رفض رئيس «أمل جديد» (اليمين الوطني سابقاً)، غدعون ساعر، اقتراح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ضمه إلى «كابينيت الحرب» مقابل أن يدعم وأعضاء حزبه الأربعة قانون إعفاء «الحريديين» من التجنيد، والذي تعهّد نتنياهو بالدفع به وتقديمه حتى لو عارض رئيس «المعسكر الوطني»، بني غانتس، ذلك. وشكّل اقتراح نتنياهو هذا، آخر رصاصة في جعبته بإمكانه إطلاقها لوأد مسار خروج ساعر من حكومة الطوارئ التي انضم إليها الأخير مع كتلة «المعسكر الوطني» بداية الحرب، الأمر الذي دفع «الليكودي» السابق، والخصم اللدود لنتنياهو، إلى إعلان استقالته في مؤتمر صحافي، في خطوة يُنظر إليها على أنها تمهيد لإقامة حزب يميني جديد يكون بديلاً من «الليكود»، ويضم في مقدمته رئيس «الموساد» السابق، يوسي كوهين، ورئيس الوزراء الأسبق، نفتالي بينت، اللذين يحققان تقدماً وفقاً لاستطلاعات الرأي، وقد ينجحان في استرداد الأصوات اليمينية التي خسرها «الليكود» لمصلحة حزب غانتس.وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده ساعر وأعلن فيه أنه وزميلته الوزيرة يفعات شاشا-بيطون وقّعا على كتاب الاستقالة، رأى أن «إسرائيل تراوح مكانها في غزة» وأن «مركز الثقل في إدارة الحرب انتقل من الكابينيت (الموسع)، الذي تحول إلى نوع من برلمان، إلى كابينيت الحرب». وأضاف أن «القرارات المهمة تتخذ في كابينيت الحرب، بينما يكتفي الكابينيت الموسع بمناقشة القضايا العامة»، لافتاً إلى «(أننا) انضممنا إلى حكومة عارضناها في أعقاب الحرب، فقط من أجل التأثير على شؤون الحرب فحسب. وإذا لم نتمكن من القيام بذلك، لا نستطيع أن نكون في الحكومة». وتابع: «انضممت إلى الحكومة خلافاً لاتفاق صريح مع غانتس كان من المفترض بموجبه أن أكون عضواً في كابينيت الحرب. وبالعودة إلى الوراء، ربما كنت مخطئاً في ذلك... أصرينا على تغيير التوجّه والفكر الذي ينظم إدارة الحرب. لقد أصبح مجلس الوزراء (الكابينيت الموسع) برلماناً معزولاً عن المعلومات المهمة، في حين يفتقر كابينيت الحرب إلى الأصوات الناقدة». وزاد: «لم ندخل الحكومة لتدفئة الكراسي. وفي هذه الظروف من الأفضل أن نُسمع صوتاً واضحاً من خارج الحكومة. ولذلك أعلنت نيّتي بالاستقالة، وأخطرت نتنياهو بذلك».
وأتت استقالة ساعر بعد أسبوعين من إعلانه الانشقاق عن كتلة «المعسكر الوطني»، إذ طالب نتنياهو بضمه إلى مجلس الحرب، غير أنه وفقاً للاتفاقيات بين «الليكود» والكتلة المشار إليها، مُنح غانتس حق النقض بشأن توسيع المجلس، وهو حق استخدمه غانتس بوجه شريكه ساعر، حتى لا يفتح المجال أمام الوزيرين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، للدخول إلى «الكابينيت».