بعدما سلّمت المقاومة ردّها على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، اكتفى منسّق مجلس الأمن القومي جون كيربي بالإشارة الى أن واشنطن تسلّمت الردّ وستُجري «مراجعة وتقييماً». وفي اليوم التالي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أثناء وجوده في المنطقة إن «حماس اقترحت عدداً من التعديلات، لكنّ واشنطن لا تريد أن ترى تغييرات أساسية على الصفقة المطروحة، ونريد جسر الهوة بين الطرفين». وكرّر بلينكن اتهام «حماس» بأنها «تتحمّل عبء عدم التوصل إلى صفقة حتى الآن، إذ لم تقل نعم». وبدت لهجة بلينكن لاذعة تجاه «حماس»، وتخلّى لبرهة عن دور «الوسيط»، وتبنّى الموقف الإسرائيلي بالكامل، وهاجم «حماس» بطريقة غير مسبوقة،الأمر الذي دفع الحركة إلى إصدار بيان، انتقدت فيه تصريحات بلينكن، وفنّدتها وردّت عليها بشكل منفصل. واعتبرت مواقف بلينكن «محاولة لتبرئة الاحتلال، واستمراراً للسياسة الأميركية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية». لكنّ موقفاً أميركياً مختلفاً بعض الشيء صدر أمس، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في محادثة مع الصحافيين على متن طائرته المتوجّهة إلى إيطاليا، إن التعديلات التي طلبتها «حماس» في ردّها على المقترح، «طفيفة ومتوقّعة»، مضيفاً أنه «يمكن جسر الهوّات، ونعمل مع الوسطاء على ذلك». وأشار إلى أن «واشنطن ستنتظر ما ستُفضي إليه المشاورات بين قطر ومصر وحماس، وبناءً عليه ستقرّر الخطوات المقبلة». وفي وقت لاحق، قال سوليفان إن «الهدف هو كيفيّة سدّ الفجوات مع حماس، والتوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن»، وأشار إلى أن «التوصّل إلى اتفاق يتماشى مع ما ورد في خطاب الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن، ممكن»، إذ إن «عدداً كبيراً من التغييرات التي طلبتها حماس يتماشى مع خطاب بايدن، وبعضها لا يتماشى مع ما ورد فيه».