غزة | استفتح جيش العدو، أمس، في قطاع غزة، بحدثين أمنيين كبيرين، أقرّ بأنهما تسبّبا بمقتل وإصابة عدد من الجنود: الأول وقع في مدينة رفح جنوبي القطاع، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الإسرائيلية، والثاني في الشمال. وفي المساء، اعترف الاحتلال بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة 25 آخرين في المعارك الدائرة في غزة، علماً أنه ومنذ بدء عمليّاته الأخيرة، سقط من جنوده 13 قتيلاً. والخسارة الكبرى تلقّاها لواء المظليين الذي يعمل حالياً في منطقة جباليا شمالي القطاع، حيث خسر 7 من أفراده، ستة منهم من كتيبة واحدة هي «الكتيبة 202»، وبينهم ضابط برتبة رائد وآخر برتبة نقيب. وبالإضافة إلى ما تقدّم، قُتل ضابط وجندي - من لواء «كفير» - يتبعان «كتيبة نيتسح يهودا» لليهود المتدينين، وذلك في عمليّة قنص في بلدة بيت حانون أقصى شمالي القطاع. كما قُتل جندي من وحدة «يهالوم» المتخصّصة في مكافحة الأنفاق، والتابعة لقوات الهندسة القتاليّة، في انفجار منزل مُفخّخ. أما في رفح، فقد خسر جيش العدو ثلاثة جنود، اثنان من لواء «جفعاتي» في نفق مفخّخ، والثالث من «اللواء المدرّع رقم 7».واستمر جيش العدو، أمس، في توسيع تمدّده في مناطق واسعة من شمال القطاع، حيث وصلت قواته إلى كامل الأحياء الشرقية المحيطة بمخيم جباليا، بما فيها حيّا تل الزعتر والسكة، وأسقط منطقتي الشيخ زايد وشعشاعة بالنار. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من مراكز الإيواء المحاذية لحي الفالوجا غرب مخيم جباليا، وقصفت المناطق الشمالية من المخيم، وتحديداً مدرسة أبو حسين. ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد حشد العدو الآلاف من الجنود والمئات من الآليات، بما فيها الدبابات والسيارات العسكرية وكاسحات الألغام والحفّارات الكبيرة، وحوّل حي تل الزعتر إلى ثكنة عسكرية، في الوقت الذي واصل فيه تدمير مزيد من الأحياء والمربّعات السكنية. ووفقاً لحصيلة مبدئية قدّمها الدفاع المدني، فإن جيش الاحتلال دمّر ما يزيد على 300 منزل في مخيم جباليا، فضلاً عن حرق وتدمير عشرات مراكز الإيواء، وأخرج المستشفيات الحكومية والخاصة من العمل.
في المقابل، ضاعفت المقاومة من جهدها الميداني، حيث أعلنت «كتائب القسام» قنص ثلاثة جنود من بينهم ضابط في بلدة بيت حانون، وتنفيذ عملية مركّبة في محور القتال ذاته. وقالت إن مقاوميها أوقعوا قوّة صهيونية راجلة قوامها 10 جنود في كمين ليلي بعد استهدافها بعبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية عليها، ومن ثم فور حضور قوة الإنقاذ قاموا بتفجير عبوة «شواظ» بها، وأوقعوا أفراد القوتين بين قتيل وجريح قرب مدرسة الزراعة شمالي القطاع. وفي مخيم جباليا، أدخل جيش الاحتلال إلى الخدمة مجنزرات آلية بحجم ناقلة الجنود «m113» غير مأهولة. ووفقاً لمصادر مقرّبة من المقاومة، فإن تلك الآليات تحوي 4 أطنان من المتفجّرات، وتهدف إلى استدراج المقاومين الذين يلتحمون مع الدبابات من مسافة صفر وتفجيرها بهم. وعلى ذلك المحور، أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» تفجير عبوة «شواظ» مضادة للدروع بآلية عسكرية خلف مركز شرطة جباليا، ثم اشتباك المقاومين مع قوة راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. كما أعلنت «كتائب القسام» أنها دكّت تحشّدات العدو في موقع الإدارة المدنية بالعشرات من قذائف الهاون. أيضاً، شهد محور «نتساريم» في وسط القطاع العديد من عمليات الاستهداف بالقذائف والصواريخ التكتيكية.
أما في ميدان القتال في رفح، حيث وسّع جيش العدو من تمدّده في حي البرازيل، وسيطر على 70% من «محور فيلادلفيا»، فقد شهد محور القتال الأول معارك شديدة، إذ أعلنت المقاومة تنفيذ تسع مهمات قتالية، وقالت «كتائب القسام» إن مقاتليها استهدفوا جرافة «دي ناين» بقذيفة «الياسين 105» على الحدود الفلسطينية - المصرية جنوب شرق رفح. كذلك، أكّدت الكتائب تدمير دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» قرب عمارة بهلول في حي البرازيل جنوب شرق المدينة. وذكرت أيضاً أنها تمكّنت من قتل جنديين إسرائيليين من مسافة صفر في الحي ذاته، وفجّرت ناقلة جند صهيونية بقذيفة «تاندوم» في محيط بوابة صلاح الدين. وبدورها، أعلنت «مجموعات الشهيد عمر القاسم» تمكّنها من استهداف قوة راجلة بقذيفة «آر بي جي» في محور التقدّم في حي الجنينة.