منح المستوى السياسي في إسرائيل، أمس، «الضوء الأخضر»، للجيش، للانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وبحسب «هيئة البثّ الإسرائيلية» الرسمية، فقد «تمّ اتخاذ هذا القرار بسبب ملف صفقة التبادل، والتوتر في الجبهة الشمالية، ولتجنّب اتساع الحرب». وأوضحت «الهيئة» أن «المرحلة الثالثة تشمل بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محوري نيتساريم وفيلادلفيا للضغط على حماس»، مضيفة أن «الضوء الأخضر الممنوح للجيش سيتيح مواصلة العملية العسكرية، لكن بشكل آخر». ومن المتوقّع أن يتحقق الانتقال إلى المرحلة الثالثة خلال الأيام القليلة المقبلة، بينما يقترب العدو من تقديم «إعلان ترويجي» حول ما حقّقه جيشه من «إنجازات» في الحرب.على أنه في خضمّ ذلك، أكدت «القناة 12» الإسرائيلية، أمس، أن «حماس تجنّد مئات المسلحين الجدد وتتعافى بشكل جيد (...) وتقوم بصرف رواتب لعناصرها». وبحسب تقرير القناة، فإن «جميع الأطر العسكرية لحماس تتعافى في جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي مثل خانيونس ومخيمات وسط وشمال القطاع». ومع هذا، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تصريحات إعلامية، بعد 9 أشهر من انطلاق الحرب، وإعلان القضاء على «حماس»، عسكرياً ومدنياً، كأحد أهمّ أهدافها، أن «إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحماس (..) وستواصل تدمير فلول حماس المسلحة».
وعلى خط مواز، أعلنت الخارجية الأميركية، أمس، أنها شدّدت، في محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، «على أهمية وجود خطط تُعنى باليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى «السعي إلى خطط لا تستخدم فيها حماس قطاع غزة كمنصة لشن الهجمات على إسرائيل». كذلك، أكّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه «يجب أن تكون هناك خطة واضحة لإدارة شؤون قطاع غزة في اليوم التالي للحرب»، معتبراً أنه «إذا لم تكن هناك خطة لحكم غزة، فهناك 3 احتمالات، هي: إما عودة حماس أو احتلال إسرائيلي أو تسود الفوضى»، لافتاً إلى أن الاحتمالات الثلاثة غير مقبولة لدى واشنطن.