ألغى وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، زيارته التي كانت مقررة غداً للأراضي الفلسطينية. وبحسب المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن ديفيد، فقد ألغى كامل زيارته لقطاع غزة ورام الله، بسبب التصعيد الأخير في غزة. وكان من المقرر أن يلتقي كامل غداً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، لبحث مسألتي المصالحة مع حركة «حماس» والتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي. بدوره، أعرب عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق على صفحته على «تويتر» عن أسفه «إلغاء الوزير عباس كامل زيارته لكل من غزة ورام الله!».ففي استهداف جوّي مباشر، اغتال جيش العدو الإسرائيلي، الفلسطيني ناجي جمال الزعانين (25 عاماً)، وذلك جرّاء استهدافه لأكثر من 20 موقعاً في القطاع، منذ فجر اليوم. وفي التفاصيل، أطلقت «جهةٌ ما» صاروخَين مطوّرين من غزة، أحدهما سقط في مدينة بئر السبع (على بعد 40 كليومتراً من القطاع)، فدمّر مبنى وتسبّب في إصابة سبعة إسرائيليين «بحالات هلع نقلوا إثرها إلى المستشفى»، وفق ما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية؛ فيما سقط الصاروخ الثاني قبالة شاطئ تل أبيب ولم يتسبّب بأضرار.
أمّا الغارات الإسرائيلية، فأوقعت عشر إصابات، خلال قصف موقع للأمن الوطني في رفح جنوب القطاع. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن «أربعاً من الإصابات حرجة»، في حين أنّ الجرحى الستة الباقين هم طلاب مدارس وقد استُهدفوا غرب دير البلح وسط القطاع. وبالنسبة إلى المواقع المُستهدفة، فهي موقع «أبو جراد» التابع للمقاومة، وموقع «صلاح الدين»، و«البحرية» شمال القطاع، وأرض زراعية في منطقة الزنة شرق خانيونس، والميناء الجديد غرب مدينة خانيونس، وموقع «أبو عطايا» غرب مدينة رفح، وموقع «التل» التابع للمقاومة غرب مدينة دير البلح.
تأتي هذه التطورات، بينما قطع رئيس هيئة أركان جيش العدو، غادي آيزنكوت، زيارته إلى نيويورك، من أجل حضور الاجتماع الذي سيعقده المجلس الوزراي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) اليوم، في تل أبيب. كذلك، هدّد وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، بتوجيه «ضربة قاسية» لحركة «حماس» في غزة، معتبراً أنه «لا يُمكن السماح باستمرار الاحتجاجات الفلسطينيّة»، وما أسماه «أعمال العنف على حدود القطاع»، في إشارة إلى تظاهرات «مسيرة العودة وفك الحصار» المستمرة منذ 30 آذار/مارس الماضي.
تهديد ليبرمان المكرّر قاله صباح اليوم، أثناء زيارته قاعدة «ريم» العسكرية القريبة من القطاع. وقد حمّل حركة «حماس» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، وأضاف أنه «لا يمكن بعد اليوم القبول بمسلسل العنف على الحدود... يتوجّب إعادة الوضع إلى ما كان علية قبل الـ30 من آذار الماضي، وذلك عبر توجيه ضربة قاضية لحماس»، موضحاً أن «هذه هي النتيجة التي توصّلت إليها مع قادة الجيش». ولفت إلى أنه «جرّبنا كل الخيارات. أعتقد أنه في هذه المرحلة استنفدنا كل الاحتمالات، وحان الآن الوقت لاتخاذ القرارات».
وزير الأمن الذي كان حتى ليل أمس «مُربكاً وغير قادر على تقديم أيّ خطة عسكرية لمواجهة غزة، ولا توجد لديه فكرة عن أي شيء»، كما نقلت القناة «العاشرة» الإسرائيلية عن أعضاء «الكابينيت»، قال في ختام زيارته القاعدة العسكرية إن «قرار توجيه ضربة عسكرية ضد حماس يجب أن يكون قراراً جماعياً للمجلس الوزاري المكون من 12 عضواً، وللأسف لا يمكن لوزير الأمن ولا لرئيس الوزراء اتخاذ مثل هذا القرار بمفردهما».
وضمن الإطار، أمر ليبرمان بإغلاق معبري كرم أبو سالم (لدخول البضائع للقطاع) ، و«إيرز» (لدخول وخروج الناس من وإلى غزة) إلى أجل غير محدّد. وأمر بتقليص مساحة الصيد المسموح بها قبالة سواحل غزة من ستة أميال بحرية إلى ثلاثة.

مطلقو الصاروخين.. «مجهولون»
تعقيباً على التطورات، أعلنت «الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية» في غزة رفضها لما أسمته «كل المحاولات غير المسؤولة ومنها عملية إطلاق الصواريخ الليلة الماضية».
وأضافت «الغرفة»، في بيان، «نحيي الجهد المصري المبذول لتحقيق مطالب شعبنا ونرفض كل المحاولات غير المسؤولة التي تحاول حرف البوصلة ومنها إطلاق الصواريخ». لكنها أكدت أنها «تتصدّى لكل محاولات الاحتلال لحرف المسار الجماهيري لمسيرات العودة عبر تثبيت قواعد اشتباكٍ رادعة معه»، مشيرة إلى أنها تقف «مع أبناء شعبنا في حراكهم الجماهيري» وتؤكّد جهوزيتها «للتصدي لاعتداءات الاحتلال، ونحن حين نقوم بذلك لا نختبئ خلف أي ستار».
أمّا «القناة العاشرة» الإسرائيلية، فقالت إن «مصر نقلت رسالة إلى إسرائيل مفادها بأن حماس ليست المسؤولة عن إطلاق الصواريخ الليلة تجاه الأراضي الإسرائيلية، وتتوسط لمنع حدوث تصعيد عسكري». لكن الناطق باسم جيش العدو علّق قائلاً إن «الصواريخ التي أُطلقت من غزة لا تملكها إلا حركَتا الجهاد وحماس... نحن لا نهتم بمن أطلق، والمسؤولية تقع على حماس».
إلى ذلك، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تعطيل الدراسة في جميع مدارس بئر السبع، وذلك في أعقاب سقوط الصاروخين.