الإسلام الأميركي
جائزة نوبل للدهاء السياسي لم تُسلّم بعد إلى مستحقها. والسبب غير معروف بعد على وجه التأكيد.
عدم تسليم الجائزة حتى تاريخ نشر هذه الكلمات ما برح يثير الحيرة والتساؤلات، تماماً كما عدم إماطة اللثام عن اسم مستحقها العبقري. ويقول العُقلاء إن وراء الأكمة ما وراءها.
أحدث ما تسرّب من أروقة ستوكهولم، حيث مقر الجائزة، كان يتعلّق بالتباسات ذهب ضحيتها عدد من الباحثين في سياق تحديد هوية مستحق الجائزة. وعلى ذمّة إحدى الصحف غير واسعة الانتشار، جاء أن إذاعة لاسلكية التُقط بثّها على تخوم بحر العرب، ذكرت أن إطلاق هذا الكمّ من الذرائع ما هو إلا لأن المستحق الحقيقي للجائزة كان مدسوساً عليها، كما يُرجّح، باعتبار أنه لم يكن يهودياً هذه المرة، وكان من بلد شرق أوسطي ومن أصول ساميّة تحديداً، وينتمي إلى إحدى السلالات الديموقراطية الحاكمة منذ عشرات السنين.
وسواء أخذنا حرفياً بهذه الأقاويل أم أهملناها عن بكرة أبيها، فسوف يبقى واقع «عدم تسليم وتسلّم الجائزة»، بعد انقضاء تسعة أشهر ونصف شهر على الإعلان الأوّلي عنها، لُغزاً من المستصعب تجاهله كأنه لم يكن.
لكن، وإلى أن يذوب الثلج ويظهر المرج، لا بأس بأن يكتفي الغيارى من العَرَبين (العاربة والمستعربة) بالوقوف على طبيعة الاختراع الذي جرى منح الجائزة على أساسه، وهو في الواقع ابتكار دهائي مبهر الذكاء والفاعلية والنجاعة، وقد جرى تسجيل براءته تحت اسم: الإسلام الأميركي.
ولا حاجة إلى المزيد من الشروحات والتفاسير. فالإسلام الأميركي هذا سلاحٌ بتّار هائل الفاعلية، جرت تجربته بدايةً في أفغانستان لمواجهة الاحتلال الإلحادي السوفياتي لتلك البلاد شبه المقدسة، فحقق الانتصار المجيد على عديمي الإيمان من أحفاد لينين وماركس، وخرجوا يجرجرون أذيال الخيبة، أذلاّء مدحورين، تماماً كما حصل مع أتباع القذّافي بعد سحله المُستحَق.
كذلك جرى اعتماد هذا الاختراع في غير بلد وبيداء ومملكة، فأثبت فاعلية لا تزال مضرب المثل.
ويجري استخدامه حالياً بنجاح منقطع النظير انطلاقاً من القطر التركي الشقيق. على أمل أن يُثبت أعاجيبه في طبخ الخريطة المقبلة لهذا الشرق الأدنى...
محمود بري