أثار اقتراب عبور سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية، من قناة السويس، قلقاً شديداً في إسرائيل، عبّر عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باعتباره خطوة إيرانية خطيرة، بعدما سبق له، ولوزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، أن اعتبرا الخطوة عملاً استفزازياً من إيران.وقال نتنياهو، مفتتحاً جلسة الحكومة الإسرائيلية الاسبوعية، «نلاحظ المنطقة غير المستقرة التي نعيش فيها. منطقة تحاول إيران استغلال الأوضاع التي طرأت عليها لتوسيع نفوذها عن طريق عبور سفينتين حربيتين قناة السويس... إسرائيل تعتبر هذه الخطوة الإيرانية خطيرة». وأضاف أن إسرائيل ستكون بحاجة إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي نتيجة الخطوة الإيرانية والاضطرابات الإقليمية في الآونة الأخيرة.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الدولة العبريّة تراقب عن كثب خط سير السفينتين الايرانيتين. ونقلت «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية قولها «إن الاعتقاد السائد الآن في تل أبيب أن سفينتي الحرب المتوجهتين الى سوريا لا تحملان أي نوع من النوايا العدوانية نحو إسرائيل».
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر الإسرائيلية، «أن السفينتين لا تحملان على ظهرهما أي حمولة غير تقليدية حيث من المتوقع أن ترسوا لاحقاً في ميناء اللاذقية السوري».
ورأت «أن مصر بسماحها بمرور السفينتين عبر قناة السويس لم تكن تملك أي خيار آخر، لأنها وقّعت معاهدة تلزمها بالعمل على احترام حرية المرور من هذا الطريق المائي».
وكشفت المصادر الإسرائيلية لـ«هآرتس» «عن استعداد أسطول الحرب في إسرائيل لمواجهة أي تحرك قد تقوم به هاتان السفينتان نحو شواطئها، على الرغم من أن إمكانية حدوث هذا الامر تبدو ضئيلة».
وتطرق المحلل السياسي في «هآرتس»، ألوف بن، إلى دلالات الخطوة الإيرانية، فقال «تتزايد المخاوف في إسرائيل من أن تتحول مصر مرة أخرى إلى دولة مواجهة، الأمر الذي يزيد من شعور العزلة والحصار الدولي الذي تعزز في فترة ولاية بنيامين نتنياهو».
وأجرى الصحافي مقارنة بين دلالات عبور غواصة إسرائيلية نووية من طراز «دولفين» للقناة المصرية إلى البحر الأحمر، قبل عام ونصف، وبين دلالات العبور الحالي للسفينتين الإيرانيتين، فقال إن «الإبحار غير المألوف (للغواصة «دولفين») عبّر عن تعزز التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل ومصر، وفُسّر على أنه رسالة تهديد لإيران».
ورأى أن «عبور السفينتين يمثل التحول الذي بدأ يظهر في توازن القوى الإقليمي في أعقاب سقوط حسني مبارك» وأن «مصر ترسل إشارات مفادها بأنها لم تعد ملتزمة بالحلف الاستراتيجي مع إسرائيل ضد إيران، مثلما كانت عليه الحال في عهد الرئيس المخلوع، وأنها أصبحت مستعدة للتعاون مع إيران، مثلما تفعل تركيا بالضبط في السنوات الأخيرة».