دمشق | في وقت توصَف فيه خطوات دمشق تجاه عودة العلاقة مع حركة «حماس» بـ«البطيئة والحذرة»، يوضح الأمين العام لـ«جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» وأمين سر «تحالف قوى المقاومة الفلسطينية»، خالد عبد المجيد، في حديث إلى «الأخبار»، أن ما أظهره الرئيس السوري بشار الأسد، من «جدّية وترحيب» باستئناف هذه العلاقة، يؤكد أن «دمشق لا تمتلك تحفّظات، وأن طول مدّة الاتّصالات التي أفضت إلى خطوة الأمس لا يعني مطلقاً وجود تباطؤ». وإذ يعرب عبد المجيد عن اعتقاده بأن «التعجيل بالمصالحة الوطنية الفلسطينية سينعكس بشكل إيجابي حتماً على شكل العلاقة المتوقّعة بين دمشق وحماس»، فهو يبيّن أن هذه الأخيرة «ستكون على مستويَين: الأوّل من خلال تواصل مباشر بين المسؤولين السوريين والحركة، والثاني من خلال تحالف قوى المقاومة».بدوره، يلفت الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، طلال ناجي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «مناقشة العودة إلى دمشق بدأت منذ مدّة»، مشيراً إلى «دور كبير للشهيد قاسم سليماني في هذا المسار». وعن عدم حصول لقاء منفرد علنيّ بين الأسد وممثّلي «حماس»، يجيب ناجي، بأن «اللقاء بالشكل الذي جرى فيه أفضل للحركة، حتى لا يُفهَم اللقاء الثنائي على أنه نتيجة لعزلة حماس عن بقيّة الفصائل». ويؤكد أن مواقف الأسد «كانت واضحة لناحية عزم دمشق على دعم القضية الفلسطينية، والفعل المقاوِم ضدّ الكيان الإسرائيلي»، بجميع القائمين به، ومن ضمنهم «حماس». وكان نائب قائد حركة «حماس» في قطاع غزة ومسؤول ملفّ العلاقات العربية والإسلامية فيها، خليل الحية، الذي ترأّس وفد حركته إلى دمشق، أكد أن ما لمسه من مواقف الرئيس السوري خلال اللقاء مع الفصائل، يعكس حقيقة أن «دمشق لا تمتلك أيّ تحفّظ على العلاقة» مع حركته، متحدّثاً عن «الدور المهمّ الذي لعبته الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في إتمام عودة» الصِّلات بين الجانبَين.
من جهتها، تقول مصادر سورية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن حركة «حماس» لا تجد بدّاً من «العودة الكاملة» إلى دمشق، في ظلّ تزايد عدد الأنظمة العربية المُطبِّعة، واتّجاه النظام التركي نحو تقارب أكبر مع إسرائيل، مضيفة أن قيادة الحركة «باتت تعي ضرورة أن تُبقي على دورها في محور المقاومة، وألّا تنجرف مع رغبات الدول التي تقيم علاقة معها، بما يخدم الكيان الإسرائيلي».