل على إسقاط النظام الصهيوني.
السؤال الثامن: أيّد 80% من المستطلعين اقتراح السيد حسن نصر الله وجوب مشاركة كل اللبنانيين في الدفاع عن بلدهم، وهذا ليس غريباً، إذ إن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تؤيد فعل المقاومة، وإن من مواقع مختلفة.
السؤال التاسع: ورأى 70% من اللبنانيين أن تحرير كل الأسرى اللبنانيين وتحرير ما بقي من أراضٍ لبنانية من الاحتلال الإسرائيلي لن يُحرر لبنان من التهديد الإسرائيلي، وقد يعود ذلك إلى الخروق الإسرائيلية اليومية للبنان، رغم القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، ورغم وجود قوات دولية على الحدود، بالإضافة إلى الأطماع الإسرائيلية في المياه اللبنانية والممارسات المشهودة التي تقوم بها في فلسطين.
السؤال العاشر: رأى نحو 67% من المستطلعين أن حزب الله والمعارضة لم يقوما بما يكفي للكشف عن مصير المفقودين في سوريا، فاعتبر ذلك نحو 80% من السنة والدروز والمسيحيين، في مقابل أقلية من الشيعة بلغت حوالى 43%. ومن الواضح أن سبب تدني النسبة الشيعية هي الخلفية السياسية للشيعة.
ملاحظة: تراوحت نسبة الآراء الإيجابية من حزب الله بين 30% و65% لدى أنصار المستقبل، وبين 40% و70% لدى أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، وبين 30% و45% لدى مؤيدي مسيحيي السلطة.

  • أنقر هنا للصورة المكبرة

    أنقر هنا للصورة المكبرة