«تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب» السوريون
عند نشوب الأزمات التي تهدّد كيان الوطن، علينا التمسّك بالوحدة الوطنية، وهي الموقف الصحيح الذي يجمع المواطنين في مواجهة الأزمات الخطيرة. يتطلّب الحفاظ على استقلال الوطن المحافظة على استقراره، بالتمسّك بوحدته الوطنية لحماية الوطن والشعب من أيّ خطر داهم. إن توسيع الحوار ليشمل كل القوى السياسية السورية هو في مصلحة الوطن واستقراره.

إنّ القوى الوطنية اليوم مدعوة لمواجهة التحديات الوجودية التي تتعرّض لها سورية على ضوء تهديدات محور الولايات المتحدة – فرنسا – بريطانيا - إسرائيل - تركيا، ومن ورائه حلف الناتو، خاصةً ما يجري على الحدود الجنوبية لسورية.
إن كل الرموز الوطنية التي كان لها الدور الأساسي في تحرير سورية من الاستعمار، كسلطان باشا الأطرش والرجال الوطنيين، حققوا ذلك بالتمسك بكل ما يجمع ونبذ كل ما يفرّق؛ وكان شعار الثورة السورية الكبرى، «الدين لله والوطن للجميع»، بالنسبة إليهم، نهج حياة. أكد سلطان الأطرش، في بيانه للسوريين «إلى السلاح»، على أن الهدف الأول للثورة هو توحيد سورية ساحلاً وداخلاً، والهدف الثاني هو استقلال سورية. كان همّه الأول وحدة بلاد الشام؛ ولذلك، نؤكد أنه لا يجوز إقحام الرموز الوطنية، ومنهم سلطان باشا الأطرش، في كل ما من شأنه فرض انقسامات حادة في الوطن تحت أي شعار كان، خاصة إذا كانت وسائله السلاح والقتل والتدمير.
يقوم بناء الوحدة الوطنية على التوافق وترسيخ مبدأ الحوار الديمقراطي ونبذ العنف، وليس على الفوضى التي تقود إلى المجهول. تتم حماية الطوائف بالمواطنة الحقيقية وبرعاية الدولة، وليس بالاحتماء بـ«الكانتونات» التي يريدها لنا الغرب فيحاول تطبيقها من خلال الفوضى «الهدّامة». فمن الخير أن نبحث معاً كسوريين عن حلول لمشكلات الوطن باعتماد الحوار وسيلةً فعالة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء. علينا أن نكون ضد الإرهاب ومع الإصلاح الديمقراطي العميق للارتقاء بالعمل السياسي ومعالجة مشاكلنا حسب أولوياتها، من أجل تحصين الوطن من الداخل ضد الأخطار الخارجية، ورفض أشكال التدخّل الخارجي كي تكون سورية قاعدة ارتكاز للصمود والمقاومة في الوطن العربي.
هذا النهج سار عليه سلطان الأطرش، مَثَلنا الأعلى، وسار عليه أيضاً نجله منصور الأطرش (الشخصية الوحيدة ذات البأس السياسي من عائلة سلطان الأطرش)، قدوتنا، ونحن على النهج ذاته من بعدهما.
د. ريم منصور الأطرش