افتتاحية مجلة «الآداب» ــ العدد الذي سيصدر خلال أيّام
لا شيء أستصعبُه هذه الأيّام أكثرَ من الكتابة عنك. كنتُ أظنّ أنّ معرفة الشخص معرفةً وثيقةً ستجعل الكتابةَ عنه أيسرَ من شربةِ ماء. وها إنّني أكتشف ـ بعد أيّام من رحيلك ـ أنّ التصاقي بك قد جعل النظرَ إليك شاقّاً. وها إنّني لا أعرف مِن أين أبدأ، ولا أعرف أين سأنتهي، ولا يسعُني سوى تأمُّلِ بسمتِكَ وهي تغشي عينيَّ الدامعتيْن، منذ السادسة والدقيقة الأربعين من مساء ذلك اليوم الكالح. لكنّ ما أشعرُ به شيءٌ واحد: أنّ عليّ أن أكتب، ولوغصباً عنّي، لا لأجلكَ، ولا لأجلي، ولا لأجل حبيبتكَ زينب، ولا لأجل مَن عرفكَ وأحبّكَ، بل لأجلِ مَن لا يعرفُك. بل أقول إنّ مَن عرفك وسكت عن تعريف الأجيال الجديدة بك، فقد خان هذه الأجيالَ التي تكاد تفقد المثالَ، بعد أن أوهمتْها مدارسُ «الحداثة» و«الواقعيّة» و«العقلانيّة» أنّ المثال ـ في ذاته ـ أمرٌ خطأ، صنمٌ ينبغي أن نحطّمَه وندوسَ عليه. نعم، علينا، نحن رفاقَكَ، ورفاقَ القادة الكبار أمثالك، وأمثال غسّان ووديع والحكيم وأبي ماهر، أن نقول بأعلى صوت: إنّ المثالَ شيء، والصنمَ شيءٌ آخر. المثال قنديلٌ يعينُنا على تلمّس الطريق، ويجنّبُنا بعضَ العثرات؛ أمّا الصنم فيزيد من عثراتنا ويقف حائلاً دون تقدّمنا.
ماهر الحبيب، نحن في صدد إعداد ملفٍّ عنك في مجلّة الآداب. وسيأتي يومٌ أكتب فيه عنكَ مناضلاً ومقاتلاً، في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في صور وصيدا وبيروت وعشراتِ المواقع الأخرى، في وجه العدوّ الإسرائيليّ واليمين اللبنانيّ. سيأتي يومٌ أكتبُ فيه عنكَ وأنت تصارع جلّاديكَ في السجون الأوروبيّة والعربيّة. سيأتي يومٌ أُكملُ فيه، وإيّاكَ، الساعاتِ الطوالَ من نقاشنا الجميل، الذي بدأ قبل الاجتياح الصهيونيّ لبيروت سنة 1982. لكن، اليوم تحديداً، اسمحْ لي أن أخبرَ الصبايا والشبابَ عنك، أن أخبرَ سارية وناي وعمر وتالة وياسمين ونور ولين وريم...، عن ماهر اليماني الإنسان، العَطوفِ، الحنونِ، الخدومِ، الرقيقِ، العذبِ، المشجِّعِ، المطَمْئِنِ، الهادئِ، الكريمِ، الشهمِ، وما شاءت اللغةُ العربيّةُ أن تُسبغَ عليكَ من صفاتٍ حُسنى، آملُ أن يسمعوها جيّداً، وأن يعوها جيّداً، ليعرفوا كيف يكون المناضلُ الحقيقيّ.
سأختصر: ماهر اليماني فهِمَ النضالَ بكلمتين، لا ثالثَ لهما: خدمةُ الناس. والناسُ عنده ليسوا الشعبَ الفلسطينيَّ أو اللبنانيَّ فقط، ولا المناضلين أو الفقراءَ أو المسنّين أو الأطفال وحدهم. الناس عند ماهر هم جميعُ الناس، أيّاً كان عمرُهم أو جنسُهم أو جنسيّتُهم أو مستواهم التعليميُّ أو العلميُّ أو الاجتماعيّ. ولأنّ كلامي قد يبدو، لبعض الشكّاكين، من ذلك النوع الرثائيّ الرثّ، فلا بدَّ من ضربِ بعض الشواهد.
كان ماهر، مثلاً، يأتي إلى بيتي، وهو يحمل في العادة شيئاً ما. يقول: «هذا المكدوس للستّ عايدة (أمّي)، أعرفُ أنّها تحبُّه؛ جئتُ به من الهرمل». وفي يومٍ تالٍ يقول: «وهذه، هذه تنكة زيْت لك؛ زيْت نظيف صافٍ مضمون، شُغْل منطقة الكورة، أعطاني كميّةً منه صاحبي؛ حُطَّه لسارية وناي مع صحن اللبنة صباحاً». وفي يومٍ ثالث: «وهذا العسل، بشَهْدِه، لكَ أنت يا سيّد إدريس (كان يحبّ أن يغنّجَني على هذا النحو)؛ «كلْ كلَّ يوم ملعقةً كبيرةً منه وابقَ طمّنّي على وضعك» (مع غمزةٍ من عينه اليمنى). ثم يتوقّف هنيْهةً ليسأل: «ما علينا مستِرْ إدريس، جمّعت لي الأغراضَ للمخيّم؟»
لحظة، أقول.
أذهبُ إلى الشرفة المزجَّجةِ الملاصقةِ لغرفة نومي، وآتيه بأكياسٍ زُرقٍ كبيرة. ماهر كان، على الدوام، يَجمع الأشياءَ المفيدةَ لفقراء أهلِ المخيّم (شاتيلا، برج البراجنة،...)، ويوزّعُها عليهم بحسب العمرِ والحاجةِ والجنسِ والطولِ والعرض. ينهض ماهر، ويحمل الأكياسَ الثقيلةَ بيديْه، فتظهرُ ذراعاه السمراوان المليئتان بالعروق الزرقاء. «بدّك إشي، مِسْتِر إدريس؟ عندي أكمْ مِن شغلة: شغلة بصيدا، وشغلة بالدبيّة، وفيه واحد لازم أشوفه بدّو يعطيني إشي...»، أرجو منه أن يبقى قليلاً، فيجيب: «خلص بدّي أدخّن. يحرق دين هالبيت. بايْ مِستر». وينسحب، والسيجارةُ تكاد تحترق بين شفتيْه الملتهبتيْن مع أنّه لم يشعلْها بعد.
في الأسبوع التالي، يأتيني ماهر من جديد. ألمح الرضى في جبهته المتغضّنة. سأطلبُ من أصحابي أن يأتوني بالمزيد، أقولُ له. أسألُه، بعد ذلك، كعادتي، عن الوضع الفلسطينيّ. يردّ: «بغزّة وضعنا أحسن من الضفّة»، أو «الوضع صعب بس، بتقديري، مشْ مستحيل»، قبل أن يفصّلَ ما يعنيه. سؤالي الثاني يكون، دوماً وبالتأكيد، عن وضع الجبهة الشعبيّة. ليس خافياً على العارفين أنّ ماهر بات، خلال السنوات الماضية، شديدَ الانتقاد لحال الضعف التي ضربتْ بعض المواقع داخل التنظيم الذي أفنى ماهر عمرَه في خدمته. يتحدّث دقائقَ، بلا انقطاع في العادة، قبل أن يقول متأفّفاً: «عيفنا من السياسة، مستر. راسي مسكّر من...»، طيّب، طيّب، أقول. وغالباً ما يتابع أنّه سيذهب الآن عند فلانة أو فلان. خير؟ «ولا إشي»، يقول. المسألة عادةً تتعلّق بفضّ خلافٍ ما: «هي مخانقة مع زوجها، وبدّها تطلّقه، ولازم أعمل إشي. أصحابي، وعندهم ولاد».
سيصاب بعضُكم بالذهول. ماهر مقاتل، خاطفُ طائرات، مسؤولٌ عسكريّ عن قطاعٍ كاملٍ في جنوب لبنان، عضوُ لجنة مركزيّة عامّة في الجبهة الشعبيّة، واضربْ واطرحْ، يحاول أن يَفضّ خلافاتٍ... بين زوجيْن؟ طبعاً، يحاول أن يفعل ذلك بين زوجيْن، أو بين جاريْن، أو بين أيِّ متخاصميْن. وقد يفعل ذلك في اليوم نفسه الذي يلتقي فيه مَن يريد التدرّبَ على السلاح لقتال العدوّ! ماهر اليماني يرى ذلك كلّهَ، على ما ينبغي أن أشدِّدَ وأكرّر، نضالاً فعليّاً لأنّه يَخدم الناس. وماهر يفعل ذلك بكلّ عفويّةٍ، وبلا أدنى تبرير، خلافاً لِما نحاول أن نفعلَه الآن. النضال عنده لا يعني أن تقاتلَ أو تدرِّبَ شباناً وشابّاتٍ على القتال فحسب، وإنّما يعني أيضاً أن ترفع الظلمَ الذي حاق ببعض الناس من تجاوزات الزعران (أهلُ صور في الجنوب يَذْكرون فضلَه في نهاية السبعينيّات)، وأن تُقْنعَ الزوجَ بأنّه أخطأ في حقّ زوجته، وأن تدعو الزوجةَ إلى إعطاء الزوج «فرصةً أخرى»، وأن تأتي بالدواء من الشام لأنّه أرخصُ من بيروت، وأن تكون وسيطاً نبيلاً بين مَن يَملكون ومَن لا يَملكون...
المناضل الحقيقيّ، الذي جسّده ماهر اليماني، لا يترفّع عن مشاكلِ الناس اليوميّة لصالح العمل العسكريّ أو «القضيّة». أكثر من ذلك: ماهر المقاتل قد يقدِّم الجانبَ الإنسانيَّ على الجانب العسكريّ في حال التناقضِ بينهما. واسمحوا لي هنا أن أوردَ حادثتيْن، لعلّي ذكرتُ إحداهما في مكانٍ آخر.
الحادثة الأولى، وقد استدرجتُه قبل أسبوعين إلى روايتها من جديد، وذلك في حضرة الرفيقيْن خ. ر. وع. ك، وزوجتِه زينب، وأفرادٍ من عائلة أخيه، أبي ماهر اليماني. فقد كلّفتْه الجبهةُ الشعبيّة، نهايةَ السبعينيّات من القرن الماضي، بإلقاء القبض على أحد المطلوبين، وكان ماهر يعرفه جيّداً، فانطلق مع بعض مقاتلي الجبهة إلى طرابلس (شمال لبنان). وبعد رصدٍ طويلٍ لتحرّكاته، دام أيّاماً، رآه يدخل منزلَه قبيْل الفجر. صعد ماهر إلى الشقّة وقرع الجرس. سمع صراخاً آتياً من الداخل، وتبيّن أيضًا صوتَ «خرطشة» مسدّسٍ أو بندقيّة. فتحتْ زوجةُ المطلوب البابَ. «صباح الخير ستّ (...). قولي لـ(...) إنّ ماهر ينتظره. خلّيه يطلع بلا مشاكل وشوشرة». استجاب الرجلُ للطلب حين عرف أنّ الطارق هو ماهر، وأنّ المواجهة ستكون خاسرةً بالتأكيد، فاقتاده ماهر إلى بيروت، وسلّمه إلى قيادة الجبهة الشعبيّة، ثم قفل عائداً إلى بيته، حيث استحمّ ونام. في اليوم التالي ذهب ماهر إلى مكتب الجبهة سعيداً بإنجازه، متوقّعاً الثناءَ عليه، ففوجئ بأخيه أبي ماهر يقرِّعُه بأشدّ عبارات اللوم والتوبيخ. «هل قبضتُ على الرجل الخطأ؟»، سأله ماهر. «كلّا»، صاح أخوه في وجهه، «هو الشخص الصحّ. لكنْ، ألم يكن في مقدوركَ أن تنتظر حتى طلوع الصباح بدلاً من أن تبثّ الهلعَ فجراً في نفوس أولادِه وزوجتِه؟ هل نسيتَ، حين كنتم أطفالاً، كيف كان المكتبُ الثاني (المخابراتُ اللبنانيّة) يزورُنا في منتصف الليل، وسط صراخِكم وعويلكم، ليقبضَ عليّ؟».(1)
ويتابع ماهر أنّه، بعد هذه الحادثة التي هزّته هزّاً، لم يُطِقْ حملَ السلاح أيّاماً طوالاً. لقد تعلّم درساً، ونقلَه إلينا، وها أنا أنقله بدوري إليكم، وخصوصاً إلى الأجيال الشابّة: إذا كان التحريرُ هدفاً نبيلاً (وهو كذلك بالتأكيد)، فإنّ وسيلةَ التحرير يجب أن تكون نبيلةً أيضاً.(2) «السلاح أخلاق يا مِسْتر إدريس»، كان يقول لي. المناضل الثوريّ هو، بالضرورة، مناضلٌ أخلاقيّ، وإلّا فلا معنى لثورته. وفي ذلك، كان ماهر، على ما أكادُ أجزم، يقتدي بأخيه، القائد أبي ماهر اليماني، الذي طغت أخلاقُه على جوانب شخصيّته الفذّةِ الأخرى.
الحادثة الثانية، حين كُلّف ماهر بتفجير طائرة «العال» الإسرائيليّة، الجاثمة على أرض مطار أثينا (اليونان)، نهايةَ عام 1968، وذلك بتخطيطٍ من الشهيد الدكتور وديع حدّاد. قال لي ماهر، غير مرّة، إنّه حين طوّق الطائرة مع رفيقه، وشرعا في رمي القنابل تحتها، سمع بكاء أطفال. «بنات صغيرات، يا مستر، كنّ يصرخن». هنا نفّذ ماهر تعليماتِ الشهيد وديع بالحرف: «لا تُلْحِقوا الأذى بالركّاب».(3) سألتُه: «لكنْ، ألم تشعرْ بالرغبة في الثأر للبنات الفلسطينيّات الصغيرات المقتولات؟» وما أزال، إلى هذه اللحظة، أذْكر نظرتَه الجادّةَ حين ردّ: «لا يحرّكُنا الثأرُ يا مستر»، وتابع كأنّه يستدرك: «ثمّ إننا كنّا ننفّذ توجيهاتِ أبي هاني».
بسبب الجانب الإنسانيّ الأخلاقيّ الطاغي في شخصيّة ماهر اليماني، فقد أحبَّه جميعُ مَن عرفه عن قرب. أكثر من ذلك: صار صعباً أن تكونَ في حضرته ولا تشعرَ بأنّك بتَّ، أنت نفسُك، أكثرَ عطاءً وحناناً! حيثما حلَّ ماهر، شاع الحبورُ، وسادت الطمأنينةُ، وانتشر الدفءُ، وعلت الضحكاتُ ــ وهذا أمرٌ ندر أن يتمتّع به «قادتُنا».
وليس أدلَّ على روح ماهر الإنسانيّة الأخلاقيّة الدافئة من ذلك الأثر الواضح الذي خلّفه في رفاقه ورفيقاته، وفي الرفيقة الرائعة زينب شمس، زوجته، بشكلٍ خاصّ. ترى، هل كنتَ تشعر بنا، يا رفيق، قبل أيّام من رحيلكَ عنّا؟ كنّا، يا حبيبي، نردُّ إليك شيئاً بسيطاً من حَدَبكَ علينا، واعتنائك بنا، واحداً واحداً. أحياناً، كنّا نحيطُ بك، من جوانب السرير كلِّها، خصوصاً حين يعلو منسوبُ الكالسيوم وتشتدُّ أوجاعُك: زينب تمسِّد شعرَكَ وتقبّلُكَ وتقول «يقبرني جمالك وهضامتك»، وفداء تدلّك ظهرَكَ، وغادة تغطّي قدميْك الحافيتين (كنتَ تتمرّد على الجوارب والحرام تمرُّدَكَ على كلِّ ما يعوق حركتَك السياسيّة والعسكريّة)، وفادي يفرك بطّتيْ ساقيك، وعلي يغمز كتفيْك برفق، ... وكنّا، كلّنا، نشعر أنّنا إزاء رجلٍ بلغ الذروةَ في الإنسانيّة لأنّه قَرَنَ تحريرَ أرضه من الاحتلال بخدمة الناس وحبِّهم في كلّ مكان.
ماهر الحبيب، كلُّ مَن عرّفتُهم إليك كانوا يشكرونني في الأيّام الماضية. كلُّهم يشعرون بالفخر لأنّهم عاشوا أعواماً أو شهوراً في حقلِكَ المليءِ بورود الحبّ والثورةِ والعزّ والكرامةِ والشموخِ والإباءِ والإنسانيّة. وكلّهم اليوم، حين يذْكرونكَ إنساناً ومناضلاً، أو مناضلاً وإنساناً، يَدْمعون، ثم يضحكون، وهم يمسحون دموعَهم كي لا تراها. أمّا أنا، فقد أحسستُ ذات لحظة، وأنا أقبِّلُ جبينَكَ الذي أخذت البرودةُ تتسرّب إليه، بأنّك قد تنهض فجأةً، كالسهمِ المشدود، فتعود ذلك الفتى المشاغِبَ الذي كان يهرب من مدرسته في طرابلس كي يقاتلَ مع وديع حدّاد من أجل تحرير فلسطين.
حين أتوْا بكَ إلى بيت العظيميْن أبي ماهر وأمّ ماهر، ملفوفاً بعَلم فلسطين وعَلم الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، ركعتْ زينب أمامك، ووضعتْ قرب أذنك هاتفاً خلويّاً، يبثّ أحدَ أناشيد الجبهة الشعبيّة.(4) في هذه الأثناء كنتُ أشقُّ، من ناحية الشرفة، جموعَ المتجمهرين من حولك، فأركعُ قربكَ وقربَ زينب، وأُنشدُ النشيدَ معها، لكنْ بصوتٍ أقوى، داعياً الجميعَ إلى الكفّ عن البكاء؛ فنحن جزءٌ من مسيرةٍ فلسطينيّةٍ عربيّةٍ أمميّة، لا يَسقطُ أحدُنا إلّا وقد ضمِن أن ينهضَ مكانَه مناضلون ثوريّون إنسانيّون آخرون:
إنْ تسلْ عنّي فهذا موطني: فلسطينيٌّ عربيٌّ أُمَمي!
جبهةُ الشعبِ وحزبُ الجبهةِ علّمتْني كيف تحيا أمّتي!
تَرفضُ الذُّلَّ لتبقى عِزّتي رايةً فوقَ جبينِ الشُّهُب!
إنْ تسلْ عنّي فهذا موطني فلسطينيٌّ عربيٌّ أممي!
يا حكيمَ الثورةِ اخترتَ لنا قدَراً بين حياةٍ أو فَنا
يا حكيماً يا حكيماً عِشْ لنا أنت طيفُ الأرضِ فوقَ الشُّهُبِ
إنْ تسلْ عنّي فهذا موطني: فلسطينيٌّ عربيٌّ أممي!

المراجع
(1) بحسب أمّ ماهر اليماني، سُجن أبو ماهر (والمقصود أحمد اليماني، أخو رفيقنا القائد الراحل ماهر) 55 مرّةً.
(2) للأمانة، لم يكن ماهر من صنف الطهرانيين المفرطين، على ما قد يُفهم من الحادثة أعلاه. ولكنّه كان يراعي، قدرَ الإمكان، عدمَ إلحاق الأذى بالمدنيين والأبرياء أثناء أدائه العسكريّ. يقول مثلاً في الآداب عن تجربته قائداً عسكريّاً في الجنوب اللبنانيّ: «كانت علاقةُ قواعد الجبهة الشعبيّة بالمواطنين في الجنوب اللبنانيّ طيّبةً؛ فقد تعمّدنا ألّا نكون قريبين من البساتين وكرومِ الزيتون التي يعتاشون منها، ما خلق إحساساً بينهم أنّنا نَنشد سلامتَهم في أيّ مواجهةٍ مع العدوّ». https://bit.ly/2ThK5AM
https://bit.ly/2SZ91xT(3)
https://www.youtube.com/watch?v=SDBUVgQWODE(4)
والمقصود بـ«الحكيم» د. جورج حبش، طبعاً.

* رئيس تحرير مجلة الآداب (www.al-adab.com)