ضمن الأسبوع التضامني مع غزّة الذي ينظّمه «متحف نابو» و«مسرح المدينة»، سيقدّم الشاعر اللبناني زاهي وهبي في «مسرح المدينة» أمسيةً شعرية (السبت 13 كانون الثاني ــــ الساعة الثامنة مساءً) يرافقه عزفاً على العود الفنان زياد سحّاب.يقول لنا الشاعر اللبناني إنّ مدة الأمسية ساعة سيلقي خلالها قصائد من كتابه «هوى فلسطين» بشكلٍ خاص، وأيضاً من كتابه «ليل يديها»، علماً أنّ معظم هذه القصائد عن فلسطين، والمقاومة، والجنوب، والشهداء. وقد تتخلّلها قصيدة حب على اعتبار أنّ المقاومة هي فعل حبّ للأرض والإنسان والحرية.
من القصائد التي سيتلوها «نجمة الضغينة» التي كتبها لغزّة في عام 2008 وغنّت مقطعاً منها الفنانة جاهدة وهبة، إضافةً إلى قصيدة «نشيد الحب والأمل» التي كتبها عام 2019 وغنّت مقطعاً منها الفنانة الأردنية هند حامد بألحان الموسيقار طارق الجندي، و«لا تنس»، و«أقلام محمود درويش»، و«أغنية لرنا»، و«أمّي» التي غنّاها الفنان أحمد قعبور، كما غنّاها بلحنٍ آخر كل من الفنانين أميمة الخليل وأحمد الخير، وسواها...
عن أهمّية ودور الشعر في دعم القضية وأصحاب الحقّ والأرض وانتساب الكلمة إلى المقاومة الثقافية وأشكال الاحتجاج الإبداعية التي تُسهم في رفد القضية، يعلّق وهبي بأنّ المفاضلة بين الكلمة والرصاصة لا تجوز، فـ «كلتاهما تكمّل الأخرى، وخصوصاً أنّ المحتل الإسرائيلي لا يكتفي بالسطو على الجغرافيا، بل يحاول سرقة التاريخ أيضاً. القصيدة (وكل أشكال الكتابة) تنتصر للحق والحقيقة حين تنتصر للسردية الفلسطينية، وتؤكّدها وترسّخها في الوعي والذاكرة، مقابل سردية الباطل والزيف، أي سردية الاحتلال. جزء كبير من صراعنا الضاري مع المحتل هو صراع ثقافي لا يمكننا أبداً أن نغفل عنه أو أن نتجاوزه. ولأنّ الشهداء يحرسون بدمائهم الأرض والعرض، فإنّ الشعراء يحرسون دماء الشهداء ويحرصون على ألا تذهب تضحياتهم هدراً، أو أن يطمسها النسيان». وعن أهمية هذه الأمسية والفعاليات في قلب العاصمة اللبنانية، يؤكّد أنّ كل شيء في بيروت له معنى أعمق ونكهة مختلفة... فكيف إذا كان عن فلسطين ولفلسطين. «بيروت شريكة الدم والدمع والانتصار، وهي التي خرج منها المحتل مذلولاً مدحوراً، إنها الحاضنة الأولى للقضية الفلسطينية بكل معانيها وتجلّياتها». ويضيف: «لذا تغدو التحية الشعرية من بيروت إلى غزة انتصاراً لحق فلسطين في الحرّية والحياة، وتأكيداً على الهوية الحقيقية لبيروت بوصفها مدينة مبدعة، ومدينة مقاوِمة لكل أشكال الموت والخراب مهما كانت الظروف والمصاعب والتحدّيات».
وعن مرافقة زياد سحاب الموسيقية، قال وهبي: «يسعدني جداً تعاوني مع الفنان الصديق زياد سحّاب في هذه الأمسية، فهو فنان مبدع وملتزم، ينحاز إلى كل ما هو حقيقي وأصيل، مثلما ينحاز إلى فلسطين ومقاومتها المشروعة. وحضوره يمثّل قيمةً مضافةً لأمسيتنا، كما أنّ الموسيقى تمثّل رافعةً مهمةً للإلقاء الشعري. وكما نعلم جميعاً، فإنّ العلاقة بين الكلمة والنوتة تولّدُ جوّاً يضاعف النشوة والتجلّي لدى الشاعر والفنان، وبالتالي لدى المتلقي المنصت».

* زاهي وهبي: «تحيّة شعرية»: س:20:00 مساء السبت 13 كانون الثاني