النرجيلة عادة سيّئة
تكثر عادة تدخين النرجيلة هذه الأيام في الأماكن العامة والخاصة، لكن لا أحد يلتفت إلى مضار هذه العادة السيّئة التي تحصد صحة الصغار قبل الكبار.
أطفال بعمر الورود يمسكون بأنبوب النرجيلة ويشفطون كل ما فيها من نيكوتين ومواد مُسرطنة وسموم لا يعلم خفاياها إلا الله والأطباء قالوا آمنا.
المفارقة أن التدخين في عهدنا كان عيباً، وكان على الشاب مهما بلغ طول لحيته أو شاربيه أن يخفي السيجارة عن والديه، فلا يدخّن أمامهما، إما احتراماً لهما أو خوفاً من عقابهما. لكن اليوم، في زمن أصبحت فيه القيم عادة قديمة والأخلاق لغة خشبية، وأصبحت الفتاة المُراهقة تطلب من والدتها إعداد الفحم ريثما تصل من مدرستها، التي هي غالباً فيها في مرتبة «الطش» أي الأخيرة. والشاب الذي يرتدي بنطالاً يظهر من خلفه لون سرواله الداخلي وقد نفش شعره مثل القنفذ، يوصي والده بكل وقاحة بأن يأتيه بعلبتي معسّل «تفاحتان وعنب، لو سمحت».
هذه هي حال جيلنا الجديد الذي ستلد نساؤه أطفالاً مشوّهين بفعل تدخين السموم، بل ستنتشر أمراض الربو والحساسية وسرطان الرئة على غرار انتشار الكوليرا في البحار، وانتشار الأمراض القديمة التي حصدت ملايين البشر.
بالفعل يستحق هذا الوضع وقفة من الآباء تجاه أبنائهم، ومن المسؤولين في الدولة العمل على رفع الضرائب على كل السلع التي تضر بصحة الشباب، فيصبح على المراهقين صعب المنال، أليس القائل «ما لا ينفع تركه أنفع» محقّاً بقوله؟
سامية البرزان