قدّمت رئيسة كتلة «المعسكر الوطني»، بنينا تمانو - شاتا، مشروع قانون لحل «الكنيست الـ25»، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي استكمالاً للمسار الذي يقوده رئيس الحزب، الوزير في «كابينت الحرب»، بيني غانتس، للوصول إلى انتخابات بموافقة واسعة، حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، أي في ذكرى مرور سنة على هجوم «طوفان الأقصى». وبحسب تمانو- شاتا فإن «السابع من أكتوبر هو كارثة تتطلب منا أن نعود لنحظى بثقة الشعب، من أجل أن نشكّل حكومة وحدة واسعة ومستقرة بإمكانها أن تقودنا بأمان في مواجهة التحديات المتعاظمة، أمنياً واقتصادياً». وأوضحت أن «تقديم مشروع القانون الآن، يسمح لنا بطرحه في الكنيست خلال الولاية الحالية».وحتى اللحظة، لا يبدو أن «المعسكر الوطني» لديه الأغلبية من أجل حل «الكنيست»، بالنظر إلى أن الائتلاف الأساسي الذي يقوده رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يضم 64 عضواً. لكن طرح المشروع يأتي في خضمّ الخلافات المتفاقمة في الحكومة، خصوصاً بعد خطاب غانتس الأخير، والذي أمهل فيه نتنياهو حتى الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، لتقديم خطّة واضحة لتحقيق عددٍ من الغايات الاستراتيجية المتعلقة بالحرب و«اليوم التالي»، إضافة إلى حسم قانون التجنيد، فضلاً عن سعيه للدفع نحو تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات السابع من أكتوبر. ويُضاف إلى ما تقدّم، الهجوم اللاذع الذي شنّه، أول من أمس، الوزير في مجلس الحرب، رئيس هيئة أركان الجيش سابقاً، وزميل غانتس في الكتلة، غادي آيزنكوت، على نتنياهو؛ إذ قال في مؤتمر «مئير داغان للأمن والاستراتيجيا 2024»، إن «من يقول إننا سنتخلّص من الكتائب في رفح وعندئذ نعيد المختطفين، يزرع أوهاماً كاذبة»، مشيراً إلى أن «النصر المطلق هو مجرّد شعار». ورأى أن «نتنياهو يستحق علامة فاشل على جميع الأهداف التي وضعها بعد انتخابات عام 2022، وفي مقدمتها كبح المشروع النووي الإيراني، السلام مع السعودية، تحصين الاقتصاد، وإعادة الأمن والحوكمة...».
اعتبر حزب «الليكود» الحاكم أن «المعسكر الوطني الذي يسعى لتفكيك الحكومة خلال الحرب، إنما يقدّم بذلك خدمة للسنوار»


وتعليقاً على تقديم مشروع القانون، اعتبر حزب «الليكود» الحاكم، في بيان، أن «المعسكر الوطني الذي يسعى لتفكيك الحكومة خلال الحرب، إنما يقدّم بذلك خدمة للسنوار. كما يضرّ بالجهود المبذولة لتحرير الأسرى، ويعبّر عن الخضوع للضغوط الدوليّة». ورداً عليه، قال «المعسكر»، إن «من يختار حل الحكومة في أصعب الأوقات هو نتنياهو الذي يفضل مصلحته الشخصية»، مشيراً إلى الحاجة إلى «حكومة تعزز الوحدة وليس الانقسام وتعيد المختطفين»، ومتوجهاً إلى نتنياهو بالقول «لم يفت الأوان بعد كي تعود إلى رشدك فإما أن ننتصر معاً أو تستمر وحدك». وبالرغم من أن حلّ «الكنيست» أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة يبدو سيناريو بعيداً في الوقت الحالي، تتعزز التحركات للإطاحة بحكومة نتنياهو، بعد إعلان زعيم المعارضة، يائير لبيد، ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب «أمل جديد»، جدعون ساعر، عن خطة يأملون انضمام غانتس وآيزنكوت إليها للإطاحة بنتنياهو. ومن المحتمل أن يستقيل الوزيران ورئيسا أركان الجيش السابقان من الحكومة، لكن ذلك لن يؤثر في استمرار الحرب بقدر ما سيضاعف الضغوط على الائتلاف، خصوصاً أن الحراك الاحتجاجي في الشارع سيزداد تسيّساً بعد خطوة كهذه، في ظل توقعات باتساعه الشهر المقبل.